لعل من أكثر التحديات التي تواجه الكثير من دول العالم عموما وجمهورية مصر العربية تحديدا هو انتشار المخدرات بشكل كبير ووجود عدد كبير من المدمنين وهذا العدد يتزايد بشكل يومي، وقد ذلك الارتفاع الكبير في نسبة مدمني المخدرات إلى العديد من النتائج السيئة والتي تطفو بشدة على المجتمع المصري، ومن هذه النتائج ما يلي:
- انتشار العنف :
وذلك حيث أن مصر من أكثر الدول التي يظهر العنف وينتشر بين شبابها، ويظهر ذلك بوضوح في الشوارع والمنازل وفي كل مكان، ذلك حيث أن المواد المخدرة تحدث تأثيرا كبيرة على المخ، ذلك التأثير الكبير يؤدي إلى غياب العقل بشكل كامل كما أنه يؤدي إلى العصبية المفرطة، وذلك كثر العنف وزادت نسب الجرائم في الشارع المصري بشكل كبير.
- زيادة معدلات التحرش والاغتصاب في الشوارع :
حيث أن دراسات عالمية أكدت أن مصر من أعلى دول العالم ارتفاعا في نسب التحرش، وذلك يرجع إلى وجود عدد كبير من الشباب والمراهقين الذين يتعاطون المخدرات يوميا مما يؤدي إلى تغييب وعيهم.
- زيادة نسبة حوادث الطرق :
حيث أن الكثير من السائقين يتعاطون الحبوب المخدرة ويكونون تحت تأثير المخدر أثناء القيادة وبالتالي يعمل ذلك على حدوث الكثير من الأضرار والحوادث التي تودي بحياة العديد من الناس سنويا.
- انحدار المجتمع المصري وحدوث انخفاض شديد جدا في التنمية والانتاج :
ذلك حيث أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم وينهض وينافس الأمم الكبيرة بدون عقول أبناءه وسواعدهم، ولكن المواد المخدرة تعمل على قتل تلك العقول وتدميرها، وذلك يؤدي إلى دمار المجتمع بأكمله، ولذلك يجب على المجتمع بأكمله أن يمنع انتشار المخدرات بداخله.
إن تحديد مدة معينة لعلاج الادمان من المخدرات بشكل نهائي شيء لا يمكن أن يتم بدقة، وذلك لأن العلاج يكون على عدة مراحل، هذه المراحل تختلف من مدمن إلى آخر، ولا يمكن الجزم بوجود مدة معينة يكون فيها العلاج انتهى نهائيا .
ذلك لأن العلاج لا يقتصر فقط على المراحل الأولى الدوائية والنفسية والتي تتم داخل المستشفى، ولكن هناك مرحلة ما بعد العلاج، وهذه المرحلة تستمر لفترة طويلة جدا وفيها يقوم المدمن بالمتابعة الدورية مع الأطباء، حيث أنه عندما يكون لدى مدمن المواد المخدرة المتعافي استعدادا نفسيا وجسديا قوي لأن ينتكس مرة أخرى حتى بعد العلاج.
ولذلك فإن مرحلة ما بعد العلاج الدوائي والنفسى هي مرحلة هامة جدا تعمل على مساعدة المريض على تقليل فرص انتكاسات وعودته للمخدرات من جديد، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظهور عدة أنواع من المواد المخدرة يتم تداولها بين العديد من الشباب في جمهورية مصر العربية .
وذلك يرجع إلى عدة أسباب تدفع بهؤلاء الشباب إلى ادمان المواد المخدرة، ومن هذه الأسباب وأهمها على الإطلاق هي ارتفاع نسبه البطالة بين الشباب، تلك البطالة عملت على وجود وقت فراغ كبير لدى هؤلاء الشباب يستغلونه في أشياء ضارة .
إلى جانب أنها أدت إلى اصابتهم بالاحباط الشديد، ذلك الاحباط يؤدي بهم إلى الياس وعدم وجود أمل في مستقبل أفضل فيدفع بهم إلى تعاطي تلك المواد المخدرة والتي تعمل على تغييب بعقولهم إلى وقت معين .
وبعدها يكون الجسم قد اعتاد على وجود تلك المواد المخدرة فلا يستطيع الشاب أن يستغنى عنها، على الرغم من أن هذه المواد المخدرة تعمل على تدمير صحته بشكل كامل؛ فهي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي إلى جانب أنها تؤثر على العديد من أجهزه الجسم الأخرى.
وبعض المواد المخدرة مثل الهيروين مثلا تعمل على أن يفقد المدمن حياته إذا تعاطي جرعة كبيرة منها، كما أنها تحدث له أعراض انسحابية شديدة جدا ومؤلمة إذا امتنع عنها، ولهذا فإن العلاج من الادمان يكون أمرا حتميا حتى يستطيع هؤلاء الشباب أن يكملوا حياتهم بشكل طبيعي.
وأول وأهم خطوة في مراحل علاج الادمان هي اتخاذ القرار ذلك القرار يجب أن يتخذه المريض بنفسه وليس أحد من ذويه؛ ذلك لأنه إذا كان المدمن غير مقنع عن بأهمية العلاج من ادمان المخدرات فإنه لا يستجيب للعلاج ولا يلتزم به .
