تتميز اعراض اضطرابات الشخصية الحدية بوجود مشكلات دائمة لدى الشخص المريض في ثبات المزاج العاطفي، بالإضافة الى عدم القدرة على التحكم في الانفعالات وتنظيمها. فمثلا الذين يعانون من هذه الاعراض الاضطرارية قد يحبون شخصًا بقوة، ولا يلبثوا ان يعودوا يكرهونه بنفس الحدة، ويستبدلونه بشخص اخر يبادلون معه نفس المشاعر.
ويعاني كذلك مرضى اضطرابات الشخصية الحدية من حالات الشعور بالخذلان الناتج عن الاحساس بالفقدان، والتي يكون اغلبها غير واقعي، بمعنى ان الشعور غير حقيقي ومنسجم ومتسق مع الواقع، كما يعانون من وجود اضطرابات بصورة الذات.
ويكون لدى مرضى اضطرابات الشخصية الحدية الاستعداد الدائم لإيذاء الذات ومحاولات الانتحار، والحديث عنه، بل تُقدم الكثير من الحالات على تنفيذ الانتحار فعلا. فمثلا تؤدى الاعراض المرضية الى دفع المريض لتجريح جلده بطريقة مستمرة، وضرب نفسه بالآلات الحادة، والاسراف في تناول المخدرات والكحوليات للإضرار بصحته، كما انه لا يخجل من هذه التصرفات، فنجده يظهر اثار الجروح الناتجة عن الايذاء البدني الذي اوقعه بنفسه.
ولدى مرضى اضطرابات الشخصية الحادة سلوكيات اندفاعية قد تعرضهم للخطر مثل قيادة السيارات بطريقة متهورة، وإنفاق الكثير من الاموال على شراء اشياء غير ضرورية.
وتكتمل اعراض اضطرابات الشخصية وتبدأ في الظهور خلال فترة المراهقة المتأخرة، ويكون الاشخاص ذوي الميول للشهرة ولفت الانتباه من الاكثر تعرضًا لها، كما يصاب بها الاشخاص الذين يتعرضون للإيذاء الجنسي خلال مرحلة الطفولة، او الذين يعيشون في ظروف اسرية غير مستقرة، بالإضافة الى تدخل العوامل البيولوجية (الوراثية)، في الاصابة به.
ومصطلح الحدية، أطلق على هذا النوع من الاضطرابات التي تصيب الشخصية، لأن اعراضها فاصلة بين اعراض مرضى العُصاب والذُهان، فمثلا يعاني مرضى الشخصية الحدية من الاعراض العُصابية كعدم قدرتهم على التحكم في الغضب، وعدم قدرتهم على التحكم في انفعالاتهم العاطفية، بالإضافة الى معاناتهم من الضلالات والهلاوس الذهانية، وعدم معرفة الهوية، أي ان الاعراض تأخذ من عرضي الفُصام والذُهان بطريقتها الخاصة.
وتؤكد أيضًا بعض الدراسات النفسية، ان اعراض الشخصية الحدية تجمع في طياتها اغلب اعراض الامراض النفسية مجتمعة، مثل الاكتئاب الشديد، والمزاج المتقلب، والقلق المرضى، والعنف الداخلي، وأنها قد تؤدى الى حالات الجنون المؤقت، كما ان نسبة اصابة الاناث بها تكون أكثر من الذكور.
وتزداد حدة اعراض اضطرابات الشخصية الحدية، في ظل الظروف الاجتماعية غير المستقرة، وتقل مع زيادة تنظيم الامور الحياتية واستقرارها، بالإضافة الى الاستقرار العاطفي، واثناء الفترات التي يتمكنون فيها من القدرة على قراءة المستقبل وفقًا لمعطيات منطقية.
ويمكن اكتشاف ظهور اعراض اضطرابات الشخصية الحدية خلال فترة المراهقة، عن طريق ملاحظة سلوكيات المراهق، فإذا كانت انفعالاته غير مبررة وخارجة عن المألوف، فقد يكون مصابًا بالأعراض المرضية.
وتتدرج اعراض الاصابة بالأعراض من الحالات العادية، والتي قد تعاني من الاضطرابات البسيطة مثل الشعور بالخوف من الانفصال وابتعاد الاشخاص عن المريض، فيما تصل الى ايذاء الذات في مراحل متقدمة، حيث يميل المريض الى هذه التصرفات العنيفة لأنها تشعره بأنه لايزال يعيش في هذه الحياة.
وقد تأخذ اعراض الشخصية الحدية شكل من اشكال الانحراف الأخلاقي، والاتجاه الى التصرفات الفوضوية، وادمان المخدرات والكحوليات، ويرجع ذلك الى فقد البوصلة الداخلية لتوجيه الذات.
ويطالب الاخصائيين النفسيين بضرورة الحذر عند تشخيص حالات اضطرابات الشخصية الحدية، حيث تتشابه مع اغلب اعراض الامراض النفسية والعصبية، بمعنى انها حالات مرضية مركبة، وتتداخل فيها السلوكيات وردود الفعل المرضية، كما يجب فيها فحص تاريخ طفولة المريض بدقة ودون اهمال اية جوانب فيها.
ويعتبر العلاج باليوجا والسيكو دراما من انجح وسائل التقليل من الاعراض المرضية لاضطرابات الشخصية الحدية والتخفيف منها، بجانب العلاج الدوائي أيضًا.