العقاقير المنبهة تنقسم في طبيعتها إلى قسمين فقط هما العقاقير الطبيعية، والعقاقير الصناعية. وهناك بعض المنبهات الطبيعية التي تحتوي على مواد طبيعية بنسبة كبيرة مثل منبه الكوكايين، ومادة الكافيين، ونبات الإيفدرا، ونبات القات، والجدير بالذكر أن الكوكايين منبه طبيعي وهو من الأفيونات ويتم استخراجه من نبات الخشخاش البري. أما الكافيين فهو المادة المنبهة الموجودة في القهوة الطبيعية والشاي والكثير من المنبهات الأخري، ويمكن إدمانه أيضاً، حيث تعد القهوة ثاني أكثر المنتجات إدماناً حول العالم.
ونتيجة لانتشارها في الوطن العربي، فإن عدد المتعاطين يزداد بشكل مستمر في الكثير من البلاد العربية مثل السعودية والكويت والإمارات ومصر، والكارثة أن تعاطي الأمفيتامينات بأي طريقة من الطرق تؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية والعائلية والنفسية، وعلاج إدمان الأمفيتامينات يكون صعب في الكثير من الحالات حيث تكون اعراض انسحاب الامفيتامينات شديدة علي المدمن.
عناصر المقال
تعاطي الأمفيتامينات وتأثيره علي جسم المتعاطي
يصاب الجهاز العصبي لمتعاطي الأمفيتامينات بحالة من الهياج، حيث تنشط أهم النواقل العصبية في مخ المتعاطي بين الخلايا العصبية، ومن هذه النواقل الدوبامين “هرمون السعادة”، الأدرينالين ” هرمون الهروب والفزع”، والسيروتونين.
وإفراز هذه النواقل وغيرها من النواقل هام جداً لصحة الجهاز العصبي لأي إنسان أو كائن حي علي حدٍ سواء، حيث أن هذه النواقل تساعد على تحسين مزاج الشخص وحياته بشكل عام وتساعده في حالات الخطر والخوف وتساعده علي النجاة، ولكل مادة من هذه المواد وظيفة محددة وواضحة. ويتم إفراز كل مادة بنسب معينة وتحت ظروف معينة وبأوامر المخ، لكن تعاطي الإمفيتامين المنبه يغير هذه العمليات الحيوية كلها، حيث أن الخلايا العصبية لدى متعاطي الأمفيتامينات تُجبر طول الوقت علي إفراز هذه المواد، وهذا دون مراعاة للحالة الخارجية والداخلية للمتعاطي، حيث لا يحتاج الإنسان كل هذه الكمية.
والجدير بالذكر أن زيادة إفراز هرمون الأدرينالين لدى متعاطي الامفيتامينات يؤدي إلى نشاط مبالغ فيه في القلب والشرايين لدى المتعاطي، فيحمر وجهه ويرتفع ضغط دمه، ويحدث أيضا ارتفاع في درجة حرارة المتعاطي، وشد مؤلم في العضلات والتعرق في الكثير من الأحيان.
وزيادة إفراز الدوبامين يؤدي إلي الإحساس بالسعادة الزائفة وبزيادة في كامل طاقة الجسم، ثم يصاب بالأرق واضطرابات النوم وفقدان ملحوظ في الوزن، وذلك نتيجة فقدان الشهية وسوء التغذية، ارتفاع درجة حرارة الجسم، التوتر الدائم والعصبية، هلاوس سمعية وبصرية حيث يسمع المتعاطي الكثير من الأصوات الغير موجودة ويخيل له أنه هناك من يناديه ويهدده وقد يري العديد من المخلوقات الغير موجودة وهذا ما يصيب المتعاطي بنوبات فزع، الضلالات وهي اعتقادات خاطئة من محض خيال المتعاطي وهذا ما يجعله يشعر بالاضطهاد والكره ويشعر أنه مراقب طول الوقت والإصابة بجنون العظمة ” البارانويا” والثقة المبالغ فيها.
كما أن زيادة السيروتونين يؤدي إلي العديد من المخاطر المؤلمة للمتعاطي ومنها زيادة ضربات القلب، وهذا يؤدي إلى إرهاق عضلة القلب وارتفاع احتمالية حدوث أزمة قلبية وسكتة قلبية أو ذبحة صدرية، ارتفاع ضغط الدم، والذي يزيد من احتمالية انفجار الشرايين والجلطات والسكتة الدماغية، كثرة التعرق نتيجة وجود الكثير من السموم داخل جسم المتعاطي، اضطرابات الرؤية والاتساع الملحوظ في حدقة العين وهذا ما يؤدي إلي حساسية العين الشديدة للضوء، ارتعاش الأطراف خاصة اليدين.
لماذا يستخدم الكثير من الشباب والفتيات الإمفيتامين المنبه ؟
هذه الفئات التي تقوم بتعاطي الامفيتامينات تريد الحصول علي السعادة والبهجة والهروب من الواقع لكثرة الضغوط النفسية والعصبية لديهم، حيث أن الامفيتامينات تعمل علي تقليل الشعور بالتعب والإجهاد النفسي والجسدي في بعض الأحيان، ويزيد الإمفيتامين من الطاقة واليقظة لدى المتعاطي والمدمن علي حد سواء، وهناك من يتعاطى الإمفيتامين نتيجة الاستشارات الطبية وذلك لتسكين الآلام الشديدة وذلك بعد العمليات الجراحية المؤلمة، حيث لا تكون هذه الآلام محتملة لدى الكثيرين، لكن الاستخدام المفرط للأمفيتامين حتى للأغراض الطبية قد يؤدي إلي الإدمان.
