عناصر المقال
كيفية العلاج من الادمان على المخدرات
من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع المصري خصوصا والعالم بأكمله هي مشكلة تعاطي المخدرات وإدمان المواد المخدرة بكافة نوعياتها والتي زادت بنسبة كبيرة جدا في جميع المجتمعات العربية في الفترات الأخيرة والتي قد يعتبرها البعض مرض مزمن لكونها تؤثر لفترات طويلة جدا على الجهاز العصبي للمدمن أو المدمنة .
وبالنسبة لانتشار المواد المخدرة في جميع الدول العربية على حد سواء وعدد كبير جدا من الدول الأخرى، فإن ذلك يرجع إلى العديد من الأسباب، هذه الأسباب قد تكون أسباب نفسية تتعلق بالإصابة بمرض الاكتئاب والاحباط نتيجة لما يعاني منه عدد كبير جدا من الشباب من مشكلات اجتماعية، ومشكلات اقتصادية .
وتتلخص هذه المشكلات في عدة محاور أهمها هو وجود عدد كبير جدا من الشباب الذي يعاني من البطالة، حيث أن وجود وقت فراغ كبير إلى جانب الإحباط النفسي الذي ينتج عن البطالة يؤدي بالشباب إلى اللجوء للمواد المخدرة حتى يغيب عن الوعي تماما وينسى ما يعاني منه من آلام نفسية شديدة تجعلهم يكتئبون بل ويلجأ بعضهم إلى التفكير في الانتحار .
إلى جانب أن زيادة نسب الطلاق والتفكك الأسرى والتشتت بين الآباء يؤدي بالأبناء إلى اللجوء إلى المواد المخدرة حتى يهربوا من هذا الواقع المرير الذي يلاحقهم. اقرأ أيضا : طرق علاج الادمان من المخدرات
وتتنوع أشكال المواد المخدرة وتختلف أنواعها، حيث نجد أن عدد كبير من هؤلاء الشباب يدمنون مخدر الحشيش، حيث أن الحشيش هو واحد من أكثر أنواع المواد المخدرة انتشارا، ويرجع ذلك إلى سهولة تداوله، إلى جانب أن أسعاره رخيصة وذلك مقارنة بأنواع المواد المخدرة الأخرى.
يلي مخدر الحشيش في الانتشار حبوب الترامادول، حيث أنها قد انتشرت في داخل المجتمع المصري بشكل كبير جدا، ومن المعروف أن الترامادول له عