يجد الكثير من المصابين بالإدمان من المخدرات رحلة العلاج في المراكز والمستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان مخيفة، وفضح لأسرارهم، ويتراجعوا عن هذه الخطوة ويفضلون أن يقوموا بتجربة رحلة العلاج في المنزل بدون تدخل طبي.
في هذا الموضوع تقدم لكم الشفاء رحاب جميع المعلومات التي يحتاج الشخص إلى معرفتها عن العلاج في المنزل وهل يمكن بالفعل الشفاء من الإدمان بهذه الخطوة فقط أم لا؟
كيف يمكن علاج ادمان المخدرات في المنزل ؟
علاج الإدمان من المخدرات بشكل عام له عدة مراحل، وكل مرحلة تتطلب خطوات معينة يجب أخذها، وتبدأ بالاعتراف بوجود مشكلة وعقد العزم على الشفاء منها.
ولكن هل علاج ادمان المخدرات في المنزل فعال ويظهر النتيجة المنتظرة كما هو الحال في مراكز علاج الإدمان ؟ وهو ما سنعرفه لاحقاً، ولكن الآن سنتعرف أولاً على الأسباب التي تدفع الشخص المريض بالإدمان للجوء إلى خطوة العلاج في المنزل:
- أولاً: التكلفة العالية للمراكز الصحية
وهي أكبر مشكلة تواجه شريحة كبيرة من المصابين بالإدمان بأن التكلفة الإجمالية للعلاج بإحدى المستشفيات أو المراكز المتخصصة في علاج الإدمان باهظة للغاية بالنسبة لمستواهم المادي
- ثانياً: عدم وجود مكان شاغر للمريض في المركز
وهي مشكلة تواجه بعض الأشخاص الذي يرغبون بالعلاج في المراكز الصحية او المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان، ولكن لا يجدوا أماكن شاغرة لهم فيضطروا حينها للانتظار في المنزل لفترات طويلة.
- ثالثاً: الإحساس بعدم الراحة
يواجه بعض المرضى مشكلة عدم الشعور بالارتياح للعلاج بداخل المستشفى أو المركز، ويفضلون البقاء في منازلهم وتلقي العلاج فيها.
- رابعاً: الخوف من فضح السر
وهي من الأسباب التي تواجه أغلب المدمنين عند توجههم لتلقي العلاج في المركز، بألا يحترم الأطباء خصوصياتهم ويقومون بفضح أسرارهم، وتظل هذه الفكرة هاجساً مستمراً لديهم ويفضلون على إثرها البقاء في المنزل.
كيف يمكن العلاج في المنزل وكيف يكون ناجحاً ؟ يمكن للمريض اختيار العلاج في المنزل حسب الطريقة المتبعة في العلاج، وظروف المريض الصحية، وفي بعض الحالات يكون العلاج في المنزل إما ناجحاً جداً في حالة وجود شبكة دعم قوية من الأهل والأصدقاء، وقد يكون غير فعالاً.
ولكن أهم ثلاثة عوامل تعتبر هي أساس نجاح العلاج في المنزل يمكن تلخيصهم في هذه النقاط:
- اتخاذ المريض قراراً قاطعاً بالتغيير
في حالة العلاج في المنزل أو في المستشفى، العامل الأساسي للنجاح في التخلص من الإدمان هو قرار المريض نفسه وإرادته القوية لتخطي هذه المرحلة، ويسهل الاعتراف بوجود المشكلة في عملية العلاج كثيراً ومعرفة ما هي الأسباب التي أدت بالمريض للإدمان ومعالجتها وتغيير سلوكيات المريض تجاهها.
في حالة العلاج بالمنزل سيكون على المريض الالتزام بإرادته أكثر والالتزام بكامل البرنامج العلاجي حتى نهايته، والابتعاد عن أي محفز أو مسبب للوقوع في الإدمان.
وفي حالة وجود الدعم الكافي في المنزل يمكن أن يحدث تحول كبير في نفسية المريض ويزداد تمسكاً بالعلاج وإصراراً على الشفاء، ويمكنه أن يقوم بوضع أهدافاً له لتحقيقها أثناء فترة العلاج، مثل قراءة كتاب ما، أو تعلم مهارات ونشاطات جديدة، مع مراعاة أن يكون كل شيء بإتفاق مع الطبيب المختص وموافاته بكل التفاصيل لمتابعة الحالة بدقة.
بجانب هذه الأنشطة، يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المسكنة للمساعدة في التخلص من السموم، وتخطي فترة الأعراض الانسحابية بدون أي آلام، ولكن يجب أن يتم تناول هذه الأدوية بإشراف طبي دقيق حتى لا يحدث خلل في نظام العلاج ويصل في النهاية للفشل.
لهذا يجب أن يتواجد طبيب متخصص ليشرف على البرنامج العلاجي في المنزل، للتأكد من الفيام به بطريقة سليمة، ومعالجة المشاكل الصحية التي قد يمر بها المريض أثناء العلاج مثل سوء التغذية أو الإصابة بالأمراض المصاحبة للإدمان أو التعرض للالتهابات وغيرها، فإن فترة الإدمان لا يجب أن يقوم المريض بتناول أي دواء فيها إلا الدواء الذي تم وصفه من قبل الطبيب، ويمنع منعاً باتاً تناول أي دواء من الصيدلية ما لم يصفه الطبيب المعالج.
- وجود شبكة دعم قوية للمريض
بجانب وجود الطبيب المختص للمعالجة في المنزل، فإن المريض يحتاج لوجود شبكة قوية من الدعم من قبل الأهل والأصدقاء من حوله، وهذا الأمر مهم للغاية في رحلة العلاج في المنزل وعامل أساسي لنجاحه.
ويجب على الأفراد الذين يقدمون الدعم أن يكونوا على علم ودراية بكيفية التعامل مع مريض الإدمان بشكل سليم، وعدم تعريضه لأي ضغوطات أو مشاكل من أي نوع، وإمداده دائماً بالطاقة الإيجابية.
حينها سيشعر المريض بثقة وقوة أكبر ويصبح متحفزاً أكثر للعلاج وإكماله حتى يصل لمرحلة الشفاء التام.
من الممكن أن يتواصل المريض مع شبكته الداعمة من الأصدقاء عبر الانترنت، فوجود الدعم في حد ذاته بأي صورة كانت، ضمان كافي للتأكد من سير المريض على طريقه الصحيح في الشفاء من الإدمان.
- تقبل العيوب مع عدم الرضا عن النفس
تبدو الجملة متناقضة قليلاً، ولكن سنوضحها بالتفصيل الآن.
يجب على المريض تقبل أخطاؤه وعيوبه ويتعامل بتصالح نفسي كبير معها، بشرط ألا يصل لمرحلة الرضا عن النفس حتى يستطيع تشجيع نفسه دائماً للأفضل.
وفي هذه المرحلة للطبيب دور كبير، في تقديم النصح للمريض وتعليمه كيف يتعامل مع معوقات تقدمه في علاجه، ويمنع أي اختراقات خارجية من شأنها التأثير السلبي على المريض، كما يقوم الطبيب بتشجيعه وإبعاده عن الملل والاكتئاب والذكريات السيئة لمرحلة الإدمان، حتى يتمكن المريض من التركيز على هدفه في إتمام العلاج ونجاحه.
هناك بعض العوامل التي إذا توافرت عند بدء العلاج في المنزل ضمنت نجاحه، وهذه العوامل هي:
- أولاً العلاج الشخصي: حيث يتم تقديم العلاج للمريض ولكن من خلال شخص واحد فقط وهو الطبيب
- ثانياً العلاج الأسري: حيث تقوم الأسرة بعمل مجموعات مع الأصدقاء لدعم المريض نفسياً لتشجيعه أكثر على الإكمال في عملية العلاج
- ثالثاً الفصول التعليمية: وهذه يتم إجراؤها من قبل الطبيب المعالج فقط
- رابعاً منع حدوث الانتكاسات: وتتم هذه الخطوة من قبل الأسرة، ولكن قبل ذلك سيكون الطبيب قد قدم ضمن البرنامج العلاجي للمريض طريقة التعامل مع المشاكل والضغوطات الحياتية بأنواعها.
مميزات العلاج في المنزل:
- شعور المريض بالأمان وسط أسرته، والتخلص من مشاعر التوتر والقلق بسبب حالته المرضية
- الشعور بالاستقرار النفسي وتلقي الدعم من أسرته
- قلة التكلفة العلاجية مقارنة بتكلفة مراكز علاج الإدمان
- معرفة الأسرة تفاصيل المريض اليومية بأكملها وتقبلهم لحالاته المزاجية تدخله في حالة نفسية إيجابية ويتمسك بإصرار ببرنامجه العلاجي
- التواصل الجيد والمستمر بين المدمن وأسرته وأصدقائه يؤهله للعلاج بشكل جيد
ما هو برنامج علاج الإدمان من المنزل؟
- منح المريض إجازة طويلة لتطبيق العلاج بجميع مراحله
- إبعاد المريض عن أي شيء ينتمي لبيئة الإدمان سواء أشخاص أو أماكن
- توفير جو هادئ ملائم لفترة العلاج
- تهوية مكان إقامة المريض باستمرار والتأكد من دخول أشعة الشمس إليه
- اتباع الأسرة لأساليب طرد السموم من الجسم، وهذه الأساليب هي
- تناول المريض كميات كبيرة من المياة يومياً، حوالي لتر، مع تناول العصائر الطازجة باستمرار
- وضع حمية غذائية للمريض مكونة من الخضار والفواكه الطازجة، ويجب أن تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات والألياف
- تناول الأعشاب التي تعمل على تطهير الجسم من السموم، مثل الكركم، الزنجبيل، الناردين، الحبة السوداء.
