ظهرت خلال الفترة الأخيرة بسوق المخدرات أنواع جديدة من العقاقير المخدرة جرى استخدامها على نطاق واسع، وذلك دون النظر لأخطارها وأضرارها على من يتعاطونها.
ومن ضمن هذه المخدرات مخدر الفادو وله مسميات أخرى مثل: (الفودو، الشابو، والحشيش المُخلق)، وهو من عائلة النباتات الطبية المخدرة، ويشبه الحشيش والماريجونا من ناحية الخواص، وله آثار سلبية قوية ومؤثرة بشكل يكاد يصل إلى تسببه في وفاة المتعاطي.
ويسعى العلماء وأساتذة طب الإدمان إلى دراسة التأثيرات البعيدة لذلك المخدر، حيث لم تمكنهم فترة ظهوره القصيرة وانتشاره السريع من تتبع بعض الحالات المدمنة عليه، ومعرفة تأثيره طويل المدى عليهم.
وظهرت أيضًا نوع من نقاط العين (القطرة)، وإن كانت متاحة منذ وقت طويل بالصيدليات، ولكن أمر اكتشافها كمخدر يعد حديث نسبيًا، بعدما أستغلها بعض المدمنين لرخص ثمنها وأسرفوا في استخدامها كمادة مخدرة، حيث تعددت طرق تعاطي تلك القطرة، فبعض المدمنين لجأوا إلى حقنها في الوريد بعد تسخينها، والبعض الآخر يقوم بشربها بعد خلطها بالمياه أو العصير.
وتسبب تعاطي تلك النوعية من قطرة العين بهذه الطريقة توقف عضلة القلب في حالات حقنها بالوريد، ويرجع ذلك إلى كون هذا المستحضر الطبي مخصص فقط لبعض أمراض العيون وتسكين آلامها، وبالتالي لا يصح أو يجوز عمليًا ومعمليًا أن تدخل الجسم عن طريق مكان أو منطقة أخرى غير العين.
ويسبب تعاطي أو ادمان قطرة العين إحساس زائد بالنشوة والسعادة، كما أنها تؤدي إلى حالات الإغماء والهبوط الحاد في الدورة الدموية، ويعد السبب الرئيسي للجوء المدمنين إليها هو رخص ثمنها مقارنة بأنواع كثيرة من المخدرات، وكما هو معروف فإن الماديات هي من أبرز المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المدمنون، حيث يكونون مطالبون بصورة مستمرة بتوفير المال اللازم لشراء المخدرات، وبالتالي يجنبهم السعر المنخفض لهذه القطرة ذلك المأزق.
وتشير بعض المعلومات الميدانية إلى أن من ضمن أسباب الأقبال على تعاطي قطرة العين المخدرة من جانب المدمنين هو قيام تجار مخدر الهيروين بغش المواد التي يقومون ببيعها لتحقيق مكاسب إضافية، وبالتالي تفقد جرعات الهيروين الكثير من فعاليتها، ولذلك يلجأ المدمنون إلى تعاطي القطرة إما لزيادة تأثير مفعول الهيروين بخلطهما معًا وحقنهما في الوريد، أو استخدام القطرة منفردة إذا لم يكن الهيروين متوفرًا.
وكذلك يعتبر الأستروكس من المواد المخدرة الحديثة الظهور، حيث لم تتعدى فترات تداوله وانتشاره الـ 3سنوات تقريبًا، وهو من المخدرات المصنعة أيضًا، حيث يتكون من إضافات كيميائية مثل الأتروبين، ويعد مركبًا شديد الخطورة والتأثير، ويباع في شكل أكياس بحجم كف اليد، ويعتبر ثمنه مرتفع نسبيًا إذ يصل ثمن الـ 20 جرامًا منه إلى نحو 300 جنيه مصري.
والأستروكس من المخدرات الصناعية المنتشرة في العالم كله وليس في الوطن العربي فقط، وتزداد نسبة تعاطيه يومًا بعد الآخر، وذلك وفقًا للحالات التي تسجلها مراكز العلاج من الإدمان الحكومية والأهلية.
ويعد الأستروكس من المخدرات القوية بمقارنته بمشتقات القنّب مثل الحشيش والماريجوانا. وأغلب الحالات التي تتعاطى هذا المخدر تعاني من مشكلات صحية ونفسية وعقلية، ومن ضمن تلك المشكلات الإصابة بالضعف العام، ارتفاع الضغط الحاد وهبوط الدورة الدموية، بجانب الاكتئاب والإحباط والهلاوس، ونوبات الخوف الشديد والفزع والعزلة والانطوائية وتضخم الكبد، بالإضافة إلى ضعف عضلة القلب، كما يتسبب في حالات الغياب عن الوعي.
وتؤكد الدراسات الطبية أن هناك فروقًا فردية بين المدمنين، حيث لا يعني عدم تعرض بعضهم للأعراض السلبية التي يسببها تعاطي الأستروكس أنهم بمنأى عنها، ولكن مع الوقت واستمرار التعاطي فمن المؤكد أنهم سيتعرضون لها، فالمسألة وقتية فقط.