أصبح تعاطي المخدرات بين الشباب من إحدى المشكلات الصعبة التي تواجه العديد من المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، وهذا الوباء الذي ينتشر بين الشباب بصورة سريعة يتواجد في العديد من الأماكن مثل حرم المؤسسات الأكاديمية، وبيوت الشباب، حيث يتعاطى الشباب بداخلها المواد المخدرة، على الرغم من استخدام المخدرات لفترة طويلة في العلاج لبعض الأمراض ولكنها من المعروف أنها سلاح ذو حدين في مثل هذه الحالات.
والإنسان في مرحلة المراهقة وهي المرحلة الحساسة في حياة كل إنسان يأخذ كل شيء ببساطة ومن السهل أن يسير في الاتجاه الخاطئ ويشعر بالراحة لتعاطي المخدرات حتى وإن كان يستعملها للشكل العام والمظهر الخارجي فقط أو لمجاراة الأقران، والمخدرات مصطلحات يتم تداولها بين الشباب بالعقاقير المخلصة من الآلام.
هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع المراهقين إلي تعاطي المخدرات ويمكن إرجاع هذه الأسباب إلى:
- الإغراءات: وذلك من خلال ما يشيعه الأصدقاء عن النشوة والسعادة والتي يسببها تعاطي المخدر، ومحاولة جر صديقهم إلى ذلك المستنقع من خلال حثه علي التجريب، كما أن نقص الحب الأبوي الكافي و الرعاية يدفع بهؤلاء الشباب نحو هذا الطريق، في العائلات الحديثة كلاً من الوالدين مشغول بعمله و غير قادرين على الحصول على وقت ممتع مع أولادهم، والنتيجة أن يشعر الأطفال بالضيق والوحدة.
- لقد كشفت دراسات أن العديد من الشباب الذين يتعاطون المخدرات التي تستخدم في وسائل الإعلام، لا يرون أن تعاطيهم لها بالأمر الكبير، ولا يزال استخدام المخدرات يُعرض بشكل كبير على وسائل الإعلام وتراقبه عيون المراهقين.
- المخدرات فرصة للهروب من الواقع المرير: إن الرغبة في الحصول على سعادة أو لذة وهمية أو زائلة تساعده علي الهروب من الواقع الذي يعيشه فسنوات المراهقة هي فترة اكتشاف الذات؛ لذا تكون تلك الأوقات معقدة ومربكة في حياة المراهق، ينبغي على الكثير من الشباب التصدي للمشاكل الأسرية وصراعات الصداقة ومشكلات المدرسة والقائمة تطول وتطول، لذلك يظهر تناول المخدرات كحل قصير الأمد، قد يُكوّن مشكلة طويلة الأجل.
- التقليد الأعمى: الكثير من الشباب يرغبون في أن يحظوا بالكثير من الأصدقاء والشعبية؛ لذا فإن هذه الرغبة القوية في القبول يمكن أن تدفع الشباب نحو تناول المخدرات بقوة خاصة أولئك الشباب الذين يفتقدون الثقة في النفس.
- التمرد: عندما يشعر المراهقون أنهم محاصرون بالضغوط الأبوية، فمن المألوف أنهم سيتمردون، وذلك التمرد قد يكون ثمنه باهظًا، فعندما يتمرد المراهق، فإنه يغذي غضبه الداخلي اللاواعي، ذلك الغضب يحفزهم على المضي قدمًا وعمل ما يرغبونه وعدم التفكير في العواقب، المحزن هو أن المراهقين المتمردين قد ينجذبون نحو المخدرات التي بدورها تُغذي ذلك الغضب الكامن لديهم.
معظم المراهقين الذين يقعوا في شباك الإدمان في هذه المرحلة من حياتهم يستمرون إلى الأبد في هذه المهزلة الحياتية مما يغير وضع حياتهم الاجتماعية والنفسية والأسرية، وإعادة التأهيل مرة أخرى في هذه المرحلة لا يجب أن تكون بشكل تطوعي من المجتمع المحيط به ولكن على المجتمع النهوض لحل هذه المشكلة حلًا جذريًا من خلال عرض المراهق المدمن على أحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة في العلاج؛ لأنه من المعروف والطبيعي أن الأسرة وحدها غير قادرة على العودة بالمدمن مرة ثانية إلى الحياة الطبيعية التي كان يأمل أن يعيشها قبل الإدمان.
ولذلك علينا التوضيح بأن الإدمان ظاهرة مدمرة لحياة الشباب والمجتمعات معًا والسبيل الوحيد للوقوف في وجه هذا الخطر الداهم هو توحيد الصفوف والتوعية المستمرة لأبنائنا وشبابنا بالحرص والاحتياط من هذا الخطر.