- تناول العسل باستمرار
- ممارسة التمارين الرياضية يومياً كل صباح، والتعرض للشمس بشكل مباشر.
- يجب التواصل مع طبيب مختص لعلاج الإدمان، ونرشح في هذه الحالة أطباء مستشفى دار الشفاء لعلاج الإدمان، نظراً لإمكانياتهم وخبراتهم العالية في هذا المجال، وأساليبهم الحديثة في العلاج.
- يقوم الطبيب بوصف الأدوية المناسبة لحالة المريض بجرعات محددة، يجب على الأسرة الالتزام بها.
- عند دخول المريض في مرحلة الاعراض الانسحابية يجب إجراء التحاليل والفحص الطبي الشامل بالمستشفى وتقديم الدواء المناسب لحالته وهذا الأمر يتم من قبل الطبيب المختص.
- بعد أن يتم الشفاء الجسدي للمريض، تبدأ مرحلة العلاج النفسي والتي تتمثل في:
- إشراك المريض في نشاطات اجتماعية لتعزيز ثقته بنفسه مرة أخرى
- ممارسة هواياته المفضلة في أوقات فراغه
- إشراك المريض في مجموعات من الأفراد مروا بنفس تجربته، حتى لا يشعر بالغربة والنبذ عن المجتمع
- يجب استشارة الطبيب النفسي المختص من مستشفى متخصص في علاج الإدمان مثل مستشفى دار الشفاء، حتى يتأكد من عدم إصابة المريض بأي أمراض نفسية بسبب التعاطي، ويستمر في متابعته الخارجية لحمايته من الانتكاسة.
ما هي المخاطر التي قد يمر بها المريض بسبب العلاج في المنزل؟
عند المرور بأول مرحلة من العلاج وهي مرحلة سحب السموم من الجسم يمر المريض بالأعراض الانسحابية للمخدر، والتي تختلف من شخص لاخر، وكذلك حسب نوع المخدر، ومدة التعاطي والكمية التي تناولها منذ بداية التعاطي، ويجب هذه المرحلة أن تتم بإشراف طبي دقيق ومختص.
إذا لم يتواجد الإشراف الطبي في هذه المرحلة قد تحصل مضاعفات خطيرة للمريض، مثل نوبات الاكتئاب الحادة، الهذيان، الهلوسة، الحمى الشديدة، وغيرها من الأعراض التي قد تصل في النهاية إلى حد الوفاة، لهذا ينصح أن يظل المريض في هذه الفترة داخل مركز صحي لعلاج الإدمان.
كذلك في المستشفى أو المركز الصحي سيتم الكشف أولاً بأول عن الأمراض الجانبية التي قد يعاني منها المريض، مثل السرطان أو أي أمراض خطيرة أخرى والتي قد تتسبب بتدهور حالته الصحية جداً حتى تصل به إلى الوفاة عند التوقف عن تناول المخدر أو قد تتسبب له في انتكاسة مرة أخرى، وهذه الأمور لا يمكن الكشف عنها في المنزل بسهولة.
لهذا ننصح بالتوجه بالمريض مباشرة الي مستشفى دار الشفاء لعلاج الادمان ، على يد أكبر الأطباء المتخصصين في هذا المجال وأكثرهم خبرة وكفاءة، سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي، لضمان علاج المريض بشكل ناجح وبسرية تامة، ولحمايته من الانتكاسات.
لم يستطع علاج الإدمان في المنزل التحكم فى أعراض الانسحاب الخطيرة حتى مع وجود البرنامج الدوائي، مما جعلني أفضل الذهاب إلى مركز العلاج فى النهاية.
نتيجة لتعاطي المخدرات فى المنزل لا يصبح بيئة صحية آمنة تشجع على العلاج، على العكس قد يصعب من عملية العلاج ويحفز على التعاطي.
يظل العلاج فى المستشفى هو الخيار الأفضل دائما عن العلاج فى المنزل لما يوفره من رقابة مستمرة وجو صحي داعم يشجع على العلاج.