تستمر نسبة ادمان الكحوليات والخمور في الزيادة يوما بعد يوم، ويرجع الاقبال على تعاطي هذه الكحوليات إلى عدة أسباب تختلف من شخص إلى شخص آخر، ومن هذه الأسباب التي تؤدي إلى إقبال عدد كبير من الشباب والمراهقين إلى تناول الكحوليات ما يلي:
- عدد كبير من هؤلاء الأشخاص يتناولون الكحوليات حتى ينسوا وما يواجهونه من مشاكل، وهذه الرسالة الخاطئة قد وجهتها بعض المواد الاعلامية إلى الكثير من الشباب والمراهقين عن طريق الأفلام والتي أظهرت الكثير من ابطالها عندما يواجهون مشكلة ما يريدون نسيانها فإنهم يلجأون إلى الكحوليات والخمور يشربوها حتى بنسوا هذه المشكلة
- كما أن هذه المواد الاعلامية أيضا قد أظهرت للناس أن تعاطي الخمور والكحوليات يدل على الثراء وعلى المستوى الاجتماعي المتميز؛ ولذلك فإن الكثير من شباب المجتمع قد قلدوا ما شاهدوا في التلفاز والسينما دون التفكير في العواقب التي ستحدث لهم، ولذلك فإنه بجب أن تفرض رقابة كبيرة على ما يقدم من مواد إعلامية، حيث أن للاعلام وما يقدمه تأثير كبير جدا في تكوين عقول الشباب والمراهقين والأطفال أيضا، ولذلك فإنه من الواجب أن يتم التنويه والتحذير من خطورة تعاطي الكحوليات، حيث أن تناول الكحوليات سواء كان بكميات كبيرة أو كميات قليلة فإنه يؤدي إلى الإصابة بالكثير من الأعراض والأمراض، ومن هذه الأعراض التي يسببها تعاطي الكحوليات أعراض على المدى القريب وأخرى على المدى البعيد، ومن الأعراض التي تحدث على المدى القريب نجد الآتي:
- حدوث ضعف في قدرة ذلك الشخص على الإدراك.
- تصبح ردود أفعال ذلك الشخص مدمن الكحوليات بطيئة وضعيفة، ولذلك نجد أن السائقين الذين يقودون تحت تأثير الكحول يتسببون في حدوث الكثير من حوادث الطرق.
- يشعر مدمن الكحول بالغثيان بشكل مستمر.
- يصاب مدمن الكحوليات بتضرر في التناسق.
- يصاب مدمن الكحول بالصداع المستمر والألم الشديد.
- يحدث له فقدان في الوعي يستمر لفترات.
- يصاب مدمن الكحوليات بالقيء المستمر إضافة إلى حدوث وجود في الرؤية لديه والإصابة بثقل في اللسان.
وبالنسبة للأضرار التي تصيب مدمن الكحول على المدى البعيد فنجد التاني:
- يصاب الكبد بالعديد من الأضرار الكبيرة والخطيرة والتي بدورها تؤثر على وظائفه.
- تظهر الكثير من الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي وتؤثر على وظائفه، إلى جانب زيادة الاحتمال بأن يصاب ذلك الشخص بإلتهاب في كل من القرحة والبنكرياس.
- يصاب كل من الدماغ والجهاز العصبي بأضرار بالغة تؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الدماغ مما قد يؤدى إلى الإصابة بفقدان في الذاكرة، ويحدث كذلك نقص في إفراز الهرمونات إلى جانب حدوث تشويش في التفكير.
- تزداد احتمالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، واحتمالات الإصابة بسرطان في الثدي بالنسبة للنساء اللاتي يدمن الكحول.
- زيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية والإصابة بأمراض القلب.
- الشعور بالغضب الشديد بشكل مستمر إلى جانب الشعور بالاكتئاب.
وقد أكدت الدراسات والأبحاث التي أجريت في ذلك الصدد أنه عن تعاطي الكحوليات لفترة طويلة فإن ذلك يصبح ادمانا، هذا الادمان يؤثر بالسلب على صحة الإنسان وعلى حياته وقد يؤدي إلى وفاته، ولذلك فإنه من الواجب على مدمن الكحول أن يتجه إلى علاج ذلك الادمان من الكحول، وإذا لم يكن مقتنعا بعلاج ادمان الكحوليات فإنه يجب على الأسرة أن تقوم بتوجيه النصح والارشاد له حتى يقتنع بضرورة الاقلاع عن تعاطي الكحوليات وضرورة الذهاب إلى مستشفى خاصة بعلاج ادمان الكحوليات.
ويخضع علاج ادمان الكحوليات إلى عدة مراحل، هذه المراحل تختلف من شخص إلى شخص آخر من حيث مدتها، وتعتمد هذه المراحل على الفترة التي كان فيها هذا الشخص مدمنا للكحوليات، كما انها تعتمد على مدى استجابته ومدى الاستعداد الموجود لديه لتحمل الأعراض التي ستحدث له من جراء التوقف عن تعاطي الكحوليات، والخطوة الأولى والأهم في علاج الادمان من الكحوليات أو علاج الادمان من أي شيء تقريبا واحدة، وهي ان يكون هذا الشخص يريد فعلا أن يتوقف عن تعاطي هذه المادة ويريد أن يتعالج فعلا، حيث أنه عندما تكون هذه الرغبة الحقيقية في الشفاء والعلاج موجودة فإنه سوف يتحمل الكثير من الأعراض التي سيواجهها في طريق علاج للادمان، وبعد أن يمتلك الفرد هذه الإرادة فإنه يتوجه إلى المستشفى، وهناك في المستشفى يقوم الأطباء بمنعه من تعاطي الكحوليات.
وذلك التوقف عن تعاطي الكحوليات يتم بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ، ويستمر ذلك التدريج في التوقف عن تعاطي الكحوليات حتى يتوقف المدمن عن تعاطيها بشكل نهائي، وهنا تبدأ مرحلة تسمى مرحلة الديتوكس، وفي هذه المرحلة يقوم الأطباء بتقديم نظام غذائي معين للمدمن يساعد هذا النظام على طرد السموم من جسمه كما أنه يساعده على تحمل ما سيواجه من أعراض انسحابيه لأن في هذه المرحلة تبدأ الأعراض الانسحابية في الظهور، ومن الأعراض الانسحابية التي تظهر على مدمن الكحوليات عندما يتوقف عن تعاطي الكحوليات ما يلي:
- الشعور بألم شديد في الرأس وصداع مستمر.
- الاحساس بالغثيان بشكل مستمر.
- التعرق المستمر.
- وجود رغبة كبيرة في التقيؤ.
- الشعور بالقلق الشديد.
- حدوث تقلصات في المعدة.
- الإصابة باضطرابات في النوم وحدوث فقدان للتركيز.
- ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم كذلك.
بعد ذلك تأتي مرحلة العلاج النفسي، وفي مرحلة العلاج النفسي يقوم الأطباء النفسيين الموجودين داخل المستشفى بعدد من الجلسات النفسية مع المدمن، في هذه الجلسات يقوم الطبيب بمحاولة مساعدة المدمن على حل مشكلاته ومعرفة الدوافع وراء تعاطيه للكحوليات، كما أنهن يقومون بتبصرته وتوعيته بخطورة المواد الكحولية على صحته، وذلك حتى يضمنون أنه لن يعود إلى تعاطي الكحوليات مرة ثانية، وعندما ينهي المدمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي فإنه بذلك يكون قد تعافى من ادمان الكحوليات، وبذلك يمكنه مغادرة المستشفى.
المرحلة الثالثة في علاج ادمان الكحوليات هي مرحلة الحماية من حدوث الانتكاسات، وفي هذه المرحلة يقوم الأطباء بعقد جلسات للمدمن يأتي فيها المستشفى لمقابلة الأطباء ولكن على فترات متباعدة، إلى جانب أنهم يقومون بعمل جلسات مع أسرة المدمن ويتحدثون إليهم بشأن الأخطار والأضرار التى قد يتعرض لها المدمن في حال إذا لم يستطيعوا استيعابه نفسيا، حيث أنه من واجب الأسرة الوقوف بجانب المدمن المتعافي وتقديم الحب له حتى يشعر بالدفء الأسرى وحتى لا يشعر بالاحباط واليأس والحزن، أي أن أي مشاعر سلبية يتعرض لها وخصوصا في الفترات الأولى ربما تدفعه لتعاطي الكحوليات مرة أخرى.
كذلك فإن بعض الأطباء ينصحون المدمنين الذين قد تعافوا بلانضمام إلى مجموعات الدعم، هذه المجموعات تكون عبارة عن مجموعه من المدمنين للكحوليات الحاليين وبعض المدمنين المتعافين، حيث يقوم كل منهم بمساعدة بعضهم البعض وتشجيع بعضهم البعض على الاستمرار في مسيرة العلاج، وبالفعل فإن هناك عدد كبير جدا ممن تعافوا من الادمان قد أقبلوا على المستشفيات النفسية ومجموعات الدعم حتى يساعدوا غيرهم كي يتخطوا هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.
الإسراع في علاج إدمان الخمر يجنبك أضرار نفسية وجسدية خطيرة تشمل انهيار الحياة الأسرية والعملية، إلى جانب الإصابة بالأمراض المزمنة الأمر الذي يعرضك للانهيار في وضعك الاجتماعي والمادي الذي يذهب أغلب مصادره إلى الإنفاق على شراء الخمر وعلاج الأمراض التي تعاني منها.
من الصعب جدا علاج إدمان الخمر في المنزل نظرا لعدم وجود رقابة مستمرة خلال مرحلة سحب السموم، الأمر الذي يعرضك ومن حولك للإيذاء النفسي والجسدي إلى جانب عدم وجود بيئة صحية تشجع على العلاج مما يؤدي إلى حدوث الانتكاسة مرة أخرى.
تستغرق مدة العلاج في المتوسط من 3-6 شهور.