أنواع الإدمان وكيفية علاج المدمن
يعد الادمان من أخطر المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع المصري والمجتمع العربي بوجه عام في الفترة الحالية؛ حيث أنه من الملاحظ بشكل كبير جدا أن عدد المدمنين يزداد يوما بعد يوم.
ومصطلح الادمان بوجه عام يعني التعود على شيء معين وعدم القدرة على الظهور والاحساس بحالة طبيعية في حالة غياب هذا الشيء، وأنواع الادمان كثيرة ومتعددة؛ فهي لا تقتصر فقط على ادمان المواد المخدرة .
وإنما يوجد هناك ادمان الأجهزة الالكترونية وادمان الألعاب الالكترونية، إلى جانب ادمان المسكنات وادمان الأدوية والعديد من الأنواع الأخرى، ولعل أشهر هذه الأنواع واخطرها على الإطلاق هو ادمان المواد المخدرة.
وينقسم ادمان المواد المخدرة إلى عدة أقسام؛ حيث أن المواد المخدرة لها أكثر من شكل وأكثر من نوع، ويختلف تأثير كل منها عن الآخر بحسب اختلاف نوع المادة المخدرة .
ويعد أخطر هذه المواد وأكثرها تأثيرا على الإطلاق هو الهيروين أو ما يسمى البودرة، حيث تعمل مادة البودرة التي يتم استنشاقها عن طريق الأنف على تغيب عقل المدمن بشكل نهائي .
إلى جانب أنها تعمل على استرخاء الأعصاب، وخصوصا الأعصاب الحسية المسئولة عن نقل الاحساس إلى الجهاز العصبي المركزي والمخ، وبذلك يحدث تراخي كبير في عمل هذه الأعصاب .
كما أن البودرة تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي؛ ولذلك فإن الذي يتعاطى الهيروين يشعر بسعادة لفترة مؤقتة، هذه السعادة والحالة المزاجية الجيدة تكون ناتجة عن الاستجابة البطيئة للمؤثرات التي تحيط بالمدمن.
وتكمن خطورة الهيروين في أنه من أكثر المواد التي يتم ادمانها بسرعة شديدة جدا، فمنذ بداية تعاطي الإنسان لجرعات الهيروين فإن الجسم يعتاد على هذه المادة بسرعة شديدة .
ولا يستطيع أن يكون بحالة طبيعية بدونها، إلى جانب أنه كلما تعاطي الهيروين فإن ذلك يعمل على تدمير أجهزة الجسم المختلفة، ولذلك فإن ادمان الهيروين هو من أصعب أنواع الادمان على الإطلاق، إلى جانب أن علاجه يتطلب وقتا كبيرا ومجهودا مضاعفا مقارنة بعلاج باقي أنواع الادمان الأخرى.
ثانيا ادمان مخدر الحشيش، يعد ادمان مخدر الحشيش من أكثر أنواع الادمان المنتشرة بين الشباب المصري وذلك لعدة أسباب، أول هذه الأسباب هو أن ثمن مخدر الحشيش يعد أرخص بفارق كبير عن ثمن باقي أنواع المخدرات الأخرى مثل الهيروين وغيرها .
إلى جانب أن الحشيش يسهل تداوله بين الكثير من الشباب، إضافة إلى اعتقاد البعض أن الحشيش لا يسبب الادمان ولا يسبب أعراض خطيرة مثل باقي أنواع المخدرات الأخرى .
ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح؛ حيث أن الأطباء يؤكدون أن الحشيش له تأثيرات سلبية كثيرة جدا على صحة الإنسان، كما أنه يسبب الادمان مثله مثل باقي المواد المخدرة الأخرى.
ثالثا ادمان المواد المسكنة: من المعروف أن المواد المسكنة هي في أصلها مواد طبية قد تم صنعها في مصانع الأدوية لأغراض طبية وهي مساعدة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في التخلص من هذه الآلام الشديدة التي يعانون منها .
ولكن البعض بل الكثير من الناس قد استخداموا هذه المواد لأغراض أخرى ومنها: منح الشعور بحالة مزاجية جيدة، ومن أشهر المواد التي تم استخدامها وادمانها هو مسكن الترامادول .
حيث أنه أقدم عدد كبير من الرجال والنساء في المجتمع المصري على ادمان الترامادول، ويقبل الكثير من الناس على ادمان الترامادول لعدة أسباب تختلف من شخص إلى آخر .
فمنهم من يريد أن يشعر بحالة مزاجية جيدة، والبعض الآخر يتناول الترامادول لأن الترامادول يعمل على تقوية قدراته الجنسية وإطالة مدة العلاقة الجنسية، إلى جانب أن عدد كبير من النساء يقبلن على الترامادول وذلك لأن الترامادول يعمل على تزويد قدرة تحملهم لفترة طويلة .
ولذلك فهن يستعين بالترامادول على تحمل أعباء العمل في المنزل وخارج المنزل، إلى جانب أن هناك عدد كبير من الساقين يعتمدون على الترامادول لأنه يجعلهم يستطيعون أن يسهروا لفترات طويلة ومتتالية ، ولكن الترامادول له تأثير سلبي جدا في المستقبل، حيث يتم ادمانه من قبل هؤلاء الناس.
إلى جانب أن هناك أنواع أخرى عديدة من المواد التي يتم ادمانها، ومنها الافيون والكثير من المواد الأخرى ولذلك فإنه يجب على الدولة أن تقوم بحملات توعية للمواطنين لتنبيه الجميع بخطورة تلك المواد المخدرة على صحتهم وعلى مستقبلهم، وضرورة أن يبادر كل مدمن بالذهاب إلى المستشفيات للعلاج من الادمان.
ويتم العلاج من الادمان على عدة خطوات، تتشابه هذه الخطوات في علاج جميع أنواع المواد المخدرة، وقد تم دراسة هذه الخطوات ووضعها من الأطباء المتخصصين والأخصائيين النفسيين .
وتبدأ هذه الخطوات بالخطوة الأولى وهي الامتناع بشكل نهائي عن تعاطي المخدر الذي كان يدمنه الإنسان أو أي مخدر آخر، وفي بعض الحالات فإن الأطباء يرون ضرورة أن يتم هذا التوقف عن تعاطي المواد المخدرة بشكل مفاجئ .
وفي بعض الحالات الأخرى يتم التوقف عن التعاطي تدريجيا، وذلك حسب ما يرى الأطباء، ويختلف التقدير بحسب نوع المادة المخدرة، وتسمى هذه المرحلة “مرحلة سحب السموم من الجسم” .
وبعد فترة معينة فإن الجسم يكون قد تخلص من المادة المخدرة ومن جميع السموم التي كونتها في الجسم، ولكن ذلك يؤدي إلى ظهور عدة أعراض خطيرة ومؤلمة تصيب المدمن، وهذه الأعراض تكون جسدية ونفسية، وتتمثل هذه الأعراض في الإصابة بآلام في المفاصل، إلى جانب الإصابة بحالة نفسية سيئة جدا واكتئاب.
إلى جانب أن المدمن يشعر برغبة كبيرة جدا في العودة إلى تعاطي المواد المخدرة مرة أخرى، ولذلك فإنه يجب أن يتحلى المدمن بإرادة وعزيمة كبيرة، وأن يكون بداخله الرغبة في التعافي من الادمان نهائيا، لأنه إذا لم يكن يريد التعافي من داخله فإنه من الممكن أن ينتكس بسهولة شديدة.
ولذلك وبسبب الأعراض الشديدة التي يواجهها المدمن أثناء مراحل علاجه، فقد أقدم الأطباء على استخدام بعض الأدوية وتقديمها للمدمن، هذه الأدوية تساعد على تخطي الأعراض الانسحابية، كما أنها تقلل من رغبته في تعاطي المخدرات مرة ثانية.
بعد هذه المرحلة فإن المرحلة الثانية تبدأ، وهي مرحلة العلاج النفسي والسلوكي، وللأسف فإنه في مجتمعاتنا العربية فإن الكثير من الناس يقللون من شأن وأهمية العلاج النفسي .
ولكن العلاج النفسي لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي، ولكنه يسير بالتوازي معه ويكمله، كما أن له أهمية كبيرة جدا فهو ضمان على عدم انتكاسة المدمن مرة أخرى، وفي العلاج النفسي يقوم الطبيب النفسي بعمل جلسات مع المدمن، تهدف إلى مناقشته في مشكلاته وفي الأسباب التي دفعت به إلى ادمان المخدرات، ويحاول الطبيب النفسي أن يساعد المدمن على حل تلك المشكلات.
ويستمر العلاج النفسي لعدة أشهر في هذه الفترة يساعد الطبيب النفسي المدمن على العودة إلى المجتمع مرة أخرى، حيث أن المدمن بعد التعافي من ادمان المخدرات فإنه يشعر بغربة كبيرة عن المجتمع، ويقوم المعالج النفسي بمساعدته على تخطي ذلك الشعور ومساعدته على بدء حياة جديدة.
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني المخدرات في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان في مصر.
من الممكن جدا المريض علاج المدمن نهائيا، وعودته إلي حياته العادية مرة أخرى، ولكن مع توفر كافة مراحل العلاج الطبي وخاصة النفسي منها والتي تهدف إلى علاج الأسباب النفسية التي دفعت للإدمان، إلى جانب التأهيل الاجتماعي واستمرار المتابعة والرعاية بعد العلاج من خلال الزيارات الدورية بين الطبيب والمريض والتواجد في بيئة صحية بعيدة تماما عن أي عوامل تشجع على التعاطي، وذلك لتجنب الانتكاسة.
تختلف مدة علاج الإدمان من شخص لآخر بناء على عدة عوامل، لكن في المتوسط تتراوح المدة في مرحلة أعراض الانسحاب من 3-10 أيام، وتستغرق مرحلة العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي من 3-6 شهور.
في حالة المرضى المصريين تتراوح التكلفة بين 3500-60 ألف جنية شهريا، في حالة المرضى العرب و الأجانب تتراوح التكلفة بين 1500-5000 دولار شهريا.
حتى تتجنب مجموعة من الأمراض الخطيرة والتي تشمل حدوث تسمم في الجسم يؤدي إلى الوفاة، ارتكاب جرائم قتل قد تصل لأفراد الأسرة المحيطين به، الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل الإيدز والسرطان. الإصابة بالأمراض العقلية الخطيرة كالفصام، جنون العظمة، الهلاوس السمعية والبصرية، الفضيحة في المجتمع وسوء سمعة الأسرة، خسارة المستقبل الوظيفي والدراسي.
اعرف أكثر عن الإدمان وتأثيره على ابنك، غير فكرتك عنه وانظر إليه كضحية وليس كمذنب، امنحه الثقة والدعم وشجعه على العلاج. كن صديقا له واستمع إليه جيدا واظهر تعاطفك معه دون إطلاق أي إحكام او عتاب، لا تستخدم لغة التهديد والوعيد في التعامل معه، أعرف الأسباب الأسرية التي دفعته للإدمان وتخلص منها، لا تمده بأي أموال تساعده على الحصول على المخدرات، فتش غرفته وسيارته وتخلص من أي مواد مخدرة قد خبأها فيها، سرعة إلحاقه ببرنامج علاجي في أحد المستشفيات المتخصصة.
لا يمكن علاج الإدمان في المنزل، فالعلاج المنزلي تجربة مليئة بالمخاطر والمجازفات الكبيرة لذا لا ينصح بها أبدا أطباء علاج الإدمان، نظرا لما يترتب عليه من أضرار جانبية خطيرة، ويظل العلاج في المستشفى هو أفضل علاج للإدمان والأكثر أمانا.