دائماً ما يبحث المدمن عن اللذة، والتى تكون باستمرار متغيرة، وهو ما يدفع تجار المخدرات الى استغلال تلك الجزئية،
والبحث المستمر عن الجديد فى تلك الصناعة، لضمان عدم خروج المتعاطين من حساباتهم، واستمرارهم فى
تحقيق المنافع من ورائهم.
واصبحت تجارة المخدرات لا تتوقف عند نوع معين، حيث ما ان تستهدف اجراءات الحكومات اصناف معينة، وتدرجها ضمن
جداول المواد المخدرة لتحديد عقوبتها، حتى تتفاجئ باصناف اخرى قد تم الاعداد لها وتصنيعها وترويجها مخلفةً
ورائها الاف المدمنين، وهكذا تسير الأمور حالياً.
مخدر الفودو
وفى الاونة الاخيرة انتشر فى مصر نوع جديد، ذو رائحة ذكية ونفاذة، تسبب فى احداث حالة من الجدل، هو مخدر الفودو،
وله اسم اخر (استروكس)، وهو ما جعل الحكومة المصرية تتخذ قراراً بادراجه ضمن جدول أول المواد المخدرة،
لتصبح حيازته وجلبه والاتجار فيه وتعاطيه، جناية، يعاقب عليها طبقاً لقانون العقوبات.
وينتمى هذا المخدر الى عائلة الماريجوانا، ويتميز لونه بالاخضر الفاتح، ويتم تعاطيه عن طريق التدخين، وتتمثل خطورته فى
خلط المادة المخدرة الطبيعية ــ أصل المخدر ــ بتركيبة كيميائية مجهولة، لا يعرف على وجه التحديد العناصر والمواد التى
تتكون منها الا انه تم حصرها فى ( الاثروبين ــ الهيوسين ــ الهيبوسيامين)، وهى من المواد المستخدمة فى تهدئة
الكلاب المفترسة والثيران الهائجة.
ويمثل الشكل النباتى للمخدر فخ للكثير من المتعاطين، انطلاقاً من الافكار الشائعة بين المدمنين فى مصر عن ان خطورة
وضرر المخدرات النباتية الطبيعية اقل من المواد الكيميائية المصنعة مثل الاقراص والحقن المخدرة، ويباع الـ40 جرام منه
بما يتراوح ما بين 250 الى 350 جنيه.
ويُشعر الفودو متعاطيه، بحالة من اللاوعي، من خلال عدم السيطرة على الجهاز العصبى، بسبب تخديره تماماً، كما
يسبب حالة من التخشب العصبى، نظراً لتأثيره المباشر على الجهاز العصبى المركزى.
وتكمن خطورة تعاطى مخدر الفودو فى انه قد يسبب الذبحة الصدرية، وتضخم الكبد، والفشل الكلوى، وتدمير خلايا المخ،
بالاضافة الى الاضرار النفسية مثل اصابة متعاطيه بالفصام الذهانى، واحداث مشكلات بالذاكرة، واضطرابات نفسية
وعصبية اخرى. وتزداد الهلاوس السمعية والبصرية لدى المتعاطين عندما ينتهى تأثير المخدر.
كما تكمن أيضاً خطورة تعاطى هذا النوع الخطير من المخدرات فى أن له اعراض جانبيه خطيرة، منها الوفاة فى حالة
التوقف عن تعاطيه، ان لم يتخذ مع مدمنه الاجراءات الصحية والعلاجية المناسبة لحالته، بجانب الوفاة نتيجة هبوط
الدورة الدموية، وهو الشائع فى دول العالم.
ويسبب تعاطى المخدر نوعاً من الضغط النفسى للمتعاطى، حيث يسعى مدمنه الى زيادة جرعة التعاطى لتحقيق النشوة المطلوبة.
أعراض تعاطي الفودو
وبالنسبة للاعراض التى تظهر على متعاطى الفودو هى احمرار واحتقان فى الوجه، وجفاف فى الاغشية المخاطية للأنف
والحلق، وارتفاع ضغط الدم، بجانب دخوله فى حالة نفسية تتمثل فى القلق المؤدى الى الاكتئاب.
وتأثير المخدر يعد اقوى من انواع الماريجوانا الاخرى، وكذلك اقوى من مشتقات القنب مثل الحشيش، وذلك بسبب المواد
المخدرة المصنعة المضافة اليه، كما يصعب اثبات تعاطيه عن طريق اجراء تحليل بول او دم للمتعاطى، والسبب أيضاً
هو تعدد المواد المخدرة المصنعة المضافة اليه.
وللاسف الشديد انتشر هذا النوع بين الكثير من الفئات الاجتماعية والعمرية، حيث اصبح تداوله شائعاً بصورة كبيرة فى
المناطق الراقية والاحياء الشعبية على السواء.
ولا يتم تصنيع توليفة مخدر الفودو فى مصر حتى الآن، ولكن يتم جلبها من الخارج من بعض الدول الاجنبية مثل اسبانيا،
وبعض الدول الآسيوية، ويجب التأكيد على أن شكل المخدر واحد من حيث الهيئة والمنظر، ولكن تركيبة المواد الكيميائية
المضافة اليه هى التى تختلف من بلد لآخر.
ولمخدر الفودو او الاستروكس اسماء اخرى منها (التعويذة ــ الجوكر ــ الكاى تو ــ مخدر الشيطان ــ بلاك دايموند).
للمزيد عن الفودو والماريجوانا الاصطناعية ، تابع التقرير المصور التالي: