تعرف على أهم 3 مراحل للانتكاسة و العودة إلى الإدمان والعوامل النفسية المرتبطة بها
الكثير من الدراسات الطبية المعتبرة خلال الفترة السابقة أكدت أن مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى تنحصر في 3 مراحل رئيسية، وهذه المراحل وتفريعاتها الهامة تعتبر من الأمور التي يفسرها علماء النفس والاجتماع ويضعوا لها العديد من الجوانب، وفي هذا المقال؛ نتعرف أكثر بالتفصيل وعن قرب عن مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان في ضوء الدراسات النفسية والاجتماعية حول هذه المراحل لمعرفة الأسباب الهامة للانتكاسة من أجل تفادي خطرها.
عناصر المقال
3 مراحل للانتكاسة والعودة إلى الإدمان في ضوء الطب النفسي:
هناك 3 مراحل رئيسية يمر بها المدمن المتعافي نحو خطر الانتكاسة مرة أخرى فهو لا يتعاطى المخدرات مرة أخرى بشكل مباشر، ولكنه يمر بهذه المراحل رويداً رويداً حتى يجد نفسه أمام خطر الإدمان الحقيقي، وهذه المراحل ترتبط في كل منها بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تحيط بالمدمن، لذلك نتحدث ونلقي الضوء عن مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان هذا من ناحية، والحديث عن الجوانب العاطفية والنفسية والاجتماعية التي يمر بها المدمن ويعاني منها حتى ينتكس ويعود لعالم المخدرات الخيالي البعيد عن الواقع، وفيما يلي هذه المراحل بالتفصيل:
المرحلة الأولى: مراحل الانتكاس العاطفي.. فضاقت عليهم أنفسهم!
إن هذه المرحلة هي أولى المراحل الهامة التي يمر بها المدمن نحو الانتكاسة مرة أخرى، وتتميز تلك المرحلة بمعاناة المدمن المتعافي من بعض المظاهر غير السوية على المستوى العاطفي والنفسي، ومن هذه المظاهر والأعراض: التوتر ونوبات القلق والعصبية الزائدة والغضب والسلوكيات العنيفة، كذلك التحولات المزاجية العنيفة والاضطرابات في النوم والأكل بشكل يومي مستمر.
لكن السؤال الهام هنا لماذا يعاني المدمن المتعافي من هذه الأعراض والمظاهر السابقة؟
هناك العديد من الأسباب التي نتعرف عليها تعتبر من الأمور الهامة والتي ينتج عنها الشعور بالخواء العاطفي والنفسي الذي يعتبر مرحلة من مراحل الانتكاس، حيث يشعر المدمن العاطفي بالضغوط النفسية عليه من جميع الجوانب، حتى تضيق نفسه عليه، وكل هذا بسبب أن الإدمان يبدأ يدق بابه على عقله وفؤاده للرجوع مرة أخرى والسيطرة عليه، لكن لماذا؟
إن من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى تلك الحالة المزية من الخواء العاطفي والاضطراب النفسي:
عدم الانتظام على الدواء:
من المعروف أن المدمن المتعافي يستمر على الأدوية الخاصة بعلاج الإدمان فترة من الزمن حتى بعد الخروج من المصحة العلاجية، وهذه الأدوية العلاجية تساعده على التأقلم مع الحياة بدون مؤثرات خارجية” المخدرات” والتي تؤثر عليه في العموم.
إن من العلامات الخطيرة التي يواجهها الفرد هو عدم الانتظام على الدواء والذي يعني أن هذا المتعافي يعاني من اضطرابات عاطفية نفسية وعاطفية تشكل مرحلة هامة من مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان على المخدرات.
عدم الحضور الجلسات المخصصة للعلاج النفسي:
إن العلاج النفسي مرحلة هامة من مراحل علاج الإدمان، ومن الوسائل الهامة لهذه المرحلة هو التردد على الجلسات الفردية والجماعية التي تعالج نفسية المدمن من الآثار النفسية المدمرة جراء إدمان المخدرات، لذلك تعتبر من العلامات التي تدل على بداية الانتكاسة والعودة إلى الإدمان هو الابتعاد عن تلك الجلسات رويداً رويداً.
عدم الانتظام في زيارة الطبيب المتخصص:
زيارة الطبيب المتخصص بعد الخروج من المصحة النفسية مهمة للغاية فهي جزء من برنامج المتابعة بعد الخروج من المستشفى، لذلك فإن الابتعاد عن تلك المتابعة تعني بداية المتعافي للهروب نحو الانتكاسة.
