كما سبق وذكرنا في المقال الاول أن الاعتمادية الجسدية، تعرف بأنها ظهور اعراض او اضطرابات جسدية يشعر معها المريض بأعراض جسمانية في اجزاء جسمه المختلفة عند الايقاف المفاجئ للدواء، او عند الانقطاع غير المتدرج.
ويحدث الاعتماد الجسدي عند استخدام المسكنات المركزية لفترة طويلة بغض النظر عن وجود الألم من عدمه، وحدوث الاعتماد الجسدي امر متوقع عند تعاطى المخدرات على المدى الطويل.
وبالخوض مرة ثانية في سرد انواع المخدرات وذكر تأثيرها على الانسان، نجد منها ايضًا (القنب)، وهو نبات أحادي الجنس، والمادة المخدرة الفعالة فيه هي تتراهيدروكانابينول، وهي المسئولة عن احداث حالة التخدير، ومن هذا النبات يستخرج البانجو، الماريجوانا، ويصنع منه الحشيش.
وتتمثل تأثير تعاطى مشتقات القنب على جسم الانسان في اعراض القلق، الاضطرابات النفسية، انخفاض عدد كرات الدم البيضاء بالجسم مما يؤثر على المناعة، تبلد الانفعال، الضعف الجنسي، سوء الحكم على الأمور. ويؤدى تعاطيها لفترة طويلة الى الاصابة بأمراض الفصام، الذهان، انخفاض ضغط الدم، سوء تقدير المسافات والابعاد، احمرار العين، عدم التوازن الحركي، سرعة نبضات القلب، والتي تسبب اعراض مضاعفة للمصابين بأمراض القلب، ضمور خلايا المخ، امراض الكبد، كما تؤدى المواد الفعالة الى تشويه الاجنة والاجهاض عند النساء الحوامل، وامراض الجهاز التنفسي، وخصوصًا سرطان الرئة، وامراض القلب.
وبالنسبة للأعراض الانسحابية للمخدرات المشتقة من نبات القنب، فنجد انها اعراض نفسية أكثر منها جسدية، الا في بعض الحالات، التي قد تأخذ فيها اشكالا جسدية، مثل رعشة اليدين، اضطرابات الشهية والنوم، نوبات اكتئابية، هلاوس بصرية خصوصًا لمن تسبب لهم التعاطي في الاصابة بأمراض او اضطرابات ذهانيه.
كما نجد ايضًا نوعًا اخر من المواد المؤثرة على الحالة النفسية والعصبية للإنسان، وهي الكحوليات، والكحول هو مادة طبيعية تتشكل نتيجة تفاعل السكر المتخمر مع بذور الخميرة، ويتم صناعته بطريقتين، الاولى التخمير، والثانية التقطير.
ويتمثل تأثير تعاطى الكحوليات على جسم الانسان في اتلاف خلايا المخ، الاصابات المتكررة بالجلطات، ضعف ملحوظ في حدة الابصار، نزيف الحلق والحنجرة، قرح المعدة، الاصابة بأمراض القلب، الفشل الكبدي، ضعف العضلات، اضطرابات الجهاز الهضمي، سرطان الامعاء، هشاشة العظام، الضعف الجنسي عند الرجال، فقدان الاحساس عند بعض الاطراف، عدم الاتزان اثناء الحركة، ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام ضربات القلب، ضعف الانتباه والتركيز، تقلب الحالة المزاجية بسرعة غير مفهومة او مبررة.
وتبدأ اعراض انسحاب الكحوليات من الجسم منذ مرور 6 وحتى 48 ساعة من التوقف عن التعاطي، وهي رعشة واضحة في الاطراف، التعرق الشديد حتى في فصل الشتاء، حالة من الهياج تنتاب المدمن لدرجة انها تخرجه في بعض الاحيان عن السيطرة، وقد يحدث في بعض الاحيان هذيان يسمى الهذيان الارتعاشي، شعور بالغثيان، القيء المستمر.
ومن ضمن انواع المخدرات ايضًا (البنزوديزبين)، وهي عبارة عن فئة من الادوية التى تؤثر نفسيًا على الانسان، وذلك بتركيبتها الاساسية، والتي هي عبارة عن اندماج حلقة مركب بنزين مع حلقة مركب ديزبين. وعائلة البنزوديزبينات تنتمي لمجموعة مثبطات الجهاز العصبي المركزي، وتدخل في تركيب الكثير من الادوية.
ومن ضمن الاثار السلبية لتعاطى البنزوديزبينات، الشعور بالدوار، التلعثم عند الكلام، حدوث تغييم في رؤية العين، الشعور بالإجهاد العام، تشنج العضلات، الارتباك، عدم توازن حركة الجسم، سرعة نبضات القلب، تغيير في ضغط الدم، التعرق الشديد، عدم وجود رغبة جنسية، الميل الى المزاجية والاكتئاب، العصبية ونوبات العنف غير المبررة، الميل الى ايذاء النفس والاخرين، قرح المعدة، اضطرابات بالشهية، ومع تناول جرعات مرتفعة فمن الممكن ان يحدث فقدان بالذاكرة على المدى القصير.
وتأتى الاعراض الانسحابية للبنزوديزبينات على شكل اضطرابات في النوم، العصبية والتوتر، الارتباك الحركي، الاكتئاب والقلق، اعراض شبيهه بأعراض الانفلونزا، رعشة خفيفة، الالام بالعضلات، والصداع.