يعتبر العلاج من الإدمان على تعاطي المخدرات من أنواع العلاج التي تحتاج إلى الوعي والمعرفية بحقيقة المرض، بالإضافة إلى أنها تحتاج من المريض وأسرته تبني ثقافات وأنماط مختلفة عن تلك التي كانوا يتبعونها في السابق ودفعت بالمريض إلى الإدمان.
وطالما أن الإدمان له أبعاد اجتماعية ونفسية تتعلق بالشخص المريض وأسرته فلابد أن يكون الأهل جزء من حل تلك المشكلة، خصوصًا في الحالات التي تدفعها رغبات أهلها لتلقي العلاج.
والعلاج من الإدمان يحتاج إلى أكثر من الوصفات الدوائية، فالعلاج الدوائي هو أسهل مراحل العلاج من الإدمان بشكل عام، حيث يتعلق بإزالة الأعراض الانسحابية والآلام الجسمانية الناتجة عن التوقف عن تعاطي المخدرات. فمثلًا إزالة آثار الهيروين تحتاج إلى 5 أيام فقط من خلال جلسات (ديتوكس)، ولكن العلاج هنا يعتبر منقوصًا، حيث شمل الجوانب البدنية فقط، وليس السبب الرئيسي وراء الإدمان.
والعلاج الشامل من الإدمان وفقًا لأنظمة العلاج الحديثة يحتاج ما بين 3 إلى 8 شهور، على حسب حالة المريض وطبيعة إدمانه وسماته الشخصية، ويشمل العلاج الدوائي والنفسي والتوجيه والارشاد الاجتماعي بالإضافة إلى توجيهات من مدمن متعافي، يقدم خبراته ونصائحه للشخص المريض.
ويمكن القول بأن أنظمة وبرامج العلاج الحديث من الإدمان تعتمد على طريقة العلاج الجمعي، حيث يعتمد العلاج على تغيير سلوكيات الشخص المدمن بصورة أكبر عن تناوله الأدوية والعقاقير الطبية، ولذلك تتعامل مراكز العلاج والتأهيل من الإدمان مع المدمن باعتباره ولد من جديد، ولذلك فهو بحاجة لإعادة غرس القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة بداخله مرة أخرى.
وتسمح بعض مراكز العلاج والتأهيل من الإدمان والمساعدة في الإقلاع عن تعاطي المخدرات لبعض الحالات خلال فترات علاجها أن يحصلوا على اجازات من العلاج ومغادرة مقرات المراكز لزيارة أهلهم وأصدقائهم، باعتبار ذلك أحد وسائل تأهيل المدمن للعودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وهناك بعض الحالات المرضية التي تعترف بإدمانها، بينما تبقى حالات أخرى متمسكة بالإنكار ورفض مبدأ العلاج، أو بصورة صحيحة يكونون غير مقتنعين بوجود العلاج أصلًا، ولكن مع المواظبة على جلسات العلاج الدوائي والنفسي ينكسر حدة الإنكار لديهم، ويصبحوا متجاوبين مع المعالجين بشكل أكبر.
ويلعب المدمن المتعافي دورًا مهمًا في التأثير على المدمنين الذين يرفضون العلاج ويتمسكون بإنكار معاناتهم من مشكلة الإدمان، حيث يعتبر المتعافي أكثر الأشخاص فهمًا لطبيعة الإدمان باعتباره مر بتلك التجربة وعاش معاناتها، كما يعرف الطريقة التي يفكر بها المدمنون.
وبالإضافة إلى ذلك تساعد روايات المدمنين المتعافين عن تجاربهم على زرع الأمل والثقة في نفوس من لا يزالون على إدمانهم، خصوصًا الحالات الصعبة مثل مدمني الهيروين والترامادل والذين أستمر إدمانهم لسنوات طويلة وخلف لهم خسائر كبيرة، حيث تدفع المدمنين الحاليين إلى بذل الجهد للتخلص من أمراضهم، واعتبار المتعافين نموذجًا وقدوة يمكن الاسترشاد بهم للخروج من ظلمات بحور الإدمان.
وأثبتت الدراسات العلمية أن الارتباط بين المدمن المتعافي والمدمن الخاضع للعلاج أو من لا يزال على إدمانه يكون أكبر منه بالمقارنة بالطبيب المعالج، ففي الغالب يسيطر الاحباط والرغبة في التخلص من الحياة على المدمنين، وبالتالي يكون الإنجاز الذي حققه المدمن المتعافي وتمكنه من التغلب على كل تلك المعوقات النفسية نبراسًا يضيء لهم آفاق مستقبل جديد تختفي منه هذه الأوجاع والمتاعب.
وأصبحت مراكز العلاج والتأهيل من الإدمان ترفض استخدام أو إطلاق لفظ مدمن على الشخص المريض بالإدمان، وتفضل استبداله بعبارة (معتمد على مادة مخدرة)، حيث تعتبر كلمة مدمن من الكلمات التي توصم من تطلق عليه بصفات مشينة نفسيًا واجتماعيًا.
وتساعد المسميات الجديدة مثل مرضى الإدمان أو المعتمدون على المواد المخدرة كذلك بعض الأسر للتخلي عن تحفظاتها تجاه الموافقة على خضوع أبنائهم للعلاج من الإدمان بمراكز التأهيل، باعتبار ما أصاب أبنائهم عرض مرضي يستوجب العلاج.
[sc_fs_multi_faq headline-0=”h3″ question-0=”ما هو العلاج الجماعي ؟” answer-0=”هو نوع من العلاج الذي تقوم فيه مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة أو معاناة نفسية، بقيادة معالج من ذوي الخبرة من أجل إحداث تغيير نوعي في شخصياتهم” image-0=”” headline-1=”h3″ question-1=”لماذا العلاج الجماعي دون العلاجات الأخرى؟” answer-1=”يتميز العلاج الجماعي بالوقت والجهد، ومعالجة عدد من الأفراد يعانون من نفس المشكلة في نفس الوقت، ويتميز العلاج الجماعي مع بقدرته على الحصول على ردود فعل سريعة ومباشرة من الزملاء عن كل تغيير يحدث أو مشاركة حقيقية. ” image-1=”” count=”2″ html=”true” css_class=””]