علامات تلاحظها على الشخص المدمن
يعد الادمان من أخطر المشاكل التي تواجه غالبية الأسر؛ ولذلك فإن هناك عدة علامات قد حددها الأطباء والمختصين وتعد هذه العلامات هي مؤشرات على كون أحد أفراد الأسرة مدمنا أو في طريقه للادمان .
وحين تظهر هذه العلامات على أحد أفراد الأسرة فإنه يكون على الأسرة أن تحاول معالجة الشخص المدمن في أسرع وقت ممكن، ولكي يتم ملاحظة هذه العلامات فإن على الأسرة أن تنتبه جيدا لتصرفات الأبناء بداخلها حتى تستطيع السيطرة على الادمان منذ بدايته .
ويقول الأطباء أن العلامات التي تظهر على المدمن تختلف من مدمن لآخر، وذلك بحسب نوع المادة المخدرة التي يدمنها ذلك الشخص، ولكن هناك علامات تكون شائعة بين جميع المدمنين، ومن هذه العلامات ما يلي:
1.غالبا ما يتسم المدمن بظهور بعض الانفعالات الشديدة والتي تكون زائدة ومبالغ فيها ولا تتفق مع الموقف؛ حيث أنه غالبا ما يكون المدمن عصبي ويتصرف تصرفات غير لائقة مع المواقف التي تحدث .
2.كما أن المدمن يصرف أموال كثيرة بدون وجود داع واضح، وذلك لأنه في حقيقة الأمر يحتاج الكثير من الأموال لشراء المواد المخدرة بشكل يومي، ولذلك فإن بعض الأسر تلاحظ غياب مبالغ مالية بشكل متكرر، وذلك يجعل لديهم شك في كون أحد أفراد الأسرة مدمنا، وذلك الادمان يدفعه إلى سرقة الأموال للحصول على المواد المخدرة.
3.كما أن المدمن غالبا ما يكون لديه عدم تركيز؛ حيث أنه يكون منفصل عن الواقع بشكل أو بآخر، وفي بعض الأحيان تكون انفعالاته شديدة البرودة، حيث أنها لا تتناسب أيضا مع المواقف التي تحدث.
4.كما يلاحظ أن المدمن غالبا ما يبقى داخل غرفته لفترات طويلة، ولا يحب أن يختلط بالناس أو يتكلم معهم.
5.إلى جانب أنه يلاحظ أن غالبية المدمنين الذين يتعاطون مواد مخدرة على هيئة حقن دائما ما يرتدون ملابس تغطي أذرعتهم؛ وذلك كي لا يرى أحد أثر الحقن على ذراعه، ولذلك فهو يرتدي ملابس الشتاء حتى في فصل الصيف.
6.كما أن الشخص المدمن ينسى كثيرا ويتغيب خارج المنزل لفترات طويلة.
كل هذه العلامات وغيرها تجعل الأسرة تشك في أمر ذلك الشخص، وتتوقع أن يكون مدمنا، ويجب أن تقوم جميع الأسر بملاحظة أبنائها وأن تنتبه للتغيرات التي تطرأ عليهم حتى تمنعهم من ادمان المواد المخدرة، أو تحاول مساعدتهم إذا ما كانوا قد ادمنوا بالفعل أو كانوا في بدايته.
ويعد الادمان من أخطر أعداء الأسر ومن أخطر أعداء المجتمع بوجه عام، حيث أن الادمان ينتشر في المجتمع المصري كما ينتشر السرطان بداخل الجسد المعافى، وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من الظواهر الخطيرة جدا على المجتمع المصري، ومن هذه الظواهر ما يلي:
1- ارتفاع معدلات الجريمة في الشوارع المصرية و البيوت المصرية، حيث أن الادمان يعمل على تغيب الوعي، إلى جانب أنه يجعل الفرد يصاب بحالة من العنف الشديد؛ فيجبر الكثير من الناس على دفع أموال له بالإكراه، سواء كانوا من ذويه أو من الأشخاص في الشارع، وذلك حتى يحصلوا على الأموال التي تمكنهم من شراء المخدرات.
2- إلى جانب أنه نتيجه لقيام المواد المخدرة بعمل تغيب كامل للوعي فإن الأشخاص يقومون بتصرفات لا يدركون مدى خطورتها، ولذلك فقد زادت أيضا نسب التحرش والاغتصاب في الشوارع.
3- إلى جانب أنه زاد عدد قتلى ومصابي حوادث الطرق، وتزداد نسب حوادث الطرق بشكل كبير جدا وذلك بسبب أن الكثير من السائقين يتعاطون المواد المخدرة قبل القيادة أو أثناء القيادة، وذلك يعمل على تقليل تركيزهم، وتشتيت رؤيتهم ولذلك فهم لا يستطيعون أن يقدروا المسافات وذلك يؤدي إلى حدوث الكثير من حوادث الطرق التي يذهب ضحيتها كل عام عدد كبير من القتلى والمصابين.
4- إلى جانب أنه بسبب انتشار المواد المخدرة فإن ترتيب المجتمع المصري بين المجتمعات والاقتصاد المصري والانتاج على السواء قد تراجعوا بشكل كبير جدا؛ وذلك لأن المواد المخدرة تعمل على تغييب العقول وضعف القوة والأجسام، ولذلك فهم لا يملكون الإرادة ولا يرغبون في العمل، كما أنه يجرد الإنسان من الأهداف، فيكون هدفه الوحيد في الحياة هو الحصول على المواد المخدرة.
ولذلك فإن الادمان هو واحدا من أخطر الأعداء التى تهاجم المجتمع المصري ومن الواجب على جميع القوى انت تتكاتف سويا لإيجاد علاج للقضاء على ظاهرة الادمان في الشوارع المصرية، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات منها ما يلي:
1- الخطوة الأولى: هي القيام بحملات أمنية مكثفة في شوارع مصر وعلى الحدود، بحيث يتم منع تداول المواد المخدرة وتهريبها إلى داخل مصر من خلال الحدود مع الدول المجاورة.
2- الخطوة الثانية: هي سن العقوبات الصارمة التي تطبق على المدمنين وعلى تجار المواد المخدرة، وذلك يعمل على منع اولئك الأشخاص من تعاطي المواد المخدرة أو الاتجار بها.
3- الخطوة الثالثة: هي إجراء تحاليل بشكل دوري للموظفين والعاملين في الدولة، وذلك الإجراء قد قامت الدولة بإعلان تطبيقه إبتداء من هذا العام، حيث يتم إجراء تحليل المخدرات للموظفين والعاملين بالدولة، فإذا ثبت وجود مادة مخدرة فإنه يتم منحهم فترة لتلقي العلاج، وبعدها يتم إعادة إجراء التحليل مرة أخرى، فإذا ثبت أنه لازال يتعاطي المواد المخدرة فإنه يفصل عن عمله بشكل نهائي.
إلى جانب هذه الخطوات فإنه من الضروري قيام وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمسموعة بحملات توعية للمواطنين بخطورة المواد المخدرة، وتشجيع المدمنين على الإقلاع عن الادمان بشكل نهائي.
وفي خطوة أخرى فإن الدولة قد قامت ببناء عدة مستشفيات خاصة ومصحات لعلاج الادمان من كافة أنواع المواد المخدرة، تلك الخطوة تم القيام بها نتيجة لأن الكثير من الأشخاص لا يملكون تكلفة علاج الادمان، حيث أن تكلفة العلاج غالبا ما تكون مرتفعة، ولذلك فإن هذه المستشفيات التي تم إنشاؤها تعمل على مساعدة المدمنين كي يتعافوا بدون أي رسوم.
ويجب أن يتم القيام بالتوعية من أضرار ومخاطر الادمان منذ الصغر لكل من الأطفال والمراهقين والشباب، وتبدأ توعية الطفل من الأسرة، حيث أن الأسرة هي المجتمع الأول الذي يعيش فيه الطفل .
لذلك فإنه من واجب الأسرة أن تقوم بتنبيه أبنائها بخطورة المواد المخدرة على صحتهم ومستقبلهم، إلى جانب دور المدرسة الرئيسي والهام في تلك التحذيرات وذلك التنبيه على الأطفال والمراهقين بضرورة الابتعاد عن المواد المخدرة .
ويكون ذلك التحذير مدعوما بدراسة الأخطار الشديدة التي تسببها المواد المخدرة على العقل وعلى الجسم وصحة الإنسان بوجه عام، إلى جانب أنه للمساجد ودور العبادة دور هام ورئيسي أيضا في توعية الناس بالمخاطر الشديدة للمخدرات.
وعندما تتكاتف كل هذه القوى لتوعية الناس بخطورة المخدرات وخطورة الادمان، فإنه وبلا شك ستقل نسب الادمان بشكل كبير وملحوظ، بشرط أن يكون الصدق والإخلاص في هذه الحملات، وأن يكون الهدف الرئيسي منها هو توعية المواطن بشكل واقعي وحقيقي وليس بشكل صوري.
تقوم مستشفى دار الشفاء بمساعدة مدمني المخدرات في الإقلاع عنه بشكل نهائي مستعينة في ذلك بمجموعة من الأطباء أصحاب الخبرة في مجال علاج الادمان في مصر.