تحسن المهارات الاجتماعية من ردود افعال الانسان خلال حياته اليومية، وهو ما يطلق عليه (الذكاء الاجتماعي)، وهو ضروري جدًا لتحسين كفاءة الفرد النفسية، وتسهيل طرق الوصول للأهداف.
والذكاء الاجتماعي هو مهارة نفسية أول من تحدث عنها هو عالم النفس الأمريكي ادوارد لى ثورندايك، عام 1920، وعرفه بأنه قدرة الانسان على التصرف بحكمه في العلاقات الانسانية، اما العالم المعاصر دانيال جولمان، فأشار الى ان الذكاء الاجتماعي شديد الارتباط بالذكاء الوجداني لأن المشاعر لا تولد الا في إطار العلاقات، وادارة المشاعر ليس لها قيمة الا من خلال تأثيرها المتبادل على العلاقات.
ومن ضمن المهارات الاجتماعية التي يحتاج الانسان الى تعلمها للاستفادة منها في عيش حياة سوية ومتوازنة بجانب اهميتها في تحقيق الاهداف والمساعدة على الوصول اليها هي مهارات الانصات، النقاش المتفتح، الاستمرار في الحوار الفعال، عمل صداقات جديدة والمحافظة عليها، طلب المساعدة من الاخرين، الاعتذار، ومهارة العتاب وتصفية النفس والتسامح المتبادل.
وفيما يتعلق بمهارة الانصات الى الاخرين لابد للإنسان ان يحرص على الحضور الاجتماعي والانتباه، لأنهما من اساسيات بناء العلاقات الصحية، وقد يحتاج الحضور الوجداني او ما يطلق عليه في علم النفس (المواجدة) الى مجهود وتدريب الشخص لنفسه عليه في البدايات. ومن ضمن ادبيات الانصات مواجهة الانسان لمن يحدثه، واعطاء واظهار الاهتمام لكلامه، بالإضافة الى عدم مقاطعته، والتفكير وتحليل كلامه.
ومن الصعب على الشخصيات الخجولة والانطوائية الانخراط في نقاش متفتح، حيث يكون الحوار بداخلهم ولا يستطيعون اخراجه، وبداية الحوار هي بداية الزمالة، ومن الممكن ان تكون بداية الصداقة، وبداية الحوار ايضًا من اساسيات اقامة العلاقات المثمرة، والتي من الممكن ان يستفيد منها الفرد فى تحقيق اهدافه والوصول اليها. ومن ضمن اسس هذه المهارة هو فهم الشخصية التي يتحدث الانسان اليها بطريقة براجماتية، حيث يساعده ذلك على استنباط الاسلوب الامثل للحوار معه.
ومهارة الاستمرار في الحوار الفعال تحتاج الى عدم تردد الفرد او خجله من التحدث في الموضوعات المختلفة مع ربطها ببعضها دون ان يلاحظ الانسان المقابل بالفروق الموجودة بين بدايات ونهايات مختلف الموضوعات، بالإضافة الى عدم خوفه من حكم الاخرين عليه.
وبالنسبة لمهارة عمل الصداقات والحفاظ عليها، فهناك بعض الاشخاص الذين يحبذون الصداقات القليلة ولكن العميقة، وهناك اخرين يفضلون الصداقات الكثيرة دون الاهتمام بعمق ومتانة هذه الصداقات، وهو ما يحدده ذكائهم الاجتماعي ومهاراتهم الشخصية. فهناك طباع شخصية تجعل من كسب الصداقات وبناء العلاقات مع الغير امر سهل بالمقارنة مع غيرهم، ولكن يمكن تعزيزها ولو بقدر بسيط عن طريق التواجد في اماكن التجمعات، مثل النوادي، الاماكن الثقافية، ودور العبادة، بجانب ضرورة وجود نشاط اجتماعي ثابت، مع المحافظة على بشاشة الوجه وعدم التكلف.
ولا يستطيع الانسان ان يعيش وحده في هذه الحياة دون مساعدة من الاخرين، ولكن هناك من يجدون صعوبة فى طلب المساعدة. ومن ضمن الاسباب التي تجعل الانسان يجد صعوبة في طلب المساعدة من الاخرين الدونية، الكبرياء، والاعتقاد بأن الشخص الضعيف هو فقط من يطلب المساعدة من الاخرين، ويجب على الانسان السوي ان يدرك جيدًا ان المساعدة هي جزء اصيل من حقوق الناس تجاه بعضهم.
وسادس مهارات الذكاء الاجتماعي هي مهارة الاعتذار، فالكل يخطئ، والكل مطلوب منه ان يعتذر، والاعتذار يشترك مع طلب المساعدة من الاخرين في انه يحتاج من الانسان ان يتعامل مع مشكلة الكبرياء او الدونية التي قد توجدا بداخله. والاعتذار يساعد على تقوية العلاقات بين الناس، وهو لا يعنى تغيير المواقف او التنازل عن المبادئ، وهو اعتراف بالخطأ، دون تغيير الآراء والمعتقدات لإرضاء الناس.
واخر مهارة في مهارات الذكاء الاجتماعي، هي مهارة العتاب، فمن السهل على الانسان ان يتغاضى عن الاساءة، او يلوم ويهاجم المتسبب فيها، ولكن من الصعب عليه ان يعاتب الشخص الذي قام بهذا التصرف، دون ان ينجرف الى الهجوم عليه او قطع العلاقات معه.
ومن ضمن مهارات استخدام العتاب، هي اختيار الزمان والمكان المناسبين لمعاتبه الشخص المسيء، مع اظهار نوع من التسامح تجاهه، واحتوائه لنقل الشعور اليه.