وربما يقوم بتعاطي المواد المخدرة أثناء فترة العلاج وذلك عن طريق تهريب مخدرة إلى داخل المستشفى التي يتلقى علاجه فيها، وذلك يؤدي إلى الانتكاسة وعدم وجود جدوى للعلاج .
في حين إذا كان قرار العلاج نابعا من المدمن نفسه ومن احساسه الشديد بخطورة ما هو قابع فيه من ادمان تلك السموم فإن ذلك يؤدي إلى أن يتم العلاج بصورة أسرع وأفضل.
بعد قيام المدمن باتخاذ قرار القيام بمعالجة الادمان فإن عليه أن يتجه إلى مستشفى متخصصة في علاج الادمان، هذه المستشفى يجب أن يكون لها باع جيد في مجال علاج الادمان، حيث أن علاج الادمان أمر ليس سهلا، إنما يحتاج إلى خبراء متخصصين.
يبدأ العلاج من مرحلة العلاج الدوائي والتي يتم فيها امتناع المدمن ومنعه عن تعاطي المواد المخدرة بشكل كامل، وذلك يؤدي بالضرورة إلى ظهور أعراض انسحابية عليه، ومن أمثلة هذه الأعراض الانسحابية فإننا نذكر .
الشعور بالألم الشديد في المفاصل وأجزاء متفرقة في الجسم، الى جانب الشعور بالاكتئاب وحالة نفسية سيئة جدا، كما أنه يشعر بالارهاق الشديد، إلى جانب إمكانية أن تظهر عليه هلاوس سمعية وبصرية بسبب ما قد تم تعاطيه من قبل من مواد مخدرة.
بعد تخطي مرحلة أعراض الانسحاب بمساعدة الأطباء وتقديم الأدوية المناسبة له، فإنه بعد ذلك يبدأ العلاج النفسي مع أحد الأطباء المتخصصين في إعادة تأهيل المدمن نفسيا حتى يتمكن من التكيف مع المجتمع و يعود إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي .
ولا يمكن تحديد مدة معينة يتم فيها علاج الادمان لأن كل حالة تختلف عن الأخرى ولها ظروف معينة، ولكن بوجه عام فإن علاج الادمان من المخدرات لا يمكن أن يقل عن 90 يوما ولا يزيد أيضا عن العام والنصف عام، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى اختلاف مدة علاج الادمان من مريض إلى آخر .
من هذه العوامل نوع المخدر الذي كان المريض يتعاطاه، إلى جانب حالة المدمن الصحية وحالته النفسية، إلى جانب سن المدمن، كل هذه العوامل وأكثر تؤدي إلى اختلاف مدة العلاج من مدمن إلى آخر.
بعد ان يتعافى المدمن تبدأ بعد ذلك مراحل العلاج ما بعد الادمان، في هذه المراحل يقوم المدمن بعلاج بعض الأمراض العضوية التي قد تكون اصابته بسبب ادمان المخدرات .
حيث أن ادمان المخدرات يعمل على ظهور الكثير من الأمراض العضوية، ثم بعد ذلك يجب على المدمن أن يتابع مع الأطباء من وقت إلى آخر حتى يتمكن من الحفاظ على نفسه والتأكد من عدم حدوث انتكاسة من جديد.
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان في مصر، كما أنه يتم استخدام عدة أدوية تساعد المريض في تقليل رغبته في تعاطي المخدرات مرة أخرى.
[sc_fs_multi_faq headline-0=”h2″ question-0=”ما هي مدة الرعاية بعد العلاج؟” answer-0=”تستمر مدة الرعاية بعد العلاج حوالي عام ونصف وهناك بعض الأشخاص اللذين يحتاجون إلى برنامج رعاية مدى الحياة وذلك لضمان التزامهم بحضور الجلسات وتأتي تلك المرحلة بعد سحب السموم والعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي. ” image-0=”” count=”1″ html=”true” css_class=””] [sc_fs_multi_faq headline-0=”h2″ question-0=”كم مدة علاج مدمن المخدرات في المنزل؟” answer-0=”لأن العلاج المنزلي يشكل مجازفة كبيرة وقد يعرض الشخص إلى خطر التعاطي أثناء مرحلة أعراض الانسحاب كما أنه يقلل من استجابة المريض، فإن العلاج المنزلي يستغرق فترة زمنية أطول عن العلاج في المركز والتي تتعدى ال6 شهور. ” image-0=”” count=”1″ html=”true” css_class=””] [sc_fs_multi_faq headline-0=”h2″ question-0=”هل سرعة تلقي العلاج تقلل من الفترة؟” answer-0=”بالتأكيد كلما تم علاج مدمن المخدرات بسرعة كلما استغرق فترة زمنية أقل عما إذا تم التأخر في علاجه وساءت حالته الصحية بشكل أكبر وبالتالي يستغرق فترة زمنية أطول. ” image-0=”” count=”1″ html=”true” css_class=””]