قطار الانتكاسة – وأسباب العودة للادمان

التعافي و العلاج من الادمان أشبه بعملية بناء بيت، ومن ثم يجب أن يتم بذل الكثير من المجهود فيه، ويحتاج إلى وقت وتركيز وأمانة

شديدة في كل مراحل العلاج من أجل أن يستطيع المتعافي المعيشة فيه المتبقي من عمره وهو في راحة. ولو انتكس

المتعافي بعد العلاج ، فإن هذا البيت يُهدم، وهناك أسباب محددة لهدم هذا البيت:

1) إما أن هذا البيت تم بناءه بطريقة خاطئة والمعنى أن برنامج التعافي الذي أخذه المتعافي كان خاطئاً.

2) أو أن المتعافي لم يبذل في البرنامج العلاجي مجهوداً جيداً.

3) السبب الثالث أنه لم يقم بعمل صيانة لهذا البيت، ومن ثم بدأ البيت يتكسر شيئاً فشيئاً حتى وقع البيت بكامله ، و انتكس الشخص المتعافي.

مراحل عملية الانتكاس والعودة للادمان:

الانتكاس له مراحل كثيرة، ولكنها عكس مراحل التعافي تماماً ، لأن الحقيقة الوحيدة هي أن التعافي لا يأتي صدفة، وأيضاً الانتكاسة

لا تأتي صدفة. ولنشبه عملية الانتكاس بعربات قطار، والذي نسميه قطار الانتكاسة السريع.

قبل وصول المتعافي للانتكاسة، يظن أن هذا القطار يمشي في الاتجاه الصحيح، ولكن في حقيقة الأمر أنه يتجه بكل سرعته إلى

الهاوية أي الانتكاس، والمتعافي لا يشعر لأنه يكون في حالة من الانكار.

العربة الأولى في قطار الانتكاسة والعودة للادمان هي العلاقات الغير صحية مثل:

1) البعد عن الأسرة والأهل والعودة مرة أخرى للوحدة والعزلة

2) الاستغلال سواء العاطفي أو المادي أو الجسدي للآخرين.

3) البعد عن الأنشطة الاجتماعية.

4) الاندماج في علاقات حميمية غير شرعية.

5) العودة مرة أخرى لأصدقاء السوء والمتعاطين.

العربة الثانية في قطار الانتكاسة والعودة للادمان هي البعد عن الروحانيات مثل:

1) البعد عن العلاقة بالله سبحانه وتعالى سواء بالصلاة أو الدعاء

2) الأذى المباشر أو غير المباشر الذي يسببه للآخرين أو لنفسه.

3) ضعف مهارات التأمل اليومي سواء أثناء البرنامج أو في الحياة بعد ذلك.

4) عدم الحفاظ على المبادئ الشخصية الثابتة في كل المواقف.

العربة الثالثة في قطار الانتكاسة والعودة للادمان هي سوء إدارة الحياة ولخبطة الأولويات مثل:

1) عدم القدرة على التوازن بين الحقوق والواجبات الملزم بها سواء تجاه نفسه أو تجاه الآخرين.

2) عدم انتظام اليوم بشكل طبيعي أي النوم لفترات طويلة أو العكس ، والأكل الكثير أو العكس.

3) عدم إدارة الأمور المادية والتي تؤدي إلى إفلاسات مستمرة.

4) لخبطة الأولويات والانشغال بالحياة، أي أنه من الممكن أن ينشغل بالحياة وتتراجع عنده أولوية التعافي ويترتب عليها عدم القيام بالالتزامات اليومية لبرنامج التعافي.

العربة الرابعة في قطار الانتكاس والرجوع للادمان هي التخلي عن مهارات التعافي المكتسبة خلال فترة العلاج مثل:

1) عدم طلب المساعدة من الآخرين، والعودة مرة ثانية لتكوين أسرار وحياة سرية.

2) عدم توكيد الحقوق للتعافي وإهمال محاذير برنامج منع الانتكاس.

3) التخلي عن برنامج الـ 12 خطوة العالمي والتوقف عن ممارسة الخطوات.

4) عدم استخدام أدوات التعافي التي تعلمها في برنامج التأهيل، والعودة مرة ثانية للحلول الفردية المزاجية.

العربة الخامسة في قطار الانتكاسة والعودة لادمان المخدرات هي الانجراف وراء العيوب الشخصية مثل:

1) عدم القدرة على التعامل مع المخاوف الناتجة عن الضغوط سواء كانت هذه الضغوط لأسباب اجتماعية أو مادية أو جنسية أو عاطفية،

وبالتالي يتم اتخاذ قرارات خاطئة نابعة من هذه المخاوف.

2) الاستياء المستمر والغضب المبرر وغير المبرر لأبسط الأمور.

3) رفض الواقع والآخرين.

4) الرجوع مرة أخرى لدور الضحية وتبرير الأخطاء والإسقاط على الآخرين.

5) التكبر الزائف والتفاؤل والثقة المبالغ فيها.

العربة الأخيرة في قطار الانتكاسة والعودة لادمان المخدرات هي العودة إلى أخطاء التفكير مثل:

1) البحث عن حلول سريعة وغير منطقية لمجرد أنها سهلة ، ولا يوجد مثابرة ولا إصرار على تحقيق الأهداف الحياتية سواء في العمل

أو في الدراسة.

2) استخدام لغة المشاعر والأحاسيس كمصدر للتصرفات.

3) الرجوع مرة أخرى لأماكن التعاطي سابقاً أو حتى أماكن الخمور

4) الميل للإشباع الفوري وضعف القدرة على تأجيل اللذة.

5) عدم القدرة على تحمل الآلام والتعب من أجل النجاح في الحياة.

6) استخدام الأدوية دون الرجوع للمختصين في التعافي.

7) العودة مرة أخرى لميكانيزمات المكافئة الخاطئة مثل أن يكافئ نفسه على النجاح في الدراسة مثلاً بتعاطي المخدر.

8) الاحتفاظ بأدوات وأشياء تخص التعاطي، وبالتالي ستكون مصدر متجدد لأفكار التعاطي وستؤدي في يوم من الأيام للتعاطي الفعلي.

9) العودة لأسلوب الحياة القديم ظناً منه أنه ليس له علاقة بالتعاطي، ولكن في الحقيقة العودة لأسلوب الحياة القديم مؤشر لقرب

عودته للتعاطي مرة أخرى.

لو لم يتنبه المتعالج ومن حوله لتلك العلامات المؤدية للانتكاس والعمل بأسرع وقت على تغييره سلوكياً وروحانياً في وقت مبكر

فسوف يؤدي ذلك إلى الانتكاس فعلياً وستؤدي للرجوع مرة ثانية لتعاطي المخدرات والسقوط في الهاوية.