الإنسان المعرض للسقوط في الإدمان هو صاحب الشخصية الغير سوية، فهو إنسان لا يشعر بالانتماء ويعاني اضطرابات في علاقاته مع نفسه ومع أسرته وأيضًا مع مجتمعه، ولذلك يشعر دائمًا بالاغتراب عن أسرته، فهو ينظر لوالديه بنظرة سلبية. إنه إنسان فقد احترامه لوالديه كما فقد احترامه لنفسه، فهو صاحب شخصية سلبية، محبطة، تحتاج إلى العلاج لإعادة الاتزان إليها.
وهناك نماذج متعددة لأصحاب الشخصيات المضطربة ومن بينهم:
عناصر المقال
الشخصية الاكتئابية
وهو الشخص الذي يميل إلي الأحزان والانفرادية ولا يتمتع بالحماس للحياة وقد فقد الأمل في الحاضر والمستقبل لذلك يتعرض لبعض النوبات من الإحباط والاكتئاب وهبوط المعنويات فيفضل الانزواء بعيدًا عن الآخرين، ولا سيما أنه فقد الثقة في نفسه ويلجأ للمواد المخدرة التي تمنحه السرور والانتعاش.
الشخصية الانطوائية
صاحب هذه الشخصية إنسان حساس، وهو يفضل العزلة والهروب من الناس، ويشعر بالخجل أثناء التعامل معهم، وقد يعجزعن التعبير عن رأيه وربما يشعر أن هناك عيًبا في أسلوبه أو نفسه فيخشى أن يتعرض للوم أو استهزاء. والشخص الانطوائي عندما تقابله المشاكل يتجه للداخل وكلما زادت اضطراباته ينسحب إلى الداخل وعندما يرى أن المادة المخدرة تكسر حاجز الخوف وتعطيه انطلاقًا وقوة وحرية في التعبير والاتصال بالآخرين يسعد ويتمسك بها.
الشخصية المكروبة
وهو صاحب الشخصية القلقة المضطربة بدون داع. هو الشخص الذي يعاني من التوتر والقلق ويفتقد الأمان بصفة مستمرة بسبب وبدون بسبب فمن السهل استثارته ،فيثور ويغضب وعندما يجرب هذه المادة المخدرة فيصل إلي الاسترخاء والهدوء ويتبدد القلق والاضطراب يتمسك بها.
الشخصية السيكوباتية
هذه الشخصية صاحبها يكون إنسان عنيف وعدواني منذ الطفولة يتلذذ بالاعتداء على الآخرين ويسعى الشخص السيكوباتي إلي الحصول على ملذاته علي حساب الآخرين، فهو يحب نفسه ويكره المجتمع فيسرق ويحتال ويؤذي الآخرين دون أن يشعر بوخز الضمير، وإنما يظهر عدم مبالاة. وقد يكون الشخص السيكوباتي ذكيًا فيخفي نواياه وشروره ويظهر بملابس الحملان، ومثل هذا الإنسان الذي يسعى نحو اللذة من السهل أن يسقط في هاوية الإدمان ولا يكتفي بهذا بل يجذب الآخرين للإدمان فجميع تجار المخدرات من الشخصيات السيكوباتية التي تسعد بدمار وموت الشباب في عمر الزهور مقابل تحقيق عائد مادي سريع، ولكن ليس كل مدمن سيكوباتي، إنما المدمن هو إنسان مريض وليس إنسانًا شريرًا مجرمًا، المدمن إنسان مريض يحتاج إلي علاج وإعادة بناء شخصيته ولا يحتاج للعقاب والرفض والازدراء.
إن الإنسان بطبيعته يحاول الهرب من الألم والتخلص منه ولذلك قد يلجأ الإنسان للإدمان، فمثلا عندما يتعرض الإنسان للتوتر نتيجة عدم تناسب الإمكانيات مع المتطلبات كطالب لا يحسن استخدام وقته في استذكار المواد الدراسية الكثيرة، قد يصاب بالتوتر وقد يهرب من هذا التوتر بالإدمان أو كالتعرض للقلق فقد يصاب الإنسان ذو الحساسية المفرطة بالقلق بدون أن يكون هناك داع لذلك وقد يتعرض الإنسان للقلق بسبب تزايد الضغوط النفسية عليه ولا سيما بالنسبة للشباب الذي يعاني من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلي رغبته في الحلول السريعة والإنسان القلق قد يلجأ إلي الحبوب المهدئة التي تقوده للإدمان أما من هو على اتصال بالله فإنه يثق تمامًا أن الله يتدبر كل أمور حياته.
ومن هذه التصنيفات السابقة نجد أن العامل الأساسي الذي يتحدد عليه أسباب الإدمان النفسية هو الشخص المدمن نفسه، الذي يترك نفسه فريسة للأهواء والمخدرات والتجارب.
كما من الممكن أن تساهم شخصية الإنسان في جذبه نحو المخدرات بصورة كبيرة دون أن يدري، ولذلك فإن ملاحظة الأبناء خلال مرحلة الطفولة والصبا يقع على عاتق الأهل، فمن خلالهم يمكن تعديل سلوكيات أبناءهم وحثهم على الطريقة الصحيحة لفهم أنفسهم.