يعتقد الكثير من مدمني مادة الكيميكال أن العلاج يعتمد فقط على التوقف عن التعاطي، واتباع النظام الغذائي السليم، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأعشاب بانتظام، ولكن بمجرد أن يواجه الأعراض الانسحابية الشديدة لهذه المادة، سيصبح مجبراً بعد فترة على التوقف عن العلاج، والعودة إلى تعاطي المخدر مرة أخرى.
ولأن علاج إدمان الكيميكال يحتاج إلى دقة وإشراف طبي عالي الكفاءة والخبرة، ولا يصلح بأي شكل من الأشكال أن يتم معالجته في المنزل لعدم أهليته في الإشراف الكامل على هذا النوع من البرامج العلاجية.
وقبل التعرف على برنامج علاج إدمان الكيميكال، ستقدم لكم في الشفاء رحاب نبذة عن ماهية الكيميكال، وما هي أعراض إدمانه، ثم سنسرد البرنامج العلاجي المتبع في المستشفى.
عناصر المقال
ما هي مادة الكيميكال؟
الكيميكال عبارة عن مادة يتم تصنيعها من مواد كيميائية شديدة الخطورة، وأغلبها يستخدم في الصناعات، ولا يتم استخدام أي من مكوناتها في الأغراض الطبية أو تركيب الأدوية بأي حال من الأحوال.
وهذه المواد لها مفعول شديد السمية على مخ الإنسان وجهازه العصبي، حيث يدخل متعاطيها في هلاوس متواصلة شديدة، ويفقد خلالها الإدراك تماماً، ثم يصاب بحالة من الهياج العصبي الشديد، ويزداد عنفه لدرجة تجعل منه خطراً على نفسه وعلى من يحيطون به. ونتيجة لهذه الهلاوس الشديدة، قد لا يتحملها مدمن الكيميكال ويصاب على إثرها بأمراض نفسية خطيرة، وقد تصل به إلى حد الإقبال على الانتحار.
ولهذا السبب تصنف الكيميكال بأنها أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق، لما تسببه من اضطرابات عقلية شديدة، ويتم وصفها من قبل بعض الأطباء والمتعافين من إدمانها بأنها السبب الرئيسي في زيادة نسبة المجرمين في المجتمعات الدولية، وصنفت من قبل منظمة الصحة العالمية بأنها أحد المؤثرات العقلية الأشد خطورة ويمنع منعاً باتاً حملها، تعاطيها، أو الاتجار بها.
شكل مادة الكيميكال والمواد الداخلة في تركيبها
شكل مادة الكيميكال يشبه البودرة أو الهيروين، حيث تظهر على هيئة مسحوق أبيض، ويطلق عليها الاسم التجاري “سبايس”.
ويدخل في تصنيعها حوالي 1500 مادة كيميائية، وتتخطى هذه المواد في خطورتها حوالي 20 ضعف خطورة باقي أنواع المخدرات.
ومن أمثلة المواد الداخلة في تصنيعها: الفسفور الأحمر، الأمونيا، حمض الكبريتيك، الأسيتون وغيرهم.
أعراض إدمان مادة الكيميكال
مدمن مادة الكيميكال غالباً ما يبدو على هيئة الشخص المضطرب عقلياً، لأنها تعمل على تلف خلايا المخ ومناطق الإدراك به، وتنقسم الأعراض التي تظهر على المدمن إلى قسمين:
أولاً: الأعراض الجسدية:
- الشعور الدائم بالإرهاق والإجهاد الشديد
- ارتعاش الأطراف بشكل مستمر
- انعدام التركيز والإدراك
- التشتت الذهني
- ضعف الذاكرة
- نوبات من التشنجات تشبه نوبات الصرع
- ارتفاع سرعة ضربات القلب
- ارتفاع ضغط الدم بشكل واضح
- الأرق الشديد وصعوبة الحصول على النوم لفترات طويلة
- إمساك، إسهال بشكل غير منتظم
- ضيق شديد في التنفس يصل إلى مرحلة الشعور بالاختناق
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل مستمر
- عسر الهضم وصعوبة تناول الطعام
- فقدان الوزن بشكل سريع
- الرغبة المستمرة في التقيؤ
- شعور مستمر بالغثيان
- التعرق الشديد
ثانياً: الأعراض النفسية:
- الانعزال والانطوائية الشديدة
- نوبات اكتئاب حادة
- عنف وعدوانية تجاه الآخرين
- الإصابة بالبارانويا
- الخوف الشديد من الموت
- التوتر والقلق المستمر
- الهياج العصبي الحاد
- الهلاوس المستمرة
جميع هذه الأعراض بالأخص النفسية، يمكنها بسهولة من تحويل الشخص إلى مجرم خطر على المجتمع، لهذا يجب علاج هذا النوع من الإدمان تحت إشراف طبي ونفسي ذو كفاءة عالية.
بروتوكول علاج إدمان الكيميكال المتبع في مستشفى دار الشفاء
وفقاً لمستشفى دار الشفاء لعلاج الإدمان، فإن بروتوكول علاج إدمان الكيميكال ينقسم إلى المراحل التالية:
المرحلة الأولى: مرحلة تمهيد المريض نفسياً وتشخيص حالته
في هذه المرحلة يجلس المريض مع استشاري نفسي على درجة عالية من الخبرة، يقوم فيها الاستشاري بشرح مراحل العلاج بالكامل للمريض، وتهيئته نفسياً لإتمام وتقبل العلاج، ومنحه الشعور بالطمأنينة من ناحية المستشفى وبأنه سيتوفر له كافة وسائل الراحة والترفيه خلال رحلته العلاجية.
بعد ذلك يتم تشخيص المريض من خلال مجموعة من الفحوصات الشاملة باستخدام أحدث التقنيات والأجهزة، لمعرفة مدى الضرر الواقع على حالته الصحية والنفسية جراء الإدمان، ومعرفة نسبة السموم بالدم، وقدرة جهازه المناعي في هذه الحالة.
المرحلة الثانية: مرحلة سحب السموم من الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية
يتم في هذه المرحلة تصفية وتطهير جسم المريض من السموم الناتجة عن إدمان الكيميكال، وذلك عن طريق التوقف عن التعاطي لفترة تقدر بمتوسط أسبوعين، قابلة للزيادة أو النقصان حسب حالة المريض..
ويواجه المريض في هذه الفترة الأعراض الانسحابية لإدمان الكيميكال، ويجب في هذه الحالة أن يتدخل الطبيب لمساعدة المريض، إما بالأدوية التي تساعده على تخطي هذه المرحلة، أو باستخدام الأعشاب الطبيعية لتقلل رغبته في العودة للتعاطي.
وننوه في مستشفى دار الشفاء على ضرورة وجود الإشراف الطبي في هذه المرحلة بالأخص، حتى لا يصاب المريض بأمراض جسدية ونفسية خطيرة أثناء مروره بالأعراض الانسحابية. وهو الأمر الذي تهتم به مستشفى دار الشفاء وتمنحه درجة عالية من الأولوية في علاج إدمان الكيميكال أو غيره.
ويمكن تلخيص الأعراض الانسحابية لإدمان الكيميكال في هذه النقاط:
- آلام شديدة في الرأس، والمفاصل والعظام بشكل عام
- الشعور بجفاف الحلق
- تكرر الإغماءات
- الاكتئاب الحاد
- الدخول في نوبات متكررة من القلق والهلع
- العنف والعدوانية الشديدة
- التقلبات المزاجية الحادة
- الدخول في نوبات تشنجية شديدة
- اتساع حدقة العينين
- ارتعاش الأطراف بشكل عنيف
- تعرق شديد
- تكرر حالات الاختناق وصعوبة التنفس
- اضطرابات شديدة بالجهاز الهضمي
- التقيؤ المستمر
- خفقان شديد وسرعة ضربات القلب
- عدم انتظام ضغط الدم
- الدخول في هلاوس شديدة قد لا يتمكن المريض من تحملها في حالة عدم توفر إشرف طبي
ويعود سبب شدة هذه الأعراض الانسحابية إلى تضرر الجهاز العصبي المركزي وكيمياء المخ بسبب المواد الداخلة في تركيب الكيميكال، ولهذا يجب التعامل معها بواسطة طاقم طبي احترافي متخصص في علاج الإدمان، وهو ما توليه مستشفى دار الشفاء أهمية كبرى عند اختيار أطبائها.علاج إدمان الكيميكال في 10 خطوات
- المرحلة الثالثة: مرحلة العلاج والتأهيل النفسي
مريض إدمان الكيميكال لابد أن يخضع لمرحلة علاج نفسي مكثف، لأن مدمني الكيميكال يصابون في الغالب بالعديد من الأمراض النفسية، مثل:
- الهلاوس السمعية والبصرية
- الفصام
- الوسواس القهري
- الرهاب
- القلق المرضي
- البارانويا
- الهلع
وجميع هذه الأمراض لها دور كبير في انتكاسة مريض إدمان الكيميكال، إن لم يتم اتباع العلاج المناسب لحالته.
- المرحلة الرابعة: تعديل سلوكيات المتعافي
أثناء مرور المريض برحلة الإدمان يكون قد اكتسب سلوكيات سلبية لها دور كبير في انهيار شفائه وانتكاسته بشكل مؤكد إن لم يتم تعديلها.
لهذا تقوم مستشفى دار الشفاء بتطبيق هذه المرحلة الهامة من العلاج، للتخلص من هذه السلوكيات والعادات السلبية الشاذة عن المجتمع، وإكساب المريض بدلاً منها مهارات وعادات اجتماعية سليمة، حتى يتخلص من الشعور بالددونية وانعدام قيمته والغربة عن المحيطين به.
وهذه المرحلة لا تقل أهمية عن باقي مراحل علاج إدمان الكيميكال.
- المرحلة الخامسة والأخيرة: المتابعة الخارجية
تهتم مستشفى دار الشفاء بمتابعة الشخص المتعافي من إدمان الكيميكال، حتى بعد خروجه من المستشفى، وذلك من قبل أطباء متخصصين لحماية المريض من أي انتكاسة، وكذلك لحمايته من المؤثرات التي قد تتسبب في عودته للإدمان مرة أخرى، وتنتهي هذه المرحلة بعد ان يصبح الشخص طبيعياً ويمارس حياته بكل إيجابية وهدوء.
يمكنك الآن التواصل مع مستشفى دار الشفاء التخصصي لعلاج الإدمان للتخلص من إدمان الكيميكال وآثاره، والعودة من خلالنا إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى، بعد إتمام جميع مراحل العلاج بالكامل في سرية تامة.