يُعد النيكوتين أحد المواد الكيميائية القلوية عديمة الرائحة والتي يتم الحصول عليها من نبات التبغ. ويوجد أيضًا النيكوتين ولكن بكميات أقل في بعض الخضروات مثل الطماطم والبطاطس والفلفل الأخضر والباذنجان، ومؤخرًا أكتشف وجوده كذلك بنبات الكوكا المخدر.
ومادة النيكوتين هي العنصر الإدماني في المنتجات المُصنعة من نبات التبغ، وقد يعتقد البعض أنها غير ضارة، ولكنها على خلاف ذلك تمامًا فهي شديدة الخطورة والسمية.
وعند استخدام منتجات التبغ والتي تحتوي على النيكوتين فإن تلك المادة تنتقل عبر الدم إلى المخ بسرعة كبيرة فتلتصق بالمستقبلات العصبية لتبدأ التفاعل مع المواد الكيميائية الموجودة بالجسم، ومن هنا يبدأ التأثير الفعال لها.
كما يؤدي وصول النيكوتين للمخ إلى إفراز كميات كبيرة من الأدرينالين، وبالتالي يصبح من المنطقي زيادة عدد ضربات القلب عند تدخين أو مضغ التبغ، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم.
ويقود النيكوتين حركة الجلوكوز في دم الإنسان، فتلك المادة توقف عمل البنكرياس بشكلٍ كامل، فتتراكم بالتالي كميات السكر الإضافية الموجودة بالدم، ولذلك فليس من المستغرب أن يكون المدخنين وباستمرار لديهم نسب سكر مرتفعة بشكل دائم، كما ينعكس ذلك على حالة الشعور بالجوع، فكلما ارتفعت معدلات السكر بالدم كلما تراجع الإحساس بالجوع. وهذا هو السبب الرئيسي لانخفاض شهية مستخدمي التبغ ومشتقاته.
وكذلك فمن النتائج المترتبة على استخدام المواد التي تحتوي في مكوناتها على مادة النيكوتين قيام المخ بإفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يسبب إفرازه الشعور بالسعادة والنشوة والبهجة، ويلعب هذا المركب دورًا مهمًا في إدمان المدخنين للنيكوتين.
وتصنف مادة النيكوتين ضمن المواد المنبهة، ولكن تأثيرها المنبه يعتمد على الحالة البدنية والنفسية للشخص المدخن، فمن الممكن أن تؤدي إلى تنشيط المخ، وربما تؤدي كذلك إلى الاسترخاء.
وتعتبر مادة النيكوتين شديدة السمية، فقطرة واحدة من النيكوتين السائل النقي كافية لقتل إنسان في حالة استنشاقه لها، ولذلك توضع بحرص في مكونات السجائر ومنتجات التبغ الأخرى، وهي وتحت أقصى الظروف لا تتعدى 15% بهذه المنتجات.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن تلك المادة تستخدم ضمن مكونات المبيدات الحشرية لفعاليتها وتأثيرها السام.
ويمكن امتصاص النيكوتين من خلال الجلد مباشرة ودون الحاجة لاستنشاقه، كما يمكن أن يمتصه الجلد والبشرة أيضًا من الملابس المشبعة بالدخان والذي يحتوي بين مكوناته على تلك المادة.
وتقلل مادة النيكوتين من قدرة الحيوانات المنوية لدى الرجال من تخصيب البويضات بنسبة 75%، فتلك المادة ترسو في مستقبلات تكوين الحيوانات المنوية بالجسم وتقلل من قابليتها على البقاء بحالة جيدة، خاصة لدى الرجال الذين يدخنون بشراهة كبيرة.
ولدى السيدات فإن مادة النيكوتين تعبر بسهولة حاجز المشيمة الموجود داخل الرحم، حيث تصل بكل سهولة للجنين فتصيبه بأضرار بالغة قد تؤدي لتشوهة وربما تسممه ووفاته.
وكذلك فإن النيكوتين يسبب ضيقًا بالأوعية الدموية لدى السيدات الحوامل، وبالتالي تقل نسبة الأوكسجين المنقولة للأجنة، وما يترتب على ذلك من مشكلات صحية مختلفة.
وتتراكم مادة النيكوتين في حليب الأمهات بشكل مكثف وتنتقل عبره للأطفال الرضع، ويتضح ذلك من خلال ظهور أعراض اضطرابات النوم عليهم، أو بكائهم لفترات طويلة دون أن يكون هناك أسباب واضحة لذلك.
وكشفت الأبحاث العلمية عن وجود علاقة بين تعاطي النيكوتين وتلف خلايا العضلات والأوعية الدموية الملساء، حيث يساهم ذلك في تصلب الشرايين وتكون بعض الترسبات بالأوعية والتي ينتج عنها الإصابة بأمراض القلب المختلفة.
كما كشفت الأبحاث أن تعاطي النيكوتين يؤدي أيضًا إلى بطء إنتاج الخلايا المكونة للعظام، ويضاعف ذلك من المدة اللازمة للشفاء من حالات كسور العظام.