قبل التحدث عن الإدمان وراء توقف مركز المكافأة بمخ الإنسان عن إفراز الدوبامين الطـبيعي! يجب أن نعلم ما هو الدوبامين وما علاقته بإدمان المخدرات أو غيره من أنواع الإدمان المختلفة. لقد أكدت أحد الدراسات العلمية أن رأس الانسان يحتوى على العديد من الخلايا العصبية التي تفرز مادة كيميائية يطلق عليها الدوبامين تكون مسئولة عن حالة الاندفاع والتهور نحو إدمان المخدرات او المنبهات وغيرها مما يدخل فى باب المتعة الحسية.
ولما كان المخ يتكون من مليارات من هذه الخلايا المنتجة لمادة الدوبامين كل وظيفتها تغيير الحمض الاميني المسمى تيروسين الى مادة كيميائية تسمى ” ل-دوبا ” او دوبامين فقد تبين وجود علاقه بين الدوبامين والإدمان.
وبعد دراسات عديدة لعلماء الطبيعة والصحة النفسية والمناعة تأكد الباحثون ان جسم الانسان الطبيعى يفرز جميع المواد المخدرة سواء كانت حشيش أو أفيون او اندروفين اوبامين حتى بعض المهدئات يقوم الانسان بافرازها طبيعيا فاذا ما تناول الإنسان المادة المخدرة من خارج الجسم عن طريق تعاطي المخدر توقف الجسم تماما عن إفراز هذه المادة.
و هذه المادة تفرز بنسب معينة فى الانسان الطبيعى لتحفظ له توازنه وتساعده على اليقظه فى أوقات والاسترخاء اوقات اخرى كما تساعده على الشعور بالمتعه واللذه احيانا وتجعله روحانى احيانا اخرى.
اما من ينشدون اليقظة والصمود ساعات طويلة مثل السائقين وبعض ممثلى المسرح فانهم بالطبع يلجأون للحصول على المنبهات من مواد مخدرهوفيما يلي تساعدك الشفا رحاب علي التعرف أكثر حول الإدمان وراء توقف مركز المكافأة بمخ الإنسان عن إفراز الدوبامين الطـبيعي،فتابعونا.
الدوبامين والادمان والشعور باللذة:
صحيح ان مادة الدوبامين تحدث حالة من الانبساط والسعادة والشعور باللذة عند الانسان من خلال تتبعها لمسارات الرضا بمخ الانسان وهى قد تؤدى للادمان لاعتماد الجسم عليها من الخارج وتوقفه عن إفرازها من الداخل وهو ما يعزى ارتباط الدوبامين والإدمان.
وقد ثبت للعلماء اثناء رحلة البحث وعلاج الإدمان وجود مركز بالمخ يطلق عليه “مركز المكافأة ” يقوم بافراز الدوبامين بنسب معينة تحفظ للشخص الطبيعى توازنه واحساسه بالمتعه واللذه والسعاده فى وقت معين فاذا تعاطى المخدرات من خارج الجسم اصبح مركز المكافأه بلا عمل ويقوم المدمن بتعطيل مركز المكافأه يوما بعد يوم حتى يغلق ابوابه تماما، وهنالك تحدث الازمه ويصبح كل هم المدمن الحصول على ما يجعله يشعر بالسعادة المفقودة عنده ، فيتعاطى المخدرات حتى تصبح عنده اهم من الاكل والشرب والعلاقه الجنسيه ويزيد جرعة المخدر بحثا عن الاستقرار النفسى المفقود فتودى به إحدى الجرعات الى الجحيم.
وهذا ما يفسر قول الحق جل وعلا :- “لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم” (الايه الثالثه من سورة التين)
والعلاقة بين الدوبامين والإدمان لا تقف عند الموت فحسب بل اكثر من ذلك حيث يؤدى الإدمان الى تغيرات طويلة الأجل فى خلايا الدماغ فتصيب الشخص المدمن بعدة أمراض مثل مرض باركنسون مرض الشيزوفرينيا ومرض قصور الانتباه ومرض متلازمة توريت واخيرا مرض انعدام التلذذ وعدم القدره على الاحساس بالمتعه.
اعراض نقص او زيادة هرمون الدوبامين:
والسؤال الذى يطرح نفسه ماهى اعراض نقص او زيادة هرمون الدوبامين فى جسم الانسان ؟
لعل الاجابة انه فى حالة نقص هرمون الدوبامين فى جسم الانسان :-
1. بشعر الإنسان بالأرق وصعوبة الاستيقاظ صباحا وتقلب المزاج
2. فقدان الذاكرة والنسيان والاحساس بالتعب والارهاق المستمر
3. عدم القدره على التركيز فى تلقى الحوار مع الاخرين
4. فقدان الرغبه الجنسيه
5. فقدان التعامل مع الاخرين او حتى الاندماج معهم
اما اذا زاد هرمون الدوبامين فى جسم الإنسان ينتج عنه :-
1. القدرة التامة على التركيز والشعور بالنشاط
2. انتظام اجهزة الجسم بما فيها الرغبه الجنسيه
3. زيادة مضادات الاكسده فى الجسم
4. الاستيقاظ مبكراَ والرغبه فى الانطلاق والتحرر
5. اعتدال المزاج العام وعدم الرغبه فى شرب المنبهات
حتى علماء التغذية نجدهم قد توصلوا الى وجود بعض المأكولات التى تساعد على افراز مادة الدوبامين بالجسم مثل الأسماك والبقوليات والمكسرات وبيض المائده والسبانخ وهى من شأنها تزيد من افراز الدوبامين وبالتالى تزيد الشعور لديه بالسعادة وتمد جسمه بالطاقة وتكافح الاكتئاب٠
والإدمان ليس فى المخدرات وحدها وانما هناك ادمان الحبيب وادمان استعمال الهاتف الجوال وادمان مشاهدة التلفزيون وإدمان مشاهدة المواقع الإباحية. ليس ذلك فحسب بل هناك إدمان لبعض المشروبات والمأكولات والملبوسات والعادات طالما نكثر من الاقدام عليها يتنبه دوبامين الجسم ويتوقف عن العمل فى صورته الطبيعية فيقل افرازه برأس الانسان ويصبح المدمن بحاجة للعرض على الطبيب ليقوم بعملية التوازن الطبيعى من جديد ويعيد الجسم لسابق عهده.
وفى مرحلة علاج الإدمان نأخذ فترات قد تطول لعودة المريض لسيرته الاولى المهم ان نبدأ علاج الإدمان بشكل سريع لنقلل من عملية الإدمان فينتظم الجسم فى إفراز مادة الدوبامين بشكل سليم ويعود مركز المكافأة لسابق عهده ويتم ذلك من خلال أفضل المستشفيات في مجال علاج الإدمان على المخدرات ألا وهي دار الشفا حيث يتم ذلك عن طريق أشراف طبي لنخبة متميزة من الأطباء وأيضا تقدم العلاج النفسي من أجل التأهيل للتعامل مع المجتمع الخارجي .
السلام عليكم
الموضوع رائع جدا ارجوا ارساله على الايميل في الاسفل.
معالج إدمان مخدرات