أي مرض في الدنيا له أعراض مصاحبة تكون كإشارات و جرس إنذار بقدوم المرض و ظهوره داخل الجسد ليبدأ الإنسان المصاب
في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لاستعادة الجسم لصحته بالكشف الطبي لمعرفة أسباب المرض و معرفة العلاج المناسب لمواجهة
المرض و بما أن الإدمان هو مرض نفسي قبل أن يكون عضوي فإن له أعراض مصاحبة بعلاجها يختفي المرض بالتدريج و بتركها
قد تحدث الانتكاسة و يصبح العلاج بدون فائدة و لكن في البداية يجب على المريض معرفة ما يواجهه ليعرف كيفية الخلاص
منه و هو ما يقودنا للسؤال عن التشخيص المزدوج ..
ما هو التشخيص المزدوج؟
إن مفهوم التشخيص المزدوج هو مصطلح طبي يشير إلى وجود كلاً من اضطراب الإدمان وأيضاً اضطراب في الحالة الصحية
والعقلية، أي أن الشخص يعاني في هذه الحالة من أكثر من اضطراب طبي، ويكون من الصعوبة إمكان تشخيصهما، ومن
ثم قد تسوء الحالة، ويقود الشخص إلى الانتكاسة من خلال العودة إلى تعاطي الخمر والمخدرات، أو أياً كان ما يدمنه
و الذي بسببه ظهر العرض و ازداد سوءه بظهور اضطرابات عقلية ونفسية على السطح نابعة من داخل المريض
و تضاف للاضطراب المصاحب للإدمان أى عرض مضاعف.
الكثير من مرضى التشخيص المزدوج لديه صعوبات خاصة بإدراك الواقع، ذلك بظهور الهلاوس، سواء كان ذلك من سماع أصوات
أو رؤية أشياء، والبعض الآخر من المرضى يشعر بازدياد الطاقة، ويحدث تغيير في طريقة التفكير ، وفى بعض الأحيان تصبح
أفكار المريض متسارعة وخارج السيطرة والبعض الآخر يشعر بالدونية وانحطاط قدره عن المحيطين به، ونقص طاقته،
وعدم وجود الاستمتاع بالحياة، والتوقعات المتشائمة، وربما يحصل تغيير في أنماط النوم و فقدان حاد للشهية، وربما
تراود المريض الرغبة في الانتحار، وتظهر صعوبات في التركيز حتى في أبسط الأمور ويكون لدى البعض الآخر حالة
من القلق الجامح، والذي يشمل تسارع ضربات القلب ، وضيق فى التنفس، والتعرض لحالات إغماء وتزداد
المشكلات والصعوبات نتاج هذا الاضطراب و عليه يحاول المرضى الاستجابة لحماية أنفسهم من خلال طرق
غير صحية.
في الحقيقة لا يوجد ارتباط واضح بين إدمان المخدرات، أو الكحول، وبين ظهور الاضطرابات النفسية العقلية بهذه الصورة، لكن
بالتأكيد هو يساعد كثيراً على ظهور هذه الأمراض و الأعراض والكثير من مرضى التشخيص المزدوج تظهر عليهم أعراض
ثابتة ومحددة، ويكونون أكثر صعوبة في العلاج من ادمان المخدرات والكحوليات ، وأكثر مقاومة من هؤلاء الذين يعانون
من اضطراب واحد فقط.
نسب الإصابة بالتشخيص المزدوج و توقيت ظهوره:
في معظم الحالات يظهر الاضطراب النفسي قبل الاضطراب الناتج عن تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات؛ حيث يصل الفارق
الزمني بين بداية الاضطراب النفسي واضطراب الإدمان من 5 – 10 سنوات. وبينما تحدث اضطرابات الشخصية دائماً وحوالي
80% من حالات اضطراب القلق و الاكتئاب قبل ظهور اضطرابات الإدمان، بغض النظر عن أمراض الإدمان، فإن مرض
مصاحب آخر على الأقل يصيب حوالي 35% من جميع المرضى، ويُصَاب 15% من المرضى بمرضين مصاحبين.
ويمكن تمييز الأمراض المصاحبة النفسية؛ حيث يصيب الاكتئاب 21% من الحالات. ويُصَاب 6 – 10% من جميع
الحالات باضطرابات القلق بالتزامن مع الاكتئاب بالإضافة إلى أمراض الإدمان. ويُصَاب حوالي 4% من
جميع الحالات باضطرابات الشخصية بالتزامن مع الاضطرابات المزاجية. وليس من المعروف غالباً
ما إذا كان الاكتئاب ناجماً عن مادة معينة أو أنه مجرد مرض إضافي.
خطوات علاج التشخيص المزدوج:
عرض شرس مثل هذا بل و مرض مستقل بذاته إن شئنا الدقة يحتاج مكان للعلاج ذو خبرة و فريق عمل قوى و كفء لأنك تعالج
أكثر من مرض مجتمعين و هو ما يتوفر في مركزنا دار الشفاء الدولي التخصصي للطب النفسي وعلاج الادمان لأننا نهدف
دائما للوصول للشفاء التام بفضل من المولى عز و جل و لذلك يتوفر لدينا أطباء أكفاء يعلمون جيدا مدى صعوبة الحالات
المصابة بالتشخيص المزدوج و ما يصاحبه و خطوات علاجه التي تتمثل في مرحلتين أساسيتين الأولى مرحلة
تستهدف الاضطراب العقلي وهذه المرحلة تعتمد على العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، ومراقبة الأعراض
السلبية ،والايجابية لدى المريض أما المرحلة الأخرى مرحلة العلاج النفسي المصاحب للعلاج الدوائي
وهذه المرحلة تستمر لفترة أطول، لأنها تستهدف إعادة تأهيل المريض وفق برامج علاجية معتمدة،
مثل العلاج السلوكي الجماعي والفردي، والمجموعات العلاجية المختلفة، وبرنامج الـ 12 خطوة
للتعافي من الاضطرابات المزدوجة.
هذه المرحلة تساعد المريض على تقبل الحالة الراهنة، وتركيز جهده على إدراك المشكلات التي تعيقه عن مواصلة حياته
اليومية بشكل طبيعي مثلما كانت، بسبب أعراض المرض، ومن ثم قبول المساعدة المتخصصة والمشورة من المختصين
في علاج اضطرابات الاعتماد على المواد المؤثرة عقلياً، وكذلك تنمية مهارات المريض للوصول إلى زوال أعراض المرض.
والمرحلتين السابق ذكرهما يرتكزوا على عوامل هامة يوفرها الفريق العلاجي بمركزنا دار الشفاء ألا و هي :
1- إشراك المريض أثناء مراحل العلاج بطريقة مانحة للثقة (التحالف العلاجي بين المريض و المعالج ، الاستبصار بالمرض و معرفة طبيعته)
2- تقديم المساعدة للمريض المشارك في العلاج أثناء مرحلة الاستقرار وذلك من خلال تطوير الحافز(الإقناع، إيجاد الدافع للتغيير)
3- مساعدة المريض على اكتساب المهارات الشخصية وتقديم المساعدات الاجتماعية في إطار معالجة الأخطاء والمشاكل؛
وذلك من أجل السيطرة على اضطراباته والسعي لتحقيق أهدافه (المعالجة الفعالة والتغيير).
4- دعم المريض المستقر والمؤهَّل من خلال الوقاية من الانتكاسات وإتاحة إمكانية نقل مهارات جديدة.