تعد العقاقير والأدوية التي تستخدم في العلاج النفسي من أخطر أنواع الأدوية ، والتي قد تسبب نتائج كارثية اذا لم يتم
استخدامها بشكل صحيح. وبحثاً عن المتعة المؤقتة ، قد يقوم بعض المدمنين بخلط الأدوية النفسية مع بعض
الأدوية الأخرى المضادة للألم ( المخدرة ) للوصول
الى حالة من النشوة المصطنعة والتي سرعان ما تزول بعد فترة وجيزة، تاركه خلفها مجموعة من العواقب الوخيمة ،
التي قد تكلف هذا الشخص حياته.
وعن السبب في ذلك ، يوضح أحد المتخصصين أن الادوية النفسية تتمركز آليه عملها على الجهاز العصبي المركزي في الجسم
والذي يعتبر مركز القيادة الرئيسية به، والذي يتم من خلاله السيطرة على جميع أعضاء الجسم ؛ حيث يقوم بارسال الرسائل
العصبية إلى جميع الأعضاء والتي بدورها تقوم بالتحرك وفقاً لنظام دقيق يضمن عدم اختلال عمل أياً منهم ، وفي حالة
الجمع بين هذه الأدوية أو تناولها بشكل عشوائي ، فقد يؤدي ذلك الى تضارب هذه الرسائل العصبية معرضاً الجسم
البشري إلى العديد من الأضرار البالغة التي قد تصل الى حد الوفاة.
خلط الكحول بالعقاقير المنشطة أو المهدئة :
ولعل من أكثر المواد خطورة وخاصة عند خلطها بالأدوية والعقاقير النفسية هو الكحول بأنواعه، حيث أثبتت إحدى الدراسات أن
تناول المشروبات الكحولية بالأدوية والعقاقير المنشطة أو الأخرى المهدئة قد يؤدي الى أضرار بالغة ، وقد تصل الى حد الوفاة،
وعن السبب في ذلك فيرجع إلى تراكم مفعول كلا من هذه الأدوية بالإضافة الى التأثير المعروف لمادة الكحول ، مما يؤدي
الى تعطل الجهاز التنفسي عبر تعطيل مركز التنفس في الدماغ ، وبالتالي قد يفقد الشخص حياته اثناء هذه التجربة.
ولعل من أكثر الفئات التي تقع ضحية لهذا الخليط المدمر هم فئة الشباب والمراهقين ، حيث يتم ترويجها على أساس
أنها تساعد على السهر والتركيز أثناء الامتحانات ، وسرعان ما يقبل عليها العديد من الشباب ، ليجدوا أنفسهم بعد
ذلك بداخل دوامة الادمان القاتلة.
خلط الأدوية النفسية مع العقاقير المسكنة يؤدي الى الاصابة بالأمراض العقلية :
كما أسلفنا فالأدوية النفسية تعمل بشكل مباشر على خلايا المخ والجهاز العصبي ، لذلك فهي تؤدي الى خلل في كيمياء الدماغ
مما يزيد من نسبة الاصابة بمشكلات الجهاز العصبي ، وبالتالي تحدث الاصابة بالعديد من الأمراض العقلية مثل مرض الفصام
ومرض الذهان العقلي والاضطراب الثنائي القطب ، بالاضافة إلى العديد من الاضطرابات العقلية الأخرى وغيرها ،
الامر الذي ينعكس بشكل سلبي على عملية التفكير.
لذلك لا يمكننا القول أن تناول الأدوية النفسية من دون إشراف طبي أمراً سهلاً يمكن التغلب على عواقبه ، وخاصة في حالة جمعها
مع بعض المواد والأدوية الأخرى ، بل على العكس تماماً ، لذلك فلا تخضع لنصائح الاصدقاء ، فربما يأخذوك الى طريق
الدمار والهلاك دون أن تدري.