الادمان ؛ مصطلح حير الكثير من العلماء ، فهناك من رأى أنه حالة مرضية تصيب بعض الأشخاص ، وهناك من رأى انه
سلوك انساني، ولذلك اطلقوا عليه في حديثهم كلمة ” بيولوجي ” ، ولكن في حقيقة الأمر ، أن كلتا الكلمتان
يصلحان أن يطلقا على الادمان ،فهما ليست متضادين ، انما هما متكاملتان يؤدي كلاً منهم الى الآخر.
وعن تفسير ذلك ، فقد رأى العلماء أن الانسان يدخل في دائرة الإدمان بكامل ارادته ، وحتى الآن لم يتوصل العلم
إلى أن هناك علاقة تربط بين الجينات الوراثية والدخول في دوامة الادمان ، ولكن يتم الوقوع في هذه الدوامة
يكون بإرادة الفرد ، ومن هنا يبدأ دور العملية البيولوجية في مخ الانسان ، والتي تزداد حدتها أو تقل
وفقاً لوجود جينات وراثية معنية تجعل المدمن ينغمس في
سلوك الادمان أو يدرك حجم الخطر الذي يحيط به ، ومن ثم يحاول الخروج منه بأقل خسائر ممكنه استناداً على
قوة الإرادة والعلاج السليم.
عناصر المقال
الادمان والمخدرات
خلاصة القول :
يؤكد العلماء أن الادمان ليس مجرد مرض يصيب المخ أو العقل البشري مثل الشيزوفرنيا او الإكتئاب العقلي أو الزهايمر ، إنما أولى
خطواته تأتي بإرادة الشخص نفسه ، أي أن الإدمان في بداياته ما هو إلا سلوك انساني أياً كانت الأسباب التي تدفع الشخص إليه
، ثم بعد ذلك يتحول إلى مرض يجب العلاج منه بإحدى الأماكن المخصصة لذلك ، وعلى يد متخصصين لتفادي التعرض لأي
انتكاسة أو لتجنب الآثار الجانبية التي تنتج عن ذلك.
كما أشارت بعض الأبحاث الحديثة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية وقوع الشخص في فخ الادمان ،
ولكن هذه العوامل ما هي إلا عوامل مساعدة وليس عامل أساسي لحدوث ذلك ، ومن أهم هذه العوامل ما يلي :
1- التواجد في بيئة محاطة بالمخدرات :
من أهم الأسباب التي تساعد في الوقوع في فخ الإدمان هو التواجد الدائم في بيئة محاطة بالمخدرات والأشخاص المدمنين ،
مثل أصدقاء السوء أو في حالة إذا كان أحد الأبوين من الأشخاص المدمنين ، الأمر الذي يدفع الشخص إلى خوض التجربة
وملاحظة تأثير هذه المواد على نفسه.
2- في حالة التعرض إلى اضطرابات نفسية أو عقلية :
من أهم العوامل التي تدفع الشخص للوقوع في فخ الادمان هو التعرض لأي نوع من الاضطرابات النفسية أو العقلية ،
مثل الإصابة بنوبات من الاكتئاب أو الأمراض الذهنية والعقلية مثل الإصابة بالذهان وغيرها ، وكافة هذه الأمراض
تدفع المريض إلى تعاطي المخدرات للهروب من الأعراض النفسية والجسدية التي تنتج عنها ، وبالتالي
يلقي بنفسه في أحضان المخدرات.
3- التعرض الى اخفاقات في الحياة او فقدان احد المقربين :
عادة ما يتعرض الأشخاص إلى نوبات من الحزن الشديد نتيجة فقدان أحد المقربيين او التعرض إلى نوع من أنواع الفشل
أو الاخفاقات في الحياة ، مما يدفع ببعض الأشخاص الضعيفة إلى الوقوع في دوامة الإدمان للتخلص من مشاعر الحزن
أو الاحساس بالذنب وغيرها. كافة هذه العوامل تعد عوامل مساعدة تدفع الشخص إلى الوقوع في دوامة الادمان ،
ولكنها ليست أسباب رئيسية لحدوث ذلك.