آثار الإمفيتامين علي المتعاطي
- البهجة والسعادة الدائمة، والتي تكون كاذبة في الكثير من الأحيان، وزيادة تحمّل المتعاطي للإرهاق والتعب، والجدير بالذكر أن بعد انتهاء مفعول الإمفيتامين يشعر المتعاطي بتعب شديد جداً.
- ارتفاع ضغط الدم.
- العدوانية الشديدة وردود الفعل العنيفة والغير مبررة.
- اضطرابات في ضربات القلب.
- فقدان الوزن الملحوظ، حيث أن الإمفيتامين يعمل علي تقليل الشهية لدى المتعاطين، لذا تستخدمه العديد من النساء كدواء لفقدان الوزن بسرعة.
- اضطرابات النوم.
- اتساع حدقة العين واضطرابات الرؤية وحساسية العين الشديدة تجاه الضوء.
- اضطرابات التفكير وعدم القدرة علي اتخاذ العديد من القرارات.
- حك الأسنان ببعضها في الكثير من الأوقات وذلك خاصة أثناء النوم.
- اضطرابات الحركة وفرط الحركة والنشاط في الكثير من الحالات.
- سيلان في الأنف.
- وجود رائحة كريهة من الفم.
- شحوب الوجه واصفرار الشفتين والهالات السوداء ووجود عيون ذابلة لدى المتعاطي.
- اضطرابات الحواس ووجود هلاوس سمعية وبصرية قد تؤدي بالمتعاطي إلى الجنون، وذلك نتيجة تعاطي الامفيتامينات.
أشكال الأمفيتامينات
- الأقراص وهي الأكثر شيوعا، ويتم استخدامها في حالات التعاطي بالبلع، وأحياناً يتم سحقها و تعاطيها عن طريق الاستنشاق أو بالحقن. والجدير بالذكر أن هذه الطرق في التعاطي عالية المخاطر وكثيراً ما تؤدي إلى الوفاة.
- الكبسولات، يتم استخدامها للتعاطي عن طريق البلع.
- المسحوق البودرة، يتم استخدامه للتعاطي عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الحقن والتدخين.
أهم الفئات وأكثرها استخداما للإمفيتامينات المنبهة
- سائقين الشاحنات وسيارات الأجرة، الذين يقومون بتعاطي هذه العقاقير بحجة أنهم يريدون أن يظلوا مستيقظين للكثير من الوقت وذلك للرحلات الطويلة علي الطريق.
- طلاب المدارس الثانوية والكثير من الجامعات وذلك أيام الامتحانات لتحسين قدرتهم علي الاستيقاظ وتجنب النوم، وهم لا يعرفون مدى خطورة مثل هذه المادة المدمرة للجهاز العصبي والخلايا العصبية نتيجة عدم التوعية بها.
- من يريدون فقدان الكثير من الوزن في وقت قصير، ولا يعرفون أن هذه الطريقة تعرضهم للكثير من المخاطر والأمراض المدمرة.
- العاملين في الفترات المسائية.
- هناك العديد من المتعاطين الذين يريدون تعاطي الأمفيتامينات من أجل الشعور بالسعادة المؤقته الزائفة.
بعض المعلومات حول علاج الإدمان من الإمفيتامينات المخدرة
تتعدد مراحل وأنواع العلاج من إدمان الأمفيتامينات، منها العلاج السلوكي، العلاج المعرفي، العلاج الإجتماعي، العلاج النفسي، النقاهة، سحب السموم، وفيما يلي سنعطيكم نبذة عن تلك العلاجات.
مرحلة سحب السموم من الجسم: هي أولى مراحل علاج الإدمان حيث أنها السبب في ظهور الأعراض الانسحابية للأمفيتامينات المخدرة، وتستمر لمدة من 6 أيام وحتى 17 يوم فقط.
العلاج السلوكي والعلاج المعرفي: كلاهما يعتمد على المشاعر والعواطف النابعة من المدمن، حيث يتم مناقشة المدمن في الأسباب التي أدت به إلى الإدمان وإبعاده عاطفيا عن هذه الأسباب، ويتم عمل جلسات فردية أو جماعية لمناقشة حالة الإدمان التي مر بها الشخص.
العلاج الإجتماعي: يعرف أيضا بالتأهيل الإجتماعي، حيث أن المدمن يعاد تأهيله حتى يصبح قادر على الإندماج في المجتمع مرة أخري، ويبتعد عن الطرق التي كان يتبعها في التعامل مع من حوله قبل العلاج.
العلاج النفسي: يتم في هذه المرحلة حل المشاكل النفسية التي واجهت المدمن، ومعرفتها بكل التفاصيل وابعاد المدمن عن التعرض لها مرة أخري.
النقاهة: هي إحدى أهم المراحل حيث يتم فيها تثبيت الكثير من الأفكار والمعتقدات لدى المدمن ومتابعته حتى لا يعود للإدمان مرة أخري، ويتم تعليم عائلته كيفية التعامل معه وإبعاده عن الإنتكاسات.
إننا بحاجة لأن تكون هذه العلاجات جزأ من حياتنا، فعندما نكتشف أن في أسرتنا مدمن نسرع إلى المراكز المتخصصة ونطلب هذه العلاجات مثلما نطلب علاجات الجسد الأخرى. إن الإدمان هو الوحش الكاسر الذي ينتظر أبناءنا علي أبواب مستقبلهم ليكسرهم ويدمرهم ويحرمهم من الوصول لغاياتهم، ولابد لنا أن نتفهم ذلك ونساعدهم علي التعافي من هذا المرض المدمر.