يعتبر النيكوتين مركبًا عضويًا شبه قلوي وسام جدًا يوجد في الطبيعة، وخصوصًا في نبات التبغ، ولذلك فهو السبب الرئيسي في إدمان السجائر لدى المدخنين.
ويلعب النيكوتين دورًا مهمًا في إقبال الكثيرين على التدخين، فكميات صغيرة منه يمكنها تحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي للإنسان، مما يؤدي لارتفاع في ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب.
ويُقلل النيكوتين من شهية الإنسان، وهو موجود كذلك في الطماطم، البطاطس، الفلفل الأخضر، والباذنجان وأيضًا في أوراق نبات الكوكا.
وتستخدم الكثير من البرامج العلاجية الخاصة بعلاج إدمان النيكوتين التقنيات السلوكية والعقلية لكي تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
والهدف من العلاج بالطريقة السلوكية هو تغيير نمط الحافز وكذلك رد الفعل لدى المدخن والذي يدفعه إلى التدخين، أو تقديم مكافأة للشخص عند عدم التدخين وتعليمه كيفية تجنبه، ويطلق على هذه الطريقة العلاجية أيضًا (التعلم الإجرائي ــ التعلم الاجتماعي)، حيث يتم خلالها تشجيع المدخنين على إيجاد وسائل وأساليب أخرى لإشباع الرغبات التي تم إشباعها مسبقًا عن طريق التدخين ومراقبة أنفسهم للمثيرات و للمحفزات التي تدفعهم إلى إجراء عملية التدخين.
واستراتيجيات حل المشاكل والتمرن على المهارات الاجتماعية ومنع الانتكاسة والسيطرة على التوتر يساعد على التغلب على إغراءات التدخين، حيث يتم تدريب المدخنين على أن ينشغلوا بأشياء أخرى. فمن الممكن أن يصرفوا إنتباههم عن التدخين بواسطة ممارسة الرياضة، أو حتى الاسترخاء عندما يشعر الشخص بالرغبة في التدخين، ومن المفضل أيضًا على الشخص المدمن عدم تناول المشروبات الروحية تحت أي مسمى أو تأثير؛ لأن النسبة العالية من حالات الانتكاسة تحدث من خلال شرب الكحول.
ويوجد بعض المدخنين الذين يريدون أن يتوقفوا عن طريق المقاومة للرغبة التي تسيطر عليهم من خلال التعرض للظروف والمسببات التي تؤدي إلى تحفيز الرغبة في التدخين، وهناك آخرون يفضلون التجنب والابتعاد مطلقًا عن هذه الأسباب التي تسبب في إيقاظ الرغبة لدى المدمن مرة ثانية.
وهناك علاج نادر يلجأ إليه بعض الأشخاص وفيه يتم استخدام التدخين السريع والعميق الذي يؤدي إلى ربط التدخين بأحاسيس مزعجة مثل الدوار والغثيان.
وهناك طريقة أخرى من طرق العلاج وهي العلاج العقلي ومن خلالها يتذكر الإنسان الضغوط التي يتعرض لها من الإحباط واليأس والاكتئاب، وأيضا يتذكر أسباب التوقف عن التدخين وهو في حالات الضعف.
وتجنب الطريقة العقلية المدمن الوقوع في مرحلة اليأس في لحظات الانتكاسة وتطور لديه الشعور بالكفاءة الذاتية والثقة بالنفس وكذلك الثقة في القدرة على كبح جماح الرغبات كما يمكّنه هذا النوع من العلاج من منع حدوث فقدان للسيطرة وتثبيط العزيمة الذي من الممكن أن تُحول زلة إلى انتكاس دائم.
وقد أظهرت الأبحاث أن فاعلية الاستشارة تزداد كلما كانت مكثفة، كما أظهرت أن هناك فرقًا بين علاج الفرد والجماعة وبين الأنواع المختلفة للعلاج، والاستشارة التي يطلبها الفرد للتوقف عن التدخين تساعد في تقليل نسبة التدخين في كثير من المجتمعات، وهناك دراسات تحليلية أكدت أنه من الممكن أن تؤثر ثلاث استشارات طبية هاتفية على الفرد وتجعله يتوقف عن التدخين لمدة ستة أشهر مع إمكانية تزويد الشخص بالمواد النفسية والنصائح القصيرة.
وبجانب ما سبق فقد أثبتت الأدوية والاستشارات أيضًا فاعليتها في الحد من استخدام التبغ ومعالجته وكذلك في الحد من أضراره وأضرار النيكوتين، ولكن الدمج بين نظرية الأدوية والاستشارات النفسية يكون أكثر فاعلية من استخدام إحداهما دون الأخرى، والأبحاث أثبتت أن الأفراد الذين تمكنوا من القضاء على الإدمان والتدخين هم بنسبة كبيرة جدًا مَنْ استخدموا ودمجوا هاتين النظريتين.
ولذلك على الفرد الذي يدمن تدخين السجائر وقد تمكن منه النيكوتين وأثر عليه، ان لا يتردد في طلب النصيحة الطبية من المتخصصين، حيث ثبت يقينًا أن إدمان التبغ مرض يُمكن الشفاء منه.