علاج ادمان السيدات… من الأمور الغريبة على مجتمعاتنا العربية والشرقية هو ادمان السيدات والفتيات، وهذا أمر عجيب لم نكن نعرفه من قبل، فقد سجلت الإحصائيات العالمية تزايد نسبة الادمان بين الفتيات والسيدات ليس في مصر فقط بل تزيد نسبته في الدول العربية، وتقبل السيدات على ادمان الكثير من أنواع المواد المخدرة من باب الترفية والفرفشة واللهو وحب الاستطلاع أو التقليد الأعمى للغرب، أو للهروب من عوامل الضغط والتى تتعرض لها الكثير من السيدات والفتيات في مجتمعاتنا العربية، ويبقي الادمان على الحبوب المخدرة وشرب الحشيش والكثير من الأدوية المهدئة كأدوية الاكتئاب أو المسكنات، وتكثر العوامل التي تجبر الفتاة أو السيدة علي ادمان المخدرات ومن هذه العوامل وقوع الفتاة تحت ضغط الأهل والقهر والكبت التي تتعرض له الفتاة أو السيدة، كما أن الحرية الزائدة وترك الفتاة تفعل ما يحلو لها والتعرف علي أصدقاء ورفقاء السوء يعتبر من أهم عوامل ادمان السيدات.

أسباب ادمان السيدات

وأيضا من أسباب ادمان الفتيات أو السيدات هو الهروب من المشكلات الاجتماعية والأسرية، وأيضا من أسباب ادمان السيدات التي تتطلب بالتأكيد البحث عن علاج ادمان السيدات بشتى الطرق هو وقوع السيدة تحت عامل الضغط النفسي ولجسدي كأن تتعرض الفتاة أو السيدة إلي الاغتصاب أو التحرش الجنسي وخاصة إذا كانت الفتاة في سن صغير لا تعلم شيئا فهي تكون كالزهرة النقية التي تغتال براءتها من وحوش وعنه تلجأ الفتاة إلي المخدرات كعامل مساعد للهروب من المشكلة التي وقعت فيها، وبعض السيدات أو الفتيات يقبلن علي ادمان المخدرات دون علم بمخاطرها وعواقبها الوخيمة وهذا يرجع إلي عدم انتشار الوعي والطب الوقائي وغياب دور الإعلام الذي يوضح أهم مساوئ وخطر ادمان المخدرات، كما أن السينما لها دور كبير في انتشار ادمان المخدرات بين السيدات والفتيات فكم من مسلسل أو فيلم تقوم فيه الممثلة الشهيرة بتعاطي المواد المخدرة أو شرب السجائر المحشوة بالمخدرات بدعوي التحرر أو مسايرة الموضة، ولا يختلف ادمان المخدرات عن ادمان الكثير من الأشياء حولنا يوميا مثل ادمان التسوق، وادمان الطعام والحلويات والشيكولاتة، وأيضا ادمان التحدث في الجوال، وهذه الأشياء تعشقها السيدات بجنون، ويبقي أن نفكر في كيفية علاج ادمان السيدات لكل هذه الأشياء وعلي رأسهم والذي يؤرق كل المجتمعات العربية هو علاج ادمان السيدات للمخدرات.

مشكلة علاج ادمان السيدات

علاج ادمان السيدات لا يختلف كثيرا عن علاج ادمان الرجال ولكن يوجد اختلاف واحد هو أن السيدة ذات طبيعة حساسة وخاصة إذا كانت السيدة أو الفتاة في سن صغير، خاصة أن مشكلة ادمان الفتيات الصغيرات والسيدات أيضا تتزايد بشكل رهيب في جميع الأوساط الفقيرة والغنية وتكون عن طريق التجربة أو من باب إذلال الفتاة وجعلها تقع تحت ضغط التهديد لتفعل ما يريده منها تجار المخدرات أو رفيقات السوء وكم من الموبقات ترتكب تحت ضغط المخدرات، كما أن الكثير من الفتيات تريد أن تثبت لنفسها أن لا تقل عن الرجل شيء حتى في ادمان وشرب الكحول والسجائر وجميع أنواع المواد المخدرة، وخاصة في وسط الأغنياء الذي لا ينتبهون لبناتهم وماذا يفعلون ومن يصادقون، ومن هنا تأتي الطامة الكبرى التي تجعل من فتاة أو سيدة مدمنة مخدرات ويجب التفكير فورا في كيفية علاج ادمان السيدات للهروب من الخزي والعار الذي يعاني منها الأهل من جراء ادمان ابنتهم.