المرحلة الثانية: مرحلة الانتكاس النفسي .. الحرب مشتعلة في عقل المدمن
الإنتكاس النفسي هي المرحلة الثانية من مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان، و شعار هذه المرحلة هي الحرب التي تدور رحاها في عقل المدمن، بين الانتكاسة والعودة إلى الإدمان على المخدرات و الانتظام والإصرار على العلاج، وهي مرحلة منطقية بعد مروره بمرحلة الانتكاس العاطفي كاملة دون طلب المساعدة، فيبدأ المدمن مرحلة أشد خطورة من تلك التي مر بها سابقاً وهي مرحلة تتسم بالعديد من العلامات التي تجعله يقتنع في النهاية أنه سيعود للإدمان في أي وقت، وهذه العلامات هي:
ملاحقة الذكريات القديمة للمدمن المتعافي:
هذه العلامة هي الاولى من هذه المرحلة حيث تلتمع فكرة العودة للإدمان مرة أخرى دون التذكر عن سلبيات هذه الذكريات، فإنه يتذكر فقط ما كانت تفعله المخدرات في عقله ومن الهروب إلى عالم الخيال الإفتراضي والبعد تماماً عن الحياة الواقعية المليئة بالمشكلات والضغوط الحياتية، فإذا مر بهذه العلامة دون الانتباه أنه على خطر ينتقل للعلامة الثانية الأخطر.
استعادة ذكريات الانتشاء المصاحب للمخدرات:
الانتشاء بالمخدرات علامة خطيرة، إنه يتذكر حالة الانتشاء الخاصة بالمخدرات وكيف كان عقله يحب المخدرات ويعشقها ويعتمد عليها في كل شيء، إنها مرحلة أخيرة في التفكير ليبدأ في ما هو أخطر.
التفكير في رفقاء السوء الذين كانوا يشجعون المدمن والاتصال بهم:
هذه هي أولى العلامات التنفيذية حيث ينتقل المدمن من مرحلة التفكير السابقة بشأن المخدرات إلى مرحلة التفكير في الإدمان، حيث يفكر في الباب والمنفذ الوحيد أمامه، وهو باب التشجيع من أصدقاء ورفقاء السوء، ولعلها حيلة نفسية لتكون مبرراً للرجوع إلى الإدمان مرة أخرى.
ويقوم المدمن المتعافي الآن بالاتصال مع الأصدقاء المدمنين ليشجعوه على الإدمان وبالفعل يبدأ المدمن في تلك الحالة في الانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى.
المرحلة الثالثة من مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان.. مرحلة الانتكاس الفعلي
إنها المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان، وهي خطوة التنفيذ الحقيقي والعودة فعلياً إلى الإدمان حيث يجد المدمن المتعافي نفسه في موقف المدمن مرة اخرى وهذه المرحلة تتميز أنها مرحلة تريح المدمن بسبب الوصول إلى ما يرغبه لكن باطن هذه المرحلة العذاب الشديد للمدمن وذلك لأنه يعود للإدمان بشكل أكبر، و بجرعات إدمانية كبيرة حتى يفوّت ما ضاع منه، وهنا تكمن الخطورة الشديدة.
الخطورة تتمثل في أن مرحلة الإدمان الفعلية هذه تعني الكثير، إنها تعني الفشل لهذا المدمن، وبالتالي صعوبة العلاج مرة أخرى، وذلك بسبب اليأس المسيطر على المدمن.
مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان السابقة لها العديد من الجوانب النفسية والعاطفية، التي يمر بها المدمن المتعافي، ولعل الأسباب العديدة سواء الاجتماعية أو النفسية أو العلاجية تضحى هي العامل الأول في دخول المدمن إلى مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان ومن هذه الأسباب:
- الضغوط النفسية الناتجة عن مشكلات يتعرض لها المدمن المتعافي.
- الخلل في أساليب العلاج المختلفة في بعض المصحات والمستشفيات العلاجية
- عدم الاهتمام بالعلاج النفسي كأحد المراحل الهامة التي يجب القيام بها للتخلص من مرض الإدمان بشكل نهائي.
- عدم تدريب المدمن المتعافي على بعض السلوكيات الهامة والمهارات التي تساعده على الحياة الجديدة.
- دور الأسرة السلبي وعدم القيام بالاحتواء العاطفي والنفسي بشكل صحيح.
في النهاية؛ فإن مراحل الانتكاسة والعودة إلى الإدمان لا تأتي إلا بسبب العديد من العوامل النفسية التي تحيط بالمدمن المتعافي وأولى مظاهر هذه المراحل الخلل العاطفي والنفسي وبعض العلامات الخطيرة التي يجب إليها جميع المحيطين بالمدمن المتعافي حتى يقوموا بدورهم نحوه ومنعه من الدخول إلى نفق الإدمان المظلم مرة أخرى.