عناصر المقال
قبل أن تتعرف علي سلوكيات وتصرفات المدمن يجب اولاً أن تعاطي المخدرات له تأثير على نواحي حياة الإنسان الصحية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يتطور هذا التعاطي دون أن يدري الشخص المتعاطي فيصل للإدمان، ويصبح إقلاعه عن المادة المخدرة المدمنة أمرًا شبه مستحيل.
ويمكن أن يبدأ مشوار إدمان المخدرات الصعب بتجربة بسيطة أو بتعاطي أحد المواد المخدرة والمسكرة خلال إحدى المناسبات، ثم يتطور الأمر بعد ذلك ليصل إلى أبعد من ذلك بعشرات المرات.
وتختلف خطورة الإدمان بحسب نوع المادة المدمنة، فعلى سبيل المثال تعتبر المشروبات التي تحتوي على مادة الكافين المنبهة كالشاي والقهوة عقاقير قابلة للإدمان، ولكن خطورتها لا تذكر عند مقارنتها بمواد أخرى كالهيروين والترامادول مثلًا. كما أن الفترة الزمنية لإدمان الكافين تعتبر أطول بكثير من الفترة التي يمكن إدمان الأنواع الأخرى خلالها.
ويؤدي تعاطي وإدمان المخدرات لظهور علامات وأعراض إدمانية وسلوك المدمن. وتتفاوت درجة هذه الأعراض وحدة السلوكيات بين البسيطة والمتوسطة والشديدة ويمكن من خلال الشفا رحاب أن تتعرف علي سلوك المدمن وتصرفات المتعاطي ومظاهر الإدمان على المخدرات،فتابعونا.
ومن بين مظاهر الإدمان على المخدرات حدوث الاعتمادية الجسدية والنفسية على المادة المدمنة، بمعنى أن الشخص المتعاطي للمادة المخدرة يجد نفسه بعد فترة من بداية تعاطيه مضطرًا لرفع الجرعات تدريجيًا من أجل الحصول على التأثير الأول سواء كان هذا التأثير متمثلًا في حالة النشوة والسعادة، أو كان متمثلًا في تسكين الآلام والقدرة على بذل مجهود أكبر والعمل لعدد ساعات أطول.
اقرأ أيضاً:علاج الادمان على الالعاب الالكترونية
ويرجع ما سبق لتضاءل تأثير المواد الفعالة الموجودة بالمخدر في الجسم بعدما يعتاد المخ على كميات معينة منها، فيما تنشأ الاعتمادية النفسية نتيجة لتكرار الفعل نفسه وهو التعاطي وما ينتج عنه من حالة راحة داخلية يشعر بها الشخص المتعاطي، ويطلق على الاعتمادية النفسية أيضًا الارتباط النفسي، وقد يمتد هذا بسلوك المدمن.
مظاهر تعاطي المخدرات
لا شك أن ادمان المواد المخدرة يتسبب في الكثير من الأضرار، هذه الأضرار تسيطر على حياة المدمن بشكل كامل، حيث أنه من الناحية الصحية فإن حالته الصحية تتدهور بشكل كامل، فيبدأ ذلك بأعراض خفيفة إلى أن يستمر ادمان المواد المخدرة حتى يصاب المدمن بأمراض خطيرة قد تؤدي إلى وفاته، على الجانب الآخر فإن هناك أعراض نفسية، هذه الأعراض النفسية تتمثل في حالات من الاكتئاب إلى جانب حالات من عدم الشعور فيصبح المدمن غير واعي بما يدور حوله من أحداث، وكذلك فإن حياته الأسرية أيضا تتدهور، حيث أنه ينفصل عن زوجته في أغلب الأحيان وتتدهور حياته الأسرية بسبب عدم قدرته على تحمل المسؤولية، وذلك يرجع إلى أن ادمان المخدرات يفصله عن الواقع تماما.
وكذلك فإن حياته المهنية أيضا يصيبها شيء من التدهور، حيث أنه يصبح غير منتظما في عمله وإذا كان المدمن طالبا فى المدارس أو الجامعة فإن حالته الدراسية تتراجع ويتأخر مستواه الدراسي عن باقي زملائه لأن تركيزه يتركز بالكلية على تعاطي المواد المخدرة وكيفيه الحصول عليها، وللأسف فإن نسبة المدمنين في المجتمع تزداد يوما بعد يوم على الرغم من الحملات الإعلامية وعلى الرغم من تقديم النصائح من قبل كثير من المتخصصين للشباب بالبعد عن المخدرات، إلا أن أعداد المدمنين تزداد، وذلك لأنه يوجد هناك عدد كبير من التحديات التي يواجهها الشباب تدفعهم إلى ادمان المخدرات، كذلك فإن انعدام الرقابه ووجود بعض المواد الإعلامية والأفلام والمسلسلات الغير منضبطة والتي تحث الشباب بشكل غير مباشر على تعاطي المخدرات، بل وعلى الاتجار فيها أيضا، فنجد أن تاجر المخدرات يظهر في هذه الأفلام على أنه رجل ثري، وبذلك فإن الشباب يتحمسون للسير في هذا الطريق.
ونتيجة لانتشار المواد المخدرة في المجتمع كما سبق وذكرنا فإن الأسر تعيش حالات من القلق المستمر بسبب أنها تخاف أن يكون هناك أحد من الأبناء مدمنا للمواد المخدرة، وكذلك فإن هناك عدد من الأسر التي لا تعير هذا الموضوع أي اهتمام، ويوجد داخلها فرد مدمن للمخدرات إلا أن الأسرة لا تكتشف هذا إلا بعد فوات الأوان، ولذلك فإنه يجب على الأسر أن تكون متيقظة ومتنبهة لتصرفات الأبناء لأن مدمن المواد المخدرة لا يلبث أن تظهر عليه علامات الادمان هذه العلامات يمكن للأسرة المتيقظة المهتمة بشؤون أبنائها أن تلاحظها، وبذلك يمكنهم أن ينقذوه من هذا الطريق الذي سار فيه.
ومن هذه العلامات التي تظهر على مدمن المخدرات كما سبق وذكرنا هو تراجع مستواه الدراسي بشكل كبير جدا وملحوظ، هذا التراجع يرجع إلى كون تركيزه يكون على المواد المخدرة وليس على الدراسة، العزلة كذلك هي عامل هام ودال على ادمان المخدرات، حيث أن المدمن يفضل البقاء وحده في غرفته لفترات طويلة ونلاحظ أنه يفضل غلق باب الغرفة عليه ولا يسمح لأحد بالدخول إلى غرفته، وذلك بالطبع حتى يتمكن من تعاطي المواد المخدرة كما يريد، وكذلك السعي للحصول على المال بأي طريقة سواء كانت هذه الطريقة مشروعة أو غير مشروعة، حيث أن مدمني للمخدرات يقومون بسرقة أهلهم وبسرقة الأموال الخاصة بدراستهم حتى يتمكنوا من شراء المخدرات.
إلى جانب أن هناك أعراض أخرى تظهر على المدمن، هذه الأعراض منها وجود احمرار في العين وشحوب في الوجه وغثيان، وكذلك تذبذب في حالته المزاجية والنفسية، فقد يعاني من اكتئاب حاد وشديد وعدم الرغبة في التحدث إلى أحد، لكنه بعد دقائق قليلة قد تتحسن حالته النفسية تماما بشكل مفاجئ، وهكذا نجد أن الحالات النفسية له تختلف وتتغير بسرعة شديدة.
العنصر الآخر من مظاهر تعاطي المخدرات التي تظهر على مدمن المخدرات هي عدم الاحساس بالأحداث التي تدور حوله، فمن الممكن أن يتوفى أحد أقاربه أو أصدقائه ونجده غير متاثر بهذا الحدث، كل هذه الاعراض التي سبق وذكرناها وأعراض أخرى تظهر على المدمن، ويمكن للأسرة أن تلاحظها إذا كانت هذه الأسرة حذرة ومنتبهة لأبنائها، وفور ملاحظة مثل هذه الأعراض على الابن فإن على الأسرة التوجه به إلى معمل التحاليل لإجراء التحاليل للتأكد مما إذا كان مدمنا للمخدرات أم لا، وإذا ثبت أنه مدمن مخدرات فإن الأسرة عليها أن تتوجه إلى مستشفى أو مصحة لعلاج الادمان من المخدرات.
ومن بين مظاهر الإدمان التي قد تكون واضحة على المتعاطي:
- احمرار العين واتساع الحدقة
- تراجع الوزن وفقد الشهية
- الإصابة ببعض أنواع الحساسية الجلدية
- فقد التركيز والشرود أغلب الوقت
- الانعزال عن البيئة المحيطة
- النوم لفترات أطول من المعتادة والطبيعية
- الانفعال الزائد والعصبية غير المبررة
- عدم القدرة على العمل والإنتاج
- تغير نوعية الأصدقاء
- الإصابة بالاكتئاب
- اللامبالاة
- المعاناة بصورة مستمرة من المشكلات المالية
- الكذب بصورة مستمرة
- عدم الاعتناء بالمظهر الشخصي
ويحتاج الإقلاع عن الإدمان بلا شك إلى تلقى الشخص المدمن للدعم المتخصص والعلاج، فإدمان المخدرات يصنف ضمن الأمراض النفسية شديدة التعقيد، والتي إن لم يعالج الإنسان منها فربما تؤدي لوفاته.
ويتمثل هذا الدعم في الحصول على خدمات واستشارات أطباء علاج الادمان والمراكز المتخصصة، والذين يقومون بتأدية عملهم بسرية تامة، حرصًا على نجاح العملية العلاجية وعدم ترهيب المرضى وذويهم من المشكلات الاجتماعية.
ولا شك أن برامج علاج الإدمان قد تطورت بشكل كبير خلال الفترة السابقة، فقد استطاع أطباء علاج الإدمان والسموم تمكين حالات من الشفاء عانت وعانى ذويهم معهم الأمرين بسبب إدمانهم للمخدرات، حيث كانت تصنف حالات هؤلاء كميئوس من شفائهم لطول مدة إدمانهم من جانب والمواد التي كانوا يدمنون عليها من جانب آخر.
ولم تتوقف إنجازات طب الإدمان عند ذلك بل أعيد تأهيل عشرات الآلاف من مدمني المخدرات بعد خضوعهم للعلاج النفسي وتم دمجهم مجددًا في مجتمعاتهم شأنهم شأن الآخرين من أقرانهم الأسوياء، وتمكنوا من العودة للحياة والعمل والإنتاج مرة أخرى.
وأصبح هناك توجه حاليًا في الدول العربية للتركيز أكثر على مسألة رفع حالة وعي المواطنين بمخاطر إدمان المخدرات، وذلك من منطلق أن الوقاية خيرٌ من العلاج.