كيف تدمن السيدات

عندما تقع السيدة تحت الضغط المادي أو النفسي أو الاجتماعي لا تستطيع تحمل هذه الضغوط وتحاول أن تهرب منها بالكثير من الوسائل وتبدأ بالتفكير في أخذ المهدئات والمسكنات ثم يتحول الأمر إلي المواد المخدرة التي تعتاد عليها  وهذه الوسيلة تكون هي طريقتها  للهروب من مشاكلها النفسية والاجتماعية وهي تحت الضغوط تقع في براثن ادمان المخدرات بواسطة صديقات ورفيقات السوء التي تجعل منها مدمنة في غضون أيام قليلة وتكون هذه السيدة أسيرة لمادة مخدرة لا تستطيع الاستغناء عنها وتفعل كل ما يطلب منها في سبيل الحصول على المادة المخدرة التي اعتادت عليها ويمكن أن يطلب منها أن تقوم بفعل الفحشاء والعياذ بالله وهي واقعة تحت تأثير المخدر أو وهي تريد جرعة أخرى لتهدأ وترتاح من الآلام المبرحة التي تعاني منها ولا ينتبه الأهل بأن الابنة أو الزوجة فيها شيء غريب أو غير معتاد إلا في مرحلة متأخر ووقتها يصبح علاج ادمان السيدات أمرًا في منتهي الصعوبة ويأخذ وقتا ومالا وجهدا ومعاناة من جانب الأهل والأطباء والمعالجين النفسيين الذين يخضعون السيدة إلي مراحل العلاج الدوائي بواسطة بعض أدوية الاكتئاب والمهدئات، والعلاج النفسي الذي يتمثل في الجلسات الفردية والجماعية لإعادة تأهيل الفتاة أو السيدة نفسيا وعقليا حتى تتأقلم على حياتها بدون مخدرات وأن تعرف كيفية العيش بعيدا عن هذا الوباء اللعين.

مصحات علاج ادمان السيدات

علاج ادمان السيدات يمر بمراحل عديدة وتكون من خلال البحث عن مصحة علاجية آمنة لا تقدم المخدرات للنزيلات أو أن تكون طرق العلاج من خلال أدوية مهدئة أو عن طريق العلاج بواسطة المخدرات الأقل ضررًأ، وأن يكون الفريق الطبي بهذه المؤسسة العلاجية علي أعلي مستوي من الكفاءة والخبرة، وأن تكون البرامج العلاجية تراعي الدقة والأمان والفاعلية وأن يتم علاج المرضى بطريقة إنسانية وعدم معاملة مريض الادمان على أنه شخص غير سوي أو شاذ، وعلاج ادمان السيدات يجب أن يتم فيه توخي الحذر والحيطة حيث أن السيدات ليها قدرة تحمل اقل من الرجال من حيث التغلب وتخطي واجتياز المراحل والأعراض الانسحابية التي يتعرض لها مريض الادمان،  كما أن المؤسسة العلاجية يجب أن يتم عن طريقها تقديم الدعم الكامل لتقويم وتهيئة مريضه الادمان و لإتمام عملية علاج ادمان السيدات بأمان وفاعلية، وعنه يتم إدخال السيدة إلي مصحات علاج ادمان السيدات التي تقدم الرعاية والاهتمام للسيدة نظرًا لطبيعة الأنثى الحساسة ورقتها ويتم إخضاع مريضة الادمان إلي الكثير من البرامج العلاجية التي تراعي الحالة النفسية والاجتماعية لسيدة مريضة الادمان.

يقوم الفريق الطبي المتابع بدار الشفاء لعلاج الادمان، بمتابعة حالة مريضه الادمان بالفحص الشامل للسيدة ومعرفة الوزن والسن والحالة الصحية والوقوف على حالتها الصحية كاملة ومعرفة تاريخها المرضي والوراثي والبدء فورا في إتباع خطوات العلاج الذي يتم في هدوء وسرية للمحافظة علي سمعة الفتاة أو السيدة وتبدأ المرحلة العلاجية الأولي عن طريق إعطاء المريضة بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والذهان ويتم وضعها تحت الملاحظة علي مدار الـ24 ساعة لعدم إقدام المريضة علي الانتحار أو إيذاء نفسها أثناء تعرضها لأعراض الانسحاب، وهذه المرة تأخذ حوالي 14 يومًا، وبعدها يأتي دور العلاج النفسي التأهيلي المعرفي والسلوكي والذي يتم بواسطة المعالجين النفسيين الذى يقومون بالتحدث مع المريضة عن كل ما يؤرقها وجعلها تفكر بإيجابية والتخلص من السلوكيات والأفكار السلبية التي تم اكتسابها أثناء فترة تعاطي المخدرات، كما أن في هذه المرحلة يتم تعويد المريضة على ممارسة الألعاب الرياضية واليوجا والاسترخاء والتأمل، والمشاركة في الجلسات العلاجية له دور في تعافي المريضة بصورة كبيرة ويجعلها تتخطى جميع المراحل العلاجية بأمان تام وعدم الانتكاسة مرة أخرى وعودتها إلى حياتها الطبيعية ولأسرتها وللمجتمع ككل.