يعتبر الإدمان أحد أشكال السلوكيات الانهزامية التي يعجز الإنسان عن الوقوف ضدها برغم نتائجها العكسية. وهذا التعريف يمكن أن نطلقه ونطبقه بدقة بالغة على كل سلوك ينطبق عليه هذا التعريف. ومن ألأمثلة على ذلك أن عدد المصريين الذين يدمنون الطعام يتراوح ما بين 20 و40 مليون. ولا شك أن هذا الشكل من الإدمان يؤدى إلى أمراض البدانة والسمنة والسكر، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد أكدت الأبحاث والدراسات أن من يموتون نتيجة الآثار الجانبية لادمان الطعام يتراوح بين 10 إلى 15% سنويًا.
عناصر المقال
كيف يبدأ الإدمان ؟
قد تسمع من أصدقائك أو زملائك في الدراسة أو المحيطين بك في النادي أو الجامعة عن الشعور باللذة التي تنتابهم والنشوة التي تسببها لهم المخدرات، مما قد يلجأ إليك أحد الأصدقاء ويعرض عليك أن تعيش التجربة ويلقي عليك وابلًا من العبارات التي تخص الكرامة والرجولة.
فمثلا يقول لك: أنت رجل أم ما زلت صغيرًا ؟ حينها تشعر بالحرج وتقول في قرارة نفسك : ماذا أخسر سوف أجرب هذه المرة فقط لأظهر أمام زملائي أنني أصبحت رجلًا.
هنا عليك أن تفكر ملياً، ولا تنخدع بالعبارات الرنانة التي يلقيها عليك أصدقاؤك ولا تستسلم لظواهر الأشياء. فكر أولاً وابحث عن الحقيقة وعن حقيقة ما يقال لك ويطلب منك. وهنا عليك أن تختار الطريق الصحيح والسلوك السوي الذي ينبع من خُلق كريم، وأن تكون على إدراك تام ووعي بما يحاك حولك من شر، وأن تكون مدركاً لأضرار المخدرات وتأثيرها الذي يدمر الحياة.
هل المخدرات تعبر عن الرجولة ؟
الكثير من الناس يعتقدون أن المخدرات تساعدهم على التخلص من الشعور بالتوتر والقلق مثل قولهم “المخدرات تجعل الإنسان قوى وشجاع ويستطيع أن يواجه أي مشكلات ” ومن الممكن أن يتناول ويتعاطى المخدر فقط من باب مجاراة الأصدقاء والتجاوب مع الرفقاء ، وهنا يظهر الحرج الذي يشعر به الشاب من اعتبار عدم قبوله لتناول المخدرات أحد مظاهر الضعف وعدم القدرة على التواصل مع أصدقائه.
وهذا المفهوم الخاطئ يتردد كثيًرا بين المتعاطين من أجل إقناع أنفسهم بأن هذه المواد وسيلة لتحسين الحالة النفسية والتخفيف من الضغوط التي يواجهها الإنسان عن طريق الاعتماد على عامل خارجي ولو لفترة محدودة يوهمهم بتحقيق نوع من التوازن الداخلي للنفس.
ولكن سريعًا ما يختفي التأثير الوهمي لهذا العامل ويصطدم الفرد بالواقع المرير فيزيد الضغط النفسي والعصبي لديه لدرجة قد تؤدي به إلى مرحلة المرض النفسي المزمن.
تحمل المسئولية هو العامل الأهم لتحقيق الذات وليس المخدرات وكيفية مواجهة الضغوط بشكل جيد وشجاعة مطلقة وبمنهج تفكير منظم ومنطقي ومشاركة الفرد المجتمعية بصورة فعالة من الجوانب الثقافية والعلمية والرياضية تجعله يبتعد تماما عن التفكير والانخراط مع الرفقاء الذين يقودونه إلى مراتع الهلاك.
بوابة الإدمان الرئيسية
المخدرات هي بوابة الإدمان الرئيسية وهي التي تمنح الفرد شعورًا وهميًا بالسعادة والنشوة ثم يليه الهدوء والعزلة عن العالم من حوله، فتهتز الأرض من حوله ولا يعي ماذا يحدث أمامه وهو ما يدفعه إلى تعاطي الجرعة الثانية ولكن بشكل أكبر وأسرع ليدخل من أكبر أبواب الإدمان. ومن ثم يبدأ العقل بالبحث والتفكير للحصول على الجرعة مهما كلفه الأمر من متاعب ومهما كلفه من مال، فإدمان المخدرات يعزل صاحبه عن المجتمع فيصبح أكثر انفعالية ويلجأ للسرقة وقد يكون للقتل؛ من أجل الحصول على المال اللازم لشراء الجرعة.
ما الدافع إلى الإدمان على المواد المخدرة ؟
أحيانا تكون الأسباب الدافعة للإدمان نفسية خالصة فقد أظهرت بعض الأبحاث والدراسات أن أكثر مدمني الكحوليات أو الترامادول يعانون أمراضا نفسية أو اكتئاب حاد وربما أمراض عصبية.
يسهم القصور فى شخصيات الأفراد بشكل كبير في توجههم للإدمان، فالفرد حينما يلجأ للإدمان فهو يحاول أن يهرب من واقع مرير أو مشكلة ما، مما قد يؤدى إلى الأمراض العصبية و النفسية.