كلما طالت الفترة التي يتعاطى فيها الإنسان ويدمن على المخدرات، كلما تسبب ذلك في ترك عدد كبير من الآثار النفسية والعقلية عليه، فالإدمان يحول الإنسان إلى ظلٍ غير مؤثر في محيطه الاجتماعي والعملي.
وحيث أن العلاقة بين إدمان المخدرات والصحة النفسية والعقلية علاقة عكسية، حيث لا يجتمع الطرفين معًا. كما أن الأشخاص المصابون ببعض الاضطرابات النفسية يكونون أكثر عرضه لاستخدام المخدرات والإدمان عليها لاحقًا. وبجانب ما سبق فإن تعاطي المخدرات أيضًا يُطلق العنان للاضطرابات النفسية والعقلية ويفسح لها المجال لأن تظهر وتُسيطر على الإنسان وتدمر حياته.
وتتراوح الأعراض النفسية والعقلية التي ترتبط بتعاطي المخدرات ما بين الدرجات الخفيفة والمتوسطة وشديدة الخطورة، وفي بعض الأحيان يترك الإدمان أثرًا نفسيًا سلبيًا جدًا داخل المدمن لا يزول حتى بعد علاجه وتخلصه من مشكلة إدمان المخدرات.
عناصر المقال
إدمان المخدرات والإصابة بالاكتئاب
تشير الدراسات الطبية والسيكولوجية إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين إدمان المخدرات والإصابة بأعراض مرض الاكتئاب. وقد يكون الاكتئاب في بعض الأحيان هو ما جعل الشخص المُصاب به يقوم بتعاطي المخدرات من أجل الترويح عن نفسه التي سئمت من أعراض هذا المرض الثقيل. وربما العكس، حيث تكون المخدرات نفسها هي التي تؤدي للإصابة بالمرض، فجميع أنواع المخدرات تؤدي لتغيرات كيميائية في الدماغ ينتج عنها الإصابة بالاضطرابات المختلفة.
القلق
يرتبط كذلك إدمان المخدرات بالإصابة ببعض اضطرابات القلق ونوبات الذعر، وحتى الآن لم تجد الدراسات النفسية سببًا يمكن تعميمه على جميع الحالات المرضية، حيث تكون الأسباب مختلفة من شخص لآخر. فبعض الأشخاص يرجع سبب إصابتهم بالقلق والذعر إلى عدم تفاعل كيمياء أجسامهم بشكل صحيح مع المواد الفعالة الموجودة بالمخدرات وبالتالي لا يحدث بينهم وبينها تكيف فيؤدي ذلك لظهور اضطرابات.
وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص يؤدي تعاطيهم المستمر للمخدرات ولفترات طويلة إلى تطوير أعراض القلق والذعر لديهم فتكون النتيجة أنهم أصبحوا مرضى فعليًا بهذه الاضطرابات العنيفة.
جنون العظمة
تسبب بعض أنواع المخدرات مثل الكوكايين والماريجوانا بعض التغيرات الكيميائية في المخ والتي تؤدي على المدى المتوسط والطويل إلى ظهور اضطرابات جنون العظمة.
ومن أشهر سلوكيات هذا الاضطراب استمرار إنكار الشخص المدمن لوقوعه في مشكلة الإدمان وتهربه الدائم من مواجهة الحقيقة حتى بينه وبين نفسه، حيث يسبب له المرض نوع من التمرد على جميع القيود الأخلاقية والاجتماعية فيعتقد بأنه أسمى منها.
تعاطي المخدرات والاضطرابات العقلية
تؤكد الدراسات الطبية أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الإنسان بالاضطرابات العقلية، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين يتعاطون الماريجوانا خلال المراهقة تزيد نسبة إصابتهم بمرض الذُهان أثناء مرحلة البلوغ. وقد يتضاعف هذا الخطر عند من يكون لديهم استعداد أو تاريخ وراثي للإصابة بالأمراض العقلية.
الأخطار البدنية للمخدرات تؤدي لأمراض نفسية وعقلية
تلقي الأخطار الصحية الناتجة عن تعاطي المخدرات على الجانب النفسي أيضًا، فجميع الاضطرابات البدنية المصاحبة لإساءة استخدام المواد المخدرة ينتج عنها الإصابة باضطرابات نفسية وعقلية.
فالمخدرات يمكن أن تؤدي للفشل الكلوي، وهذا المرض بطبيعة الحال يسبب الاكتئاب، كما يؤدي تلف خلايا المخ نتيجة تفاعل كيمياء الدماغ مع المواد المخدرة إلى الإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية.