تقدم زمالة المدمنين المجهولين برنامج الامتناع الكامل والنهائي عن تعاطي كافة أنواع المخدرات، وبسرية كاملة، ودون الكشف عن هوية المدمن. وتعتمد برامج المدمنين المجهولين على القيمة العلاجية للمدمنين المتعافين، حيث يقومون بمساعدة مدمنين آخرين من خلال عدة طرق أهمها حضور اجتماعات الزمالة بانتظام، حيث يجد المدمن في هذه الاجتماعات مدمنين ممن هم في مثل حالته يحكون عن مأساتهم ورواياتهم عن إدمان المخدرات والظروف التي دفعتهم لذلك، وبالتالي تخلق لديه الجرأة على ترجمة مشاعره وأحاسيسه إلى كلمات يمكن من خلالها تفسير وتشخيص حالته، ووصف العلاج المناسب لها.
كما تعمل برامج الزمالة على حل أكبر معضلة يواجهها الشخص المدمن، حيث يعاني أغلبهم من عدم قدرته على التوقف عن التعاطي لفترات كبيرة.
ومن ضمن الأمور المهمة في برامج زمالة المدمنين المجهولين هي إرشاد المدمنين إلى طرق وأساليب مواصلة الحياة دون وجود المخدر فيها.
وزمالة المدمنين المجهولين تتواجد في أكثر من 140 دولة حول العالم، كما توجد في بعض الدول العربية ومن بينها مصر منذ نحو 28 سنة. وتعتبر جلسات المدمنين المجهولين تطبيقًا لكتاب عنوانه: (النص الأساسي)، والمشهور باسم (الكتاب الأزرق)، والذي يجمع من خلال صفحاته خلاصة تجارب مدمنين متعافين من كافة أنحاء العالم عن كيفية التوقف عن التعاطي دون العودة مرة أخرى للمخدرات، وذلك من خلال 12 خطوة.
ولا تتمركز مشكلة الإدمان في المخدرات، بل في مرض الإدمان نفسه، فتخلص الشخص المدمن على المخدرات من أعراض مرض الإدمان الذي يعاني منه يعني تخلصه بالتوازي من إدمانه للمخدرات.
ومن الطبيعي ألا يتم التخلص من مرض الإدمان بشكل كامل، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض والتحكم فيها، وتوجيهها نحو القيام بسلوكيات حميدة بدلًا من الاستجابة لها والسقوط في مشكلات الإدمان وتعاطي المخدرات.
وتعتبر ال12 خطوة الموجودة بالكتاب الأزرق أسلوب حياة جديد يقوم المدمن بتطبيقه في حياته اليومية، كما تتوفر اجتماعات المدمنين المجهولين في المنطقة العربية باللغتين العربية والانجليزية، وهناك أنواع أخرى من الاجتماعات، إلا أنها تشترك كلها في مبدأ أساسي واحد، وهو عدم مقاطعة أي من الحاضرين للآخر خلال تحدثه عن حالته، أو يسمح له بالتعليق على ما قاله.
ويعتمد برنامج ال12 خطوة لعلاج الادمان على وجود موجه أو مرشد يعمل دور الدليل للمدمنين المتعافين، مع إمكانية أن يشارك كل أفراد الزمالة خبراتهم فيما بينهم، حتى يستفيد منها الجميع.
وزمالة المدمنين المجهولين لا توفر لأعضائها الدواء أو المال أو حتى الملابس، وكذلك لا تقترح على الأعضاء العلاج، وهي لا تتبع أي جهة، كما لا تقبل الحصول على التبرعات.
وكل مجموعة من مجموعات الزمالة تعتمد على نفسها في تغطية نفقاتها، والشرط الوحيد للانضمام للزمالة هو الرغبة الحقيقية في التوقف عن التعاطي، وذلك بغض النظر عن سن المدمن أو جنسه أو دينه، أو حتى نوعية المخدرات التي يتعاطاها.
ورسالة الزمالة هي أن إقلاع المدمن عن تعاطي المخدرات أمرًا ممكنًا، كما أنه يمكن أن يفقد الرغبة في العودة إليها، بالإضافة إلى قدرته أيضًا على خلق طريقة جديدة يمكنه من خلالها أن يعيش حياته.
ويعتبر التوقف عن التعاطي والتعافي من الإدمان واقع أصبح يعيشه الكثيرين من المدمنين والذي كانوا لا يتوقعون حدوث ذلك خلال فترات سابقة من حياتهم.
ويبقى الفرق الوحيد الذي يفصل بين المدمن المتعافي والمدمن المستمر على تعاطي المخدرات هو قرار الإقلاع والرغبة والإصرار على تحمل عواقبه مهما كانت التحديات، مهما كانت الآلام التي يخلفها التوقف عن المخدرات.