الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يتعاطى الأدوية المهدئة، وما يضطره للجوء إلى الأدوية المهدئة هو المحاولة للهروب من الواقع عند حدوث الضغوط بسبب المشاكل، وكثرت في هذه الآونة تناول الكثير من الأقراص والأدوية، وتتنوع أعراض تناول الأقراص، فمنهم من يستخدمها أقراص لمنع الحمل، والآخر يستخدم أقراص إذا شعر بالأرق لكي يستطيع النوم، وهناك أنواع أخرى كأقراص لفتح الشهية والتي تعمل على زيادة الوزن، وأقراص كمنشط، وغيرها الكثير من الأقراص التي تستخدم لأغراض المختلفة.
عند تعاطي المهدئ لفترات طويلة يعتاد الجسم عليه ولا يقوم بالنتيجة المطلوبة فيبدأ المتعاطي في زيادة نسبة الجرعة بالتدريج حتى تصل به إلي أن من الممكن أن يتناول شريط كامل يوميا حتى يحصل على الشعور المطلوب وهذا ما يسمى بالإدمان وهذه تعد من أخطر المراحل التي يصل إليها الإنسان في طريق المهدئات فتتدرج من تعاطي إلى إدمان حيث أنه لا يستطيع الاستغناء عن المهدئات.
عند وصف المهدئات من جانب الأطباء تكون علي حسب معايير معينة يتبعها الطبيب فيحرص الأطباء على وصف نسبة بسيطة ولفترة قصيرة وأن لا يتجاوز المريض هذه الحدود حتى لا يدمن علي هذه الأنواع من المهدئات والمسكنات القوية فيمرض بعد الشفاء من مرضه بما هو أخطر وهو مرض الإدمان ..
من الأضرار الناتجة عن العقاقير المهدئة
أثبتت الأبحاث العلمية في هذا المجال أن الأشخاص الذين يلجئون لاستعمال هذه الأنواع من العقاقير يعانون من تعب شديد واحتمال حدوث غثيان، وهذه الأعراض يتم تمييزها بسهولة كبيرة بعد الشروع في تناول المهدئات، وهذا يكون خصوصًا عند تناول جرعة كبيرة منه يصاب المريض بالدوار والصداع وتشوش الذهن، ويعاني بعض من اضطراب الذاكرة والانتباه والتركيز؛ مما يسبب عدم القدرة على القيام بالأعمال التي تلزمها المهارة والتركيز مما ينصح عدم الاستمرار في مثل هذه الأعمال التي تحتاج التركيز والانتباه مثل العمل على الآلات أو التعامل مع الأجهزة الكهربائية وقيادة السيارة لما قد يحدثه من مخاطر وأضرار بنفسه وغيره من الأشخاص المحيطين.
كما أنه من الممكن أن تحدث استجابة عكسية من تناول بعض العقاقير المهدئة أي أن هذه العقاقير المهدئة قد تسبب التهيج والتوتر النفسي وشعور سريع بالضيق والميل إلى العنف، وقد تصل إلي الاعتداء علي الأشخاص الآخرين بدلا من النتائج المرجوة من تناولها، وهو المفعول المهدئ لهذه العقاقير وما من الممكن أن تؤدي له من ارتكاب الجرائم وما تصنف في القانون “جنحة ” أو أفعال غير قانونية أخرى.
كما أن زيادة تناولها قد تصيب الشخص بضيق في التنفس وذلك في حالات الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الجهاز التنفسي المزمن مثل ” التهاب القصبات والأمفيزيما”، وقد تؤدي لزيادة الوزن في بعض الحالات، ومن الأمراض المصاحبة لتناول المهدئات لفترة طويلة وما أكدته الأبحاث العلمية أن الاستخدام طويل الأمد لحبوب القلق والأرق (المهدئات) قد تحدث له مضاعفات ويؤدي للإصابة بمرض الزهايمر، وزيادة على ذلك أن تعاطي أدوية البنزوديازيبين التي لها تأثير كبير وتعتبر أنها من المهدئات الفعالة والتي يستمر تأثيرها لمدة ثلاثة أشهر وقد يستمر مفعولها لفترة أطول قد تزيد هذه الأدوية من احتمال الإصابة بمرض الخرف وقد ثبتت بنسبة 51%، وما يوصي به الأطباء طبقا للدراسات التي أقيمت أن المدة التي لا يجب أن يتعداها المريض في تناولها مدة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعًا ليس أكثر من ذلك.
من الأعراض الجسمانية التي تصيب مدمني المنومات
” بطء الحركة، الترنّح، ثقل اللسان، الدوخة، واهتزاز العينين، رعشة اليدين، الإمساك، هبوط ضغط الدم، الضعف الجنسي في الذكور، اضطرابات العادة الشهرية في الإناث، ويشكو مُدْمِنُ المُنَوّمات من نوبات التعتيم مثل: مدمن الخمر”.
ولذلك علينا أن نكون حريصين عند استخدام المنبهات وأن الإفراط في تناولها يسبب الإدمان وتصيب الشخص بالعديد من الأعراض الجسمانية.