ما هي مدة العلاج من الادمان، وهل هناك عوامل مؤثرة عليها، وهل سيستطيع المريض إتمام كل هذه المدة؟ كل هذه أسئلة تراود مدمني المخدرات الراغبين في العلاج، ولكن تساورهم المخاوف تجاه مدة العلاج وطولها.
سنوضح لكم من خلال هذا الموضوع ما هي العوامل التي تحدد مدة العلاج من الإدمان، وما هي العوامل التي تؤثر على مدة علاج مدمن المخدرات، والبرامج الزمنية المتبعة للعلاج في المستشفى.
ما هي العوامل التي تحدد مدة العلاج من الإدمان؟
مدة علاج مدمن المخدرات تختلف حسب الحالة الصحية لكل شخص، وحسب مناسبة البرنامج العلاجي للشخص، وتنوع هذه البرامج، وحسب نوع المخدر أيضاً والمدة الزمنية التي تم التعاطي فيها، والكمية التي تم تناولها منذ بداية الإدمان.
ويمكن سرد العوامل المؤثرة على طول مدة علاج الإدمان من خلال هذه النقاط:
- درجة الإدمان ومدى شدته
- الجرعة التي يتم تناولها يوميا
- نوع المخدر الذي تم تعاطيه، فكل مخدر له أعراضه الانسحابية، وتختلف مدة بقائه في الجسم عن باقي الأنواع، بالإضافة لأن كل مخدر له أعراض جانبية من أمراض نفسية وجسدية مختلفة عن الأنواع الأخرى، والتي من شأنها إعاقة وصعوبة عملية العلاج وبالتالي زيادة المدة المقررة للعلاج
- مدة الإدمان على المخدر، فكلما طالت هذه المدة كلما استغرق العلاج وقتاً أطول، وكلما كانت مدة الإدمان أقصر قل اعتماد الجسد على المخدر مما يسهل عملية الشفاء
- الحالة الصحية للمريض، فإذا كان مصاباً بأمراض نفسية أو جسدية ناتجة عن الإدمان على المخدرات، فإن هذا يعني أن مدة العلاج ستطول للتخلص من هذه الأمراض، وبالتالي يحتاج الكبد لفترة علاج أطول حتى يتمكن من تطهير الجسم من السموم العالقة به، خاصة إن كان يعاني من خلل في إحدى الوظائف التي يقوم بها
- عمر المريض من العوامل المؤثرة أيضاً على مدة علاج إمان المخدرات، فكلما كان المريض صغيراً في السن، كان قادراً أكثر على الشفاء من الإدمان في مدة قصيرة، وذلك لأن الجسم في عمر الشباب لا يزال قادراً على أداء وظائفه والتخلص من السموم بشكل أسرع من كبار السن
- وزن المريض كذلك يؤثر على مدة علاج الإدمان، فتراكم الدهون داخل الجسم يجعله أكثر قدرة على امتصاص وتخزين السموم، مما يعني بقاء المخدرات في الجسم فترة أطول، وسيواجه المريض حينها صعوبة في التخلص منها أكثر من أي مريض آخر.
- استجابة المريض للعلاج، من أهم العوامل المؤثرة على تحديد مدة علاج الإدمان، فكلما كانت استجابة المريض سريعة وكان متعاوناً أكثر في مراحل العلاج المختلفة، كلما ظهر التحسن عليه بوضوح سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي، وبالتالي تقل المدة التي يحتاجها للعلاج من الإدمان.
بالإضافة لهذه العوامل، فإن علاج إدمان المخدرات يمر بالعديد من المراحل، ولكل مريض برنامج علاجي مختلف عن الآخر، وسنعرض لكم بالتفصيل المدة الزمنية لكل برنامج علاج وفقاً الي مستشفى دار الشفاء لعلاج الإدمان:
- برنامج لمدة 30 يوم:
ويكون هذا البرنامج مخصص لتطهير الجسم من السموم وعلاج الأعراض الانسحابية التي يمر بها المريض نتيجة توقف تعاطي المخدر، والمضاعفات التي قد تحدث في هذه المرحلة بسبب تلك السموم
ومميزات هذا البرنامج أنه يعتبر بداية رائعة لرحلة العلاج، حيث يمكن من خلاله معرفة ما إذا كان يجب على المريض الاستمرار في برنامج مدته أطول أم لا.
كما أن هذا البرنامج يساعد المريض في التغلب على أي أعراض انسحابية جسدية، ويمنح للمريض الفرصة على حماية نفسه من التعرض للانتكاسة، وسيتم من خلال هذا البرنامج تحديد مسار العلاج الأفضل والأنسب للمريض.
- برنامج لمدة 60 يوم
وهو البرنامج المخصص لسحب السموم من الجسم، ومعرفة الأسباب التي أدت بالمريض إلى الإدمان ودراستها.
ويعمل هذا البرنامج على تطهير الجسم من السموم، وعلاج الأعراض الانسحابية لها، وأيضاً تقديم الدعم النفسي للمريض من خلال جلسات العلاج النفسي الفردي والجماعي، ودراسة أسباب الإدمان منذ البداية وهل هو مرض أم سلوك انحرافي.
ويتميز هذا البرنامج بأنه يمنح المريض المزيد من الوقت للتخلص من الكحول والمخدرات تماماً، وتبديل سلوكياته السيئة بعادات إيجابية وصحية، وتعليمه كيفية المواظبة عليها لمساعدته في بناء صحته مرة أخرى.
- برنامج لمدة 90 يوم
وهذا البرنامج مخصص لسحب السموم من الجسم وتطهيره، وعلاج الأعراض الانسحابية، وعلاج أسباب الإدمان، وأيضاً التأهيل النفسي والاجتماعي لمعرفة كيفية التعامل مع أسباب الإدمان وتغيير سلوكيات المريض تجاهها.
على الرغم من طول مدة هذا البرنامج، لكنه يعتبر الأفضل، حيث يضمن نجاح المريض في الشفاء التام، وكذلك يضمن حمايته من خطر الانتكاس مرة أخرى، حيث يتم تأهيل المريض نفسياً وسلوكياً باستخدام برامج علاجية نفسية مثل برنامج العلاج الجدلي وبرنامج العلاج المعرفي السلوكي وغيرهم.
- برامج علاجية طويلة الأمد
وهذه البرامج هدفها استمرار العلاج حتى بعد الخروج من المستشفى ومتابعة المريض خارجياً لوقايته من خطر الانتكاس.
- برنامج الرعاية بعد العلاج Half Way
هذا البرنامج يعد اختياري، فقد يحتاج المريض الدخول في هذا البرنامج بعد إتمام عملية شفائه ليقوم بالاختلاط والمعايشة مع أشخاص متعافين تماماً من إدمان المخدرات، بمكان تتوافر به جميع سبل ووسائل الترفية، مع الإقامة الفندقية على أعلى مستوى، ليستمتع المتعافي بحياته بعد انتهاء العلاج، ويتعلم كيفية التعامل مع حياته الطبيعية مرة أخرى.
كل هذه البرامج يتم الاختيار من بينها حسب حالة المريض، والتغييرات الحاصلة في جسده ومدى قابليته للعلاج، ونحن في مستشفى دار الشفاء ننصح باتباع برنامج علاجي طويل المدى لحماية المريض من الانتكاس بعد العلاج.
ما هي العوامل التي تساعد على تقليل مدة علاج الإدمان داخل المستشفى ؟
هناك عدة عوامل تنصح بها مستشفى دار الشفاء مرضاها لتساعدهم في تقليل مدة علاج الإدمان بشكل كبير، وتسهيل رحلة العلاج وتقصير مدتها للمريض، وأهم هذه العوامل هي:
- عدم المحاولة للوصول أو تعاطي أي مواد مخدرة على الإطلاق خلال رحلة العلاج، حتى لا تتدهور الحالة الصحية أكثر وبالتالي تحتاج لفترة زمنية أطول في العلاج
- التزام المريض بكل خطوات العلاج واتباع تعليمات الأطباء بدقة، هذا الأمر أيضاً يساهم في تسريع عملية الشفاء
- الدعم من الأسرة والأصدقاء ومساندة المريض تحفزه على إتمام العلاج بكل خطواته وتخطي مراحله بسرعة
- الإسراع في اللجوء لمستشفى علاج الإدمان، فكلما قلت مدة التعاطي، قل تأثير المخدر على صحة المريض، وبالتالي قلت مدة الإدمان، مما يزيد من فرصة إتمام العلاج بشكل أسرع.
- اللجوء للمستشفى المناسب، ونرشح لكم في هذه الحالة مستشفى دار الشفاء لعلاج الإدمان لوضع البرنامج العلاجي المناسب لحالة المريض، دون الخوض في تجارب علاجية أخرى خاطئة. هذه الخطوة أيضاً تقلل من مدة العلاج.
الخلاصة أنه مهما طالت مدة العلاج فهذا لا يستوجب الشعور باليأس من الشفاء، بل يجب الاستمرار في العلاج بنفس الإرادة والقوة حتى تتم عملية الشفاء بنجاح، وفي حالة الحاجة لتحديد البرنامج العلاجي المناسب لحالتك نرجو منك التواصل معنا في مستشفى دار الشفاء لعلاج الإدمان، لوضع البرنامج المناسب حسب حالتك الصحية، وإتمام العلاج في سرية تامة.