تجتهد الدول والحكومات ممثلة في أجهزتها الرسمية وغير الرسمية وقوى المجتمع المدني لمكافحة طوفان الإدمان الذي يستشري حول العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وتتمثل جهود الدولة في علاج الادمان بشكل نهائي على المخدرات والتخلص منها في الملاحقات الأمنية المستمرة لتجار ومروجي المواد المخدرة، والتثقيف والتوعية بخطورة الإدمان والتعاطي، وتنمية الوازع الديني لدى المواطنين من أجل الحد من هذه الظاهرة الوبائية الخطيرة.
وبجانب ما سبق يجرى الاجتهاد في إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بأبعاد هذه الظاهرة، لجمع أكبر قدر من المعلومات عنها، وبطرق دورية لرصد التغيرات التي تطرأ عليها وعلى متعاطي المواد المخدرة، حيث من شأن ذلك أن يؤدي إلى إمكانية توفير الخدمات الصحية المتخصصة لرعاية مرضى الإدمان بأقل التكاليف الممكنة ويمكن لدار الشفا أن تساعدك في علاج الإدمان بشكل نهائي،فتابعونا.
وإدمان المخدرات من الأمراض شديدة التعقيد، حيث يؤدي تعاطي المواد المخدرة لفترات إلى تعرض كيمياء مخ الإنسان ووظائفه لعدد من التغييرات، ومنها وظائف الإدراك والفهم والإحساس والشعور، بجانب الأعراض النفسية والبدنية الأخرى كالاكتئاب وضعف البنية الجسدية والهزال.
وخلال الـ 100 سنة الماضية عرفت الإنسانية ظهور أنواع كثيرة من المخدرات، بدءًا من المخدرات الطبيعية التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر، ثم المخدرات المصنعة من المخدرات الطبيعية، وأخيرًا المخدرات المصنعة كليًا، والتي تعتبر أشدهم ضررًا وفتكًا إذا خرج استخدامها عن النطاق الطبي وجرى تعاطيها بغرض الشعور بالنشوة والحصول على السعادة.
وتجدر الإشارة إلى أن المخدرات في العصر الحديث لم تعد هي تلك التجارة القاصرة على جلب وتوزيع المواد المخدرة ضمن بيئات وفئات محددة لتحقيق مكاسب مادية من تلك التجارة المحرمة، بل تعدى الأمر ذلك المفهوم القصير إلى خطط أوسع وأهداف أبعد، فصارت المخدرات تدرج ضمن أخطر أنواع الأسلحة التي تستخدمها الدول المتناحرة والمتنافسة فيما بينها سياسيًا لتدمير مجتمعات بعضها البعض، عن طريق دراسة أنماط وسلوكيات الشعوب وتسريب أنواع معينة من المخدرات تتماشى مع ثقافاتهم ليتقبلوها ويدمنوا عليها ويسببوا الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لبلادهم، وذلك دون الحاجة بالدخول في المعارك التقليدية المفتوحة التي تستخدم فيها المدافع والدبابات والقطع الحربية وتوضع لها الاستراتيجيات العسكرية التي تعرقل مسار التنمية.
عناصر المقال
مفهوم الإدمان:
الإدمان هو التكرار الدوري لأفعال وسلوكيات معينة، وهو حالة مزمنة تجعل الفرد أسيرًا لأنماط محددة تسيطر على أفعاله وتصرفاته، وبالتالي يعني إدمان المخدرات تعود الفرد على تعاطي نوع معين أو عدة أنواع من المخدرات، لفترات كافية، تسبب في حدوث الاعتمادية الجسدية والنفسية لديه على هذه المواد المخدرة.
وتعني الاعتمادية الجسدية على المخدرات تكيف الجسم مع العقار المخدر بالشكل الذي يؤدي إلى تعرضه لاضطرابات حال التوقف عن التعاطي.
بينما الاعتمادية النفسية هي الحالة الناتجة عن تعاطي العقاقير المخدرة، وتنتج شعورًا بالنشوة والراحة، نتيجة للمكونات المخدرة التي تتكون منها هذه العقاقير، مما يتولد معها دوافع نفسية تدفع الفرد للاستمرار في التعاطي.
وإدمان المخدرات يعتبر من أحد أنماط التعود القهرية، فالشخص المدمن بعد مرور فترة معينة على بدء التعاطي يصبح مضطرًا للاعتماد على العقار أو المادة المدمنة لكي يتفادى أعراضها الانسحابية، والتي قد لا يتحملها في الكثير من الأحيان.
ويؤدي الإدمان إلى تغييرات على المستوى الفسيولوجي والعصبي للشخص المدمن، بالإضافة إلى أنه يدفعه للقيام بسلوكيات معينة تجاه البيئة التي يعيش فيها، وهو من وجهة النظر السلوكية يعد من أحد أنماط التعلم الخاطئ.
مشكلة الإدمان:
يمثل الإدمان مشكلة ذات تأثيرات سلبية على الأفراد والمجتمعات، ففيما يتعلق بتلك التأثيرات السلبية التي تقع على الأفراد يحد الإدمان من القدرة على العمل والإنتاج، ويصبح الفرد المدمن عالة على غيره، وكذلك يصبح شديد الخطورة على المحيطين به، نظرًا لأنه يفقد الكثير من السلوكيات السوية في كل مرة يتناول فيها العقاقير المخدرة.
ويضرب الإدمان المجتمعات في مقتلها (العنصر البشري)، والذي يعد أغلى الموارد، فبجانب ما يسببه من مشكلات أمنية واجتماعية، مثل جرائم السرقة والقتل وحالات الطلاق المستمرة وتفكك الأسر، يسبب أيضًا الخسائر الاقتصادية فغالبًا ما تكون الفئات المستهدفة من الإدمان هي الفئات الاصغر سنًا القادرة على العمل بشكل أكبر، وبالتالي ينسف الإدمان كل قيم العمل والنجاح.
اقرأ أيضاً:اضرار الحشيش على النفسيه وكيفية التخلص من ضرره النفسي
علامات الإدمان على المخدرات:
لإدمان المخدرات الكثير من العلامات التي قد تظهر مجتمعة عند الفرد المدمن، وفي أحيان أخرى يظهر بعضًا منها، ولكن يبقي التحليل المعملي هو الفيصل في إثبات تعاطي المخدرات من عدمه. ومن ضمن علامات الإدمان على المخدرات:
- تخلي الشخص المدمن عن المبادئ والقيم التي نشأ وتربى عليها، واستبدالها بقيم ومعتقدات أخرى مغايرة لها بصورة كبيرة.
- يميل المدمن للانطواء وتظهر عليه أعراض الانسحاب الاجتماعي، ويهمل الحياة الاجتماعية والمناسبات والاهتمام بأمور الأسرة والمحيط الذي يعيش فيه.
- يعاني المدمن من تراجع مستواه الوظيفي أو التعليمي إن كان لا يزال في مرحلة الدراسة.
- تقل رغبة المدمن أو تنعدم في تحمل أية مسئولية، بل في كثير من الأحيان ينسج المحاولات والحيل للإفلات من تحملها.
ماهي أعراض تعاطي المخدرات؟
يؤدي تعاطي المخدرات إلى ظهور بعض أعراض التعاطي لدى المدمن، وهي تختلف من تعاطى عقار لآخر، وكذلك من شخص لآخر. ومن ضمن بعض أعراض تعاطي المخدرات:
- تغير أنماط النوم لدى المتعاطي، حيث يستيقظ في الغالب ليلاً وينام بالنهار.
- حدوث تغيرات مفاجئة في سلوكيات المتعاطي، كما يصاب بحالة من تقلب المزاج، والذي يصل في بعض الأحيان إلى حد الهوس، حيث يتحول بسرعة من شخص مبتهج إلى شخص حزين ومكتئب والعكس.
- يهمل متعاطي المخدرات نظافته الشخصية ولا يهتم كثيرًا بمظهره الشخصي.
- يؤدي تعاطي المخدرات إلى احمرار العين، بجانب حدوث رشح بأنف المتعاطي.
وفيما يلي بعض الأعراض المرتبطة بتعاطي أنواع معينة من المخدرات:
- يؤدي تعاطي الكوكايين إلى القلق، الارتباك، المزاج المتقلب، الأرق، اتساع حدقة العين، الثرثرة، والهلوسة.
- ينتج عن تعاطي الهيروين شعور بالنشوة، كما يعمل كمنشط عام للجسم، ولكنه على المدى الطويل يسبب العجز الكامل للجهاز العصبي.
- يؤدي تعاطي مشتقات القنّب (الحشيش ــ الماريجوانا)، إلى احتقان الدم بالوجه، احمرار العينين، جفاف الحلق، تأخر المهارات الحركية، الهلوسة، الكسل، والخمول.
- يسبب تعاطي المسكنات تباطؤ التنسيق الحركي للجسم، نقص الكبت العصبي، ردود الفعل البطيئة، استرخاء العضلات، والارتباك.
- تسبب عقاقير الهلوسة تلون الجلد، الارتباك، القيء، الغثيان، فقدان السيطرة على الجسم، القلق، الذعر، الخلط بين الأماكن، واتساع حدقة العين.
ماهي أعراض الإدمان على المخدرات؟
يسبب تعاطي العقاقير المخدرة والإدمان عليها أعراضًا نفسية وبدنية للمتعاطين، ويرجع ذلك نتيجة تفاعل العقاقير المخدرة مع الجسم، وتأثيرها على خلايا المخ والجهاز العصبي، ورده فعل تلك التأثيرات على الجانب البدني في الإنسان، وهي ما يطلق عليه الأعراض الجسدية. ومن ضمن الأعراض النفسية والبدنية لتعاطي المخدرات:
- تزداد لدى المدمن حدية الأنا وتمركزه الشديد حول ذاته وإهمال الآخرين.
- يصعب على المدمن التحكم في انفعالاته، ويرجع ذلك لحالة التوتر الشديدة التي يسببها تعاطي المخدرات.
- يكون المدمن دائمًا فاقدًا للتركيز شارد الذهن، وتقل قدرته على الانتباه.
- ينتاب المدمن سلوك حاد مع المحيطين به والمتعاملين معه، وتصبح تصرفاته وردود فعله شديدة العصبية.
- يعاني الشخص المدمن من الخوف الدائم والمستمر، وتصيبه حالة من الخجل والخزي ونقص تقدير الذات والدونية، وتقل ثقته بنفسه كثيرًا، ويصبح ميالًا أكثر للهروب وعدم المواجهة.
- تتغير عادات المدمن ونمط حياته الطبيعية، حيث تسبب له المخدرات الأرق وفقدان الوعي لفترات، ويضطرب نومه، ومواعيد ممارسته لأنشطة الحياة.
مراحل الإدمان على المخدرات:
توجد 3 مراحل للإدمان على تعاطي العقاقير المخدرة، حيث تدفع كل مرحلة بالشخص المتعاطي ليصل إلى المرحلة التي تليها حتي يصبح بالفعل مدمنًا على المخدرات، ولا يستطيع التوقف عن التعاطي. وهذه المراحل الـ 3، هي:
المرحلة الأولى ــ (التجربة):
وهي المرة الأولى التي يتعرف فيها المدمن على المادة المخدرة ويجربها بالفعل، وقد يرجع ذلك لوجوده داخل مجموعة من الأصدقاء المتعاطين، أو يلجأ هو بنفسه للتعاطي بدافع من الفضول وحب الاستطلاع وتجربة شيء جديد، أو في أثناء وجوده بإحدى المناسبات الاجتماعية.
وقد يسبب تعاطي الجرعة الأولى للمخدرات تأثيران متناقضان يختلفان عند المتعاطين، (التأثير الأول): يشعر المتعاطي بالنشوة الناتجة عن تعاطي المخدرات، ويصبح أكثر سعادة وحيوية، مما يدفعه إلى التفكير في تكرار التعاطي مرات أخرى من أجل الحصول على هذا الشعور.
بينما (التأثير الثاني): قد تسبب المخدرات لمن يتعاطاها للمرة الأولى حالة نفسية سيئة تتمثل في نوبات اكتئابية أو هجمات فصامية، حي تتسبب المواد الفعالة في العقار المخدر بحدوث اختلال بالناقلات العصبية لإشارات المخ لدى المتعاطي، مما ينتج معها هذا التأثير، وهؤلاء الذين تسبب لهم المخدرات هذه الحالة خلال أولى تجاربهم معها غالبًا ما لا يكررون مثل هذه التجربة، نظرًا للألم النفسي الذي يتعرضون له بسببها.
المرحلة الثانية ــ (البحث عن المخدر وطلبه):
يبدأ المدمن خلال هذه المرحلة بالبحث عن المخدرات ليتعاطاها، وذلك من أجل الحصول على النشوة والسعادة اللتان كان يشعر بهما خلال مرحلة التجربة.
وكلما زادت الضغوط حوله، كلما كان بحثه عن المخدرات ليهرب عبرها من هذه الضغوط التي يعاني منها.
وأثناء هذه المرحلة يرتبط المتعاطي بنوع معين من المخدرات، والذي قد يستمر عليه حتى يصل إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاعتماد.
المرحلة الثالثة ــ (الاعتماد على المخدرات):
يعني وصول المتعاطي إلى هذه المرحلة أنه تحول بالفعل إلى مدمن، فخلال تلك المرحلة يشعر كلما قل تأثير المادة المخدرة التي يدمن عليها بما يسمى أعراض الانسحاب.
وتدفع أعراض الانسحاب المدمن والتي تنقسم إلى (أعراض نفسية ــ أعراض جسدية)، إلى البحث عن المزيد من الجرعات لتعاطيها.
ومرحلة الاعتماد على المخدرات هي أخطر مراحل الإدمان على الإطلاق، ويرجع ذلك لتكون الأعراض النفسية والجسدية للإدمان عند المدمن، وبالتالي أصبحت مسألة تعاطيه إجبارية وليست اختيارية، فلم يعد هدف التعاطي الحصول على اللذة بقدر ما هو مسكنًا لآلام الانسحاب.
ويعيش المدمن خلال هذه المرحلة صراعات نفسية عصيبة، وتنقلب طبائعه وتتبدل بشكل كلي، وتتغير معها سلوكياته وأهتماماته بل وحتى هيئته وشكله، ويصبح جل همه تدبير المادة المخدرة وتعاطيها والدوران في تلك الدائرة البغيضة التي لا تنتهي، مهملًا خلال ذلك عمله أو دراسته، وحياته الأسرية والاجتماعية، منشأً صداقات جديدة الهدف منها مساعدته على التعاطي.
أنواع المخدرات:
كما سبقت الإشارة هناك 3 أنواع رئيسية للمخدرات، وهي المخدرات الطبيعية، والمخدرات المشتقة من مخدرات طبيعية، بالإضافة إلى المخدرات المصنعة كيميائيًا بصورة كلية.
المخدرات الطبيعية: هي عقاقير يحصل عليها من النباتات المخدرة، ولا يتم إضافة أية مركبات أو مصنعات كيميائية إليها، ومن ضمن الأمثلة على المخدرات الطبيعية:
- الأفيون: هو السائل الناتج عن تشريح زهرة نبات الأفيون بعد نضوجها، حيث يتم تعاطيه عن طريق الاستحلاب، أو وضعه ببعض المشروبات الساخنة (القهوة ــ الشاي).
- الحشيش الطبيعي: يصنع الحشيش الطبيعي بدون إضافة أية مواد أخرى له من طحن زهرة نبات القنّب بعد تسخينها، وفي الغالب ما يكون تعاطيه عن طريق التدخين، أو إضافته لبعض المكونات، البن مثلًا وطهيهما معًا.
- الماريجوانا: هي أوراق نبات القنّب التي يتم تنشيفها وطحنها لتصبح شبيهة بمادة التبغ، ويتم تعاطيها عن طريق التدخين، أو المضغ.
ومن ضمن بعض أنواع المخدرات المشتقة من مخدرات طبيعية:
- الكوكايين: هو مسحوق يستخرج من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو فى منطقة أمريكا الجنوبية، ويتم تعاطيه إما عن طريق الاستنشاق أو الحقن في الوريد.
- الهيروين: هو مسحوق أبيض يستخرج من ثمرة نبات الأفيون، ويكون تأثير هذا المسحوق المستخرج أقوى بأضعاف من تأثير مخدر الأفيون نفسه، ويتم تعاطيه عن طريق الاستنشاق، التدخين، أو الحقن.
وفيما يلي بعض أنواع المخدرات المصنعة والتي تفوق أضرارها المخدرات الطبيعية والمشتقة من الطبيعية بعشرات المرات:
- الكبتاجون: وهو يصنع من الأمفيتامينات وهو أشد أنواع المخدرات المصنعة المدمرة للجهاز العصبي، وهو يباع على شكل أقراص يتم تناولها عن طريق البلع، أو طحنها وحقنها في الوريد.
- الترامادل: هو أحد أشد المسكنات التي تصنع كليًا بواسطة الإنسان، ولا يوجد مثيل لها في الطبيعة، وهو يعمل داخل الجسم بنفس طريقة عمل المورفين، حيث يغلق المستقبلات العصبية المركزية، وبالتالي لا يشعر من يتناوله بالألم. ويتم تداول الترامادول في شكل أقراص وأمبولات.
- الشبو: هو من المخدرات التي انتشرت بصورة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، ويتكون من مادة الميثا أمفيتامين، وله اسم آخر يشتهر به وهو الكريستال ميث، ويقال عنه إن له تأثير على القدرات الجنسية، ولكن الواقع أنه يُحدث حالة من المزاج الاكتئابي فيقلل زمن القذف لدى الرجال.
- ليريكا: هو عقار يستخدم طبيًا لتهدئة الأعصاب، خصوصًا لدى من يعنون من حالات التوتر المرضي، وتشنجات الأعصاب، بالإضافة إلى الآلام الناتجة عن مرض السكر والتهابات الحبل الشوكي. ويباع عقار ليريكا في الأسواق على شكل حبوب، وهو من العقاقير سريعة الإدمان، والتي تسبب أعراضًا جسدية ونفسية بالغة.
- الفيل الأزرق: هو عقار مصنع من مادة دي إم تي أو (ثنائي ميثيل تريبتامين)، وهي من ضمن المواد التي يفرزها مخ الإنسان خلال الاحتضار ومغادرة الروح للجسد، ويسبب تعاطي هذا العقار المنتشر في شكل قرص أزرق اللون الهلاوس السمعية والبصرية، وحالات من فقدان الوعي شبيهة بنوبات الهلع.
- الفلاكا: مخدر مصنع من مادة (ألفا بي في بي)، ويطلق عليه (زومبي المخدرات)، حيث يساعد على إفراز مادة الدوبامين بالمخ وهي المسئولة عن نقل الإشارات العصبية، وبالتالي يدخل متعاطيه في حالة من الهلوسة الشديدة، بالإضافة غلى بعض الأعراض الأخرى مثل فرط الحركة، والنشوة. ويتم تعاطي الفلاكا عن طريق حقنها بالوريد بعد إذابتها بالماء، وهي مادة خفيفة تشبة البودرة.
- الكحوليات: تعتبر الكحوليات من أكثر انواع المواد المؤثرة على الحالة النفسية انتشارًا حول العالم، والتي يدمن عيها مئات الملايين من البشر. وبجانب المواد الطبيعية التي تصنع منها المواد الكحولية في الأساس، إلا أن العنصر الكيميائي يبقى ذو الأثر الفاعل فيها، وهي بدونه ليست ذات تأثير. ومن ضمن المركبات التي تصنع منها الكحوليات: (الكحول الميثانول) وهو مركب شديد السمية، و(الكحول الايثانول) وهو المستخدم في الخمور على نطاق واسع. وتؤدي الكحوليات التي يتم تناولها عن طريق الفم ويمتصها الجسم من المعدة بسهولة، إلى أمراض الجهازين العصبي والهضمي، وتدهور وظائف المخ وضعف الذاكرة.
مخاطر الإدمان:
تتمثل الخطورة الأساسية للإدمان في ما يسببه من أضرار نفسية وجسدية لمن ينخرطون فيه، فهو يؤدى إلى عاهات عقلية ونفسية مستديمة، بجانب حالات الإعياء البدني التي تنتج عن تعاطي المخدرات. ويعيق الإدمان الشخص المدمن عن التقدم الوظيفي والتخطيط الجيد للحياة السوية، بجانب فقده للكثير من المهارات الاجتماعية وأساليب التكيف مع مشكلات الحياة.
ويعتبر الإدمان المسئول الأول عن أغلب الظواهر الأمنية والاجتماعية التي تنتشر بالمجتمعات، مثل حوادث القتل والسرقة والاغتصاب… إلخ.
وبجانب ما سبق يعتبر الإدمان إحدى أدوات تخريب الاقتصادات، لما يسببه من خسائر مالية وأضرار للعنصر البشري الذي هو عماد للتنمية.
أضرار المخدرات:
تنقسم أضرار المخدرات على صحة الإنسان إلى جزأين، أضرار جسدية وأخرى نفسية، ويمكن إيجازها في:
الأضرار الجسدية:
- التهابات المخ التي تؤدي إلى حدوث الهلاوس السمعية والبصرية، وفقدان الذاكرة.
- أمراض ضغط الدم والقلب.
- احتمالية التعرض لنوبات صرع مفاجئة.
- تضرر الكبد المؤدي إلى تليفه.
- التأثير على الجهاز الهضمي، مما ينتج عنه أمراض الهزال وفقر الدم.
- ضعف القدرة الجنسية.
الأضرار النفسية:
- ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية مثل: القلق، التوتر، الأرق المرضي، وتقلبات المزاج.
- السلوك العدواني مع الآخرين.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب، والفصام.
نتائج الإدمان على المخدرات:
يؤدي الإدمان على المخدرات إلى مشكلات لا حصر لها، فهو يعتبر من أكثر العوامل المهددة للاستقرار الأسري، ويرجع ذلك لتركيز المدمن الدائم على تلبية متطلباته من المخدرات دون مراعاة حقوق الأسرة المادية والمعنوية والعمل على المشاركة بدور فعال فيها.
وكذلك الإدمان واحدًا من ضمن أبرز أسباب الطلاق، حيث يفقد المدمن في الغالب بسبب تعاطي المخدرات الكثير من القيم، ويصبح مشاركة الحياة معه كابوسًا للطرف الآخر، بالإضافة إلى هروب الدائم من المسئوليات ورفضه تحملها.
وتعاطي المخدرات والإدمان عليها هو أحد عوامل انتشار الجريمة، وكلما ارتفعت نسب تعاطي المخدرات في مجتمع ما ترتفع معها طرديًا نسب جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والبلطجة.
ويعتبر الإدمان ضمن الأسباب الرئيسية لانتشار البطالة، حيث يسلب من المدمنين إرادتهم، وصحتهم، وطموحهم، ويتركهم عالة على غيرهم، قانعين بالبحث فقط عن مصدر لتمويلهم بجرعات المخدرات.
كيفية التعامل مع مدمن المخدرات؟
يجد الكثيرون صعوبة في تقبل التعامل مع الشخص، حتى وإن كان من أفراد الأسرة أو من الأصدقاء المقربين، إلا أن ذلك يعتبر من الأمور السلبية التي يجب تغييرها كونها لن تجدى نفعًا أو تغير من مسار المشكلة، بجانب أنها قد تزيد الأمور تعقيدًا باعتبار أن الشخص المدمن يكون أكثر حساسية في علاقاته بالآخرين.
ونذكر فيما يلي بعضًا الأمور الضرورية التي يجب إتباعها عند التعامل مع الأشخاص المدمنين:
- إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع المدمن، وأن تحتوي العلاقات معه على قدر من المحبة، فهي ضرورية لتقبل النصيحة والإرشاد.
- تجنب المدمن وتعمد عدم الاختلاط به أو التعامل معه يسبب له حالة من الكراهية تجاه القائمين بالفعل، وقد تجعله يستمر في عناده وعدوانيته للمحيطين به عمومًا، نتيجة شعوره بالدونية تجاه الآخرين.
- الابتعاد عن أساليب التعامل مع المدمن على أنه مجرم يرتكب الجرائم التي لا تغتفر.
- الابتعاد عن استخدام العنف مع الشخص المدمن.
- التيقن الشديد أن الشخص المدمن قد يكون ضحية للظروف أو لأصدقاء السوء، بجانب أنه مريض في حاجة للعلاج والرعاية.
- محاولة مواجهة مدمن المخدرات بمشكلته يجب أن تكون حذرة قدر الإمكان، ولا تتضمن أي سلوكيات قهرية، حتى يعترف بها، ويتخذ قراره الإيجابي بتقبل العلاج.
دفع المدمن لاتخاذ قرار علاج الإدمان:
من الأمور الخاطئة تستر الأسر والأهل على الابن أو الأخ أو الزوج المدمن، من منطلق ضرورة الحفاظ على الاعتبارات الاجتماعية، وعدم كشف أحد الأسرار السيئة لهم من وجهة نظرهم، وقد يكونوا محقين في ذلك، ولكن يجب أن لا يمنعهم ذلك من تقديم الدعم والعلاج اللازم للشخص المدمن.
وأولى الأشياء الإيجابية التي يجب أن يقتنع بها أهل المدمن، أن الإدمان مرض له أسباب وأعراض ونتائج، وأنه يمكن الشفاء منه، كما يمكن أن يتسبب في فقدهم له، سواء بالوفاة أو السجن.
ويجب على الأهل أن يستشيروا طبيبًا مختصًا أو يلجؤوا إلى مراكز علاج الإدمان، بعد تأكدهم من إدمان الشخص المشكوك فيه بإجراء التحاليل الطبية له للتأكد من ذلك.
وإذا تعذر عليهم إقناع الشخص المدمن بضرورة علاج الإدمان، يمكنهم اللجوء إلى وسائل أخرى مثل طلب مساندة مصحات علاج الإدمان، أو أحد الأطباء المتخصصين.
مثال.. زوجي مدمن مخدرات، كيف أتعامل معه ..؟
تحمل زوجة الشخص المدمن مسئوليات وأعباء وهموم أكثر من تلك التي تحملها المتزوجة من شخص سوي غير مدمن. وزوجة المدمن تتعدى حدودها كزوجة إلى حاضنة وكاتمة أسرار وأخصائية نفسية واجتماعية، وهي مطالبة بأن تتقبل وتتعايش مع ظروف وأوضاع غير مستقرة وغير صحيحة أيضًا.
ويجب على من تتزوج من شخص مدمن أن تدرك جيدًا أن مسألة تأجيل علاج زوجها من الإدمان يعني استمرارية مشكلات الأسرة وتفاقمها، وهي مطالبة بأن تسعى بكل حكمة واحتضان لأن ترشده بمساعدة أهله والمختصين على اتخاذ قرار علاج الادمان والثبات عليه.
وعلى زوجة المدمن أيضًا أن تدرك أن الإدمان مرض يحتاج علاجه إلى الوقت الذي قد يطول أو يقصر بسبب طبيعة حالة الزوج وإدمانه ونوعية المخدر الذي تعود عليه، واستجابته له، وبالتالي فهي مطالبة بالصبر وعدم اليأس.
ومن ضمن الصعوبات التي قد تواجهها زوجة المدمن:
- شكة في سلوكها، نتيجة إحساسه بضعف شخصيته.
- التعرض للاعتداء البدني خصوصًا في الأوقات التي يكون فيها الزوج غائبًا عن الوعي بسبب المخدر.
مراحل علاج الإدمان على المخدرات:
علاج الإدمان يتطلب في البداية تهيئة الشخص المدمن نفسه لتقبل الخضوع للعلاج من الإدمان، وذلك عن طريق توعيته وإقناعه بمخاطر الإدمان، والأضرار التي ستصيبه حال اصراره على التمادي فيه، واغرائه بالنتائج الإيجابية التي سيجنيها بعد الإقلاع عنه والتعافي.
وتنقسم مراحل علاج الإدمان على المخدرات إلى 3 مراحل رئيسية هي:
- مرحلة سحب المخدر: وخلال هذه المرحلة يتم سحب المخدر طبيًا وبواسطة أطباء السموم المتخصصين من جسم الشخص المدمن، مع إعطاءه أدوية مسكنة تساعده على الاسترخاء وتخفيف أعراض الانسحاب التي يلازمها في الغالب آلام جسدية واضطرابات نفسية. وكانت هذه المرحلة قديمًا تستغرق نحو أسبوعين، ولكن مع الطفرة الكبيرة التي حدثت بالمجال الطبي عمومًا ومجال طب علاج الإدمان خصوصًا، أصبحت هذه المرحلة لا تستغرق أكثر من 3 أيام.
- مرحلة التأهيل النفسي: وهي المرحلة التي تلي مرحلة سحب المخدر من جسم الشخص المدمن، ويتم خلالها إفساح المجال للمدمن المعافي للتعبير عن نفسه، والسماح لشكواه وتفسير المشاعر التي يمر بها. كما يتم خلال هذه المرحلة تقديم الدعم النفسي اللازم للشخص المريض من أجل مساعدته على الاستمرار في طريق الإقلاع، وعدم الانتكاسة والعودة مجددًا للتعاطي.
- مرحلة الدعم الاجتماعي: يتم خلال هذه المرحلة متابعة سلوكيات المدمن وتوجيه النصائح والإرشادات له، بهدف إعادة دمجه مرة أخرى في الحياة الاجتماعية، والتي تسبب إدمانه في إبعاده عنها. كما تساعد هذه المرحلة على نسف أي أفكار إدمانية قد تكون لا تزال عالقة بذهن المدمن، ومن الممكن أن تدفع به مرة أخرى للسقوط في دائرة الإدمان.
خطوات علاج الإدمان:
يمكن القول بأن علاج الإدمان ينقسم إلى شقين، دوائي ونفسي، ويمكن التعرف على نمطي العلاج المذكورين من خلال السطور التالية:
(1) العلاج الدوائي:
يجب معرفة أمر مهم في موضوع تعاطي المخدرات والإدمان عليها، وهو أن العقاقير تتفاعل مع جسم الإنسان محدثة فيه بعض التغيرات الكيميائية، والتي تختلف من شخص لآخر ومن نوعية مخدر إلى مخدر آخر.
وبدخول المتعاطي مرحلة الإدمان الكامل على المخدر يصبح جسمه معتمدًا اعتمادًا كليًا عليه، ويعني عدم تعاطيه له أو التقليل من جرعات التعاطي تعرضه لأعراض الانسحاب، والتي تتمثل في ظهور اضطرابات جسدية متنوعة، مثل آلام الاعضاء الجسدية، والإعياء، بالإضافة إلى مهاجمة بعض الأعراض الأخرى له مثل اضطرابات النوم والقلق والتوتر.
وخلال علاج الإدمان يتم سحب آثار المخدر من الجسم وتنظيفه منه، ولكنه يترك فراغًا، يتمثل في إطلاق الجهاز العصبي لتحذيرات من فقدان الجسم للمواد التي أعتاد عيها، وبالتالي يحتاج إلى مجموعة من المركبات التي تساعد على تسكين الآلام الناتجة عن سحب المخدر، بجانب عملها على استرخاء المريض.
(2) العلاج النفسي:
تنتج الاعتمادية النفسية لدى المدمن على المخدرات نتيجة التغيرات الكيميائية التي تحدثها العقاقير في مخ المدمن، والتي يكون من تبعاتها إصابته بالعديد من الاضطرابات النفسية. ويعتبر دور العلاج النفسي جزء أصيل من منظومة علاج الإدمان الحديثة، فهو يساعده على الخروج من الحالة الاكتئابية التي يسببها الإدمان، بجانب البحث في الأسباب الأساسية التي دفعته في البدايات للجوء للمخدرات.
أعراض انسحاب المخدرات:
أعراض انسحاب المخدرات هي تلك الناتجة عن توقف المدمن عن تعاطي العقار المخدر الذي تعود عليه نفسيًا وجسديًا، وهذه الأغراض مختلفة متعددة، وتتوقف على قوة المخدر ونوعه، بالإضافة إلى طبيعة الشخص المدمن، وتركيبة جسمه الكيميائية.
ويجب معرفة أن أعراض انسحاب المخدرات وبالرغم من قسوتها الشديدة في بعض الحالات، إلا أنها ليست قاتلة، وكلما اشتدت آثارها لدى المدمن كان ذلك دليلًا على بدء التحسن التدريجي للحالة.
ومن ضمن الأعراض الانسحابية للمخدرات:
- التوتر والقلق الشديدين.
- ارتفاع حرارة الجسم وحدوث اضطرابات بضغط الدم.
- ظهور آلام في العظام والعضلات (قد تكون غير محتملة).
- تقلصات البطن.
- فقدان الشهية وانخفاض الوزن.
- المعاناة من نوبات اكتئاب وفي بعض الحالات تكون حادة وتصاحبها هلاوس سمعية وبصرية.
علاج الإدمان نهائياً:
سواء أن كان الباحث عن مراكز علاج الادمان في سلطنة عمان أو السعودية أو الإمارات أو الكويت أو قطر أو البحرين أو مصر أو أي مكان آخر في العالم ، فمما لا شك فيه أن مسألة علاج الإدمان بشكل نهائي من المخدرات تعتبر مسألة شائكة ومعقدة، ورغم كافة المخاطر التي تظل تحاصر الشخص المتعاطي، إلا أن أستمراريته في طريق الإقلاع والتعافي، وعدم العودة للتعاطي مجددًا، تعتبر أمرًا ليس مستحيلًا.
ومن الأشياء المهمة في علاج الإدمان النهائي أن يكون قرار التوقف عن التعاطي نابعًا من الشخص المدمن نفسه، وليس مفروضًا عليه بالقهر من أشخاص آخرين، وبالتالي يكون مؤمنًا بضرورة تحمل المصاعب لينأى بنفسه بعيداً عن هذا المستنقع.
وتعاون المدمن مع الطبيب المعالج له أثره البالغ في تحسن حالته بسرعة، كما يكون تعاونه أيضًا مع الأخصائي النفسي ترجمة لدافعية الإقلاع النابعة منه ذاتيًا.
الانتكاسة بعد علاج الإدمان:
تعني الانتكاسة عودة الشخص المتعافي لتعاطي العقاقير المخدرة مرة أخرى. وتعتمد الانتكاسة بعد علاج الإدمان على الشخص المريض وحده فقط، إلا أن ذلك لا يعني وجود عوامل أخرى قد تكون لها تأثيراتها السلبية عليه مثل الحالة النفسية، الظروف المحيطة، الأسرة، وأصدقاء السوء… إلخ.
وفيما يلي تفسير لهذه الأسباب:
- عدم قدرة المريض على التخلص من الحالة النفسية السيئة التي سببها له الإدمان، وبسببها يدخل في حالة من الإحباط، ويعود بالتالي مرة أخرى للتعاطي.
- عدم قدرة المريض على الاندماج في الحياة الاجتماعية والتي في الغالب تكون تفاصيلها أكثر من حياة العالم الافتراضي للمخدرات، ومن هنا يكون هروبه إليها وعودته للمخدرات مرة أخرى أسهل من مواجهة الواقع.
- عدم حصول المريض على الدعم النفسي والرعاية اللازمة من الأسرة خلال فترة النقاهة، أو نهر الأهل له بسبب تاريخه الإدماني.
- يؤدي استمرار علاقات المريض بالمدمنين إلى احتمالية انتكاسته وعودته للتعاطي بشكل كبير، خصوصًا إذا كانت هذه العلاقات وطيدة.
وجدير بالذكر أنه يمكن للطبيب المعالج أن يصف بعض العقاقير التي تعمل على تقليل رغبة المدمن في التعاطي، بسبب تأثيرها على مناطق معينة بالمخ.
دور الأسرة في علاج الإدمان:
يبدأ دور الاسرة في علاج الإدمان لأحد أفرادها، بتحديد المشكلة، ويتم التأكد من ذلك بإجراء التحاليل المعملية التي تثبت أو تنفي ذلك، ثم تأتي بعد ذلك مسألة مصارحته بضرورة علاج الإدمان وإقناعه به. ويمكن للأسرة أن تساهم في علاج الإدمان بالوسائل الآتية:
- احتضان الشخص المدمن وتوفير الإحساس بالأمان والطمأنينة له.
- تقديم كل وسائل الدعم له، وإبعاده قدر الإمكان عن الأجواء المتوترة.
- استشارة المختصين فور شكهم في عودته لسلوكيات سابقة لإرشادهم لأساليب التعامل المناسبة.
دور الأخصائي النفسي في علاج الإدمان:
يعمل الأخصائي النفسي على معالجة وإصلاح التشوهات الموجودة في شخصية المدمن، والتي قد تكون أحد أسباب إدمانه، أو تلك التي تكونت لديه بعد الإدمان.
ويحاول الأخصائي النفسي معرفة مواطن القوة والضعف في شخصية المدمن، ووصف برنامج التأهيل النفسي المناسب له، وإرشاد أسرته للطريقة الصحيحة للتعامل معه. ومن ثم يمكن إجمال دور الأخصائي النفسي في علاج الإدمان من المخدرات في النقطتين التاليتين:
- تشتمل مهام الأخصائي الاجتماعي في علاج الإدمان على التعرف على الظروف الاجتماعية التي دفعت المريض للإدمان، وعلاقته بأسرته والمحيطين به.
- يقدم الأخصائي الاجتماعي الإرشاد الاجتماعي المناسب للمريض لكي يتقبل واقعه ويتحمل ضغوطه ويستطيع التعامل مع من فيه.
الوقاية من الإدمان:
الوقاية من الإدمان تعتبر أسهل وأكثر أمناً بعشرات المرات من علاج الإدمان ، وهي لا تتعلق بمحاربة تجار المخدرات ووقف عمليات تهريب المواد المخدرة فقط، بل تتعدى ذلك بكثير، حيث تشمل عدد من السلوكيات وأنماط العيش وبعض النصائح، ومن ذلك:
رعاية الأطفال والمراهقين: يلجأ أغلب الأطفال والمراهقين لتجربة المخدرات والإدمان عليها في كثير من الأحيان بسبب انشغال الأسرة عنهم. وكذلك هناك الكثير من النماذج التي كان السبب الرئيسي في إدمانها هو حالة الوحدة والفراغ السلبي الناتج عن عدم اهتمام ذويهم بهم.
التوعية بأهمية الصحة النفسية وأهمية العلاج النفسي: مسألة الصحة النفسية ودورها في الحد من إدمان المخدرات تعد أمرًا في غاية الأهمية، فأغلب المدمنين لهم خلفيات نفسية دفعتهم للتعاطي والإدمان.
الابتعاد عن رفاق السوء: يؤدي الاختلاط برفاق السوء ومدمني المخدرات في الغالب إلى الانخراط في عالمهم البغيض، لذلك فالابتعاد عن مثل هؤلاء يعتبر من ضمن الأمور المهمة التي تساعد في الوقاية من الإدمان على المخدرات.
الرياضة: ممارسة الرياضة من الأمور التي تحسن اللياقة البدنية للإنسان، كما تؤدي إلى رفع حالته المعنوية والمزاجية، وهي هنا ضرورية لمنع حدوث أي اضطرابات نفسية قد تدفع الإنسان للتعاطي والإدمان.
التوعية بمخاطر المخدرات: تعتبر التوعية بأخطار المخدرات من الأشياء الضرورية لإبعاد الشباب عنها، حيث يؤدي تكرار الرسائل السلبية المرتبطة بإدمان المخدرات إلى عزوف الكثيرين عنها والحذر منها وممن يتعاطونها.
وأخيراً وليس آخراً، فإن دار الشفاء للصحة النفسية وإعادة التأهيل تبغي من وراء تقديم هذه المعلومات القيمة إلى إثراء الوعي الكافي بمشكلة الإدمان وكيفية القضاء عليه كمرض نهائياً بالإضافة إلى كيفية الوقاية منه لنعيش سوياً ومعاً في مجتمع خالي من إدمان المخدرات ..
ولطلب المساعدة في علاج الادمان بجميع أنواعه أو علاج أي مرض من الأمراض النفسية مثل الفصام أو الذهان أو الاكتئاب أو غيره سواء أن كنت في مصر أو السعودية أو تركيا أو لبنان أو الإمارات أو قطر أو الكويت أو أي بلد أخرى، يمكن التواصل معنا عبر أي وسيلة من وسائل التواصل المتاحة على الموقع.
بقلم/ د. سيد صابر .. أستاذ الفلسفة وخبير التنمية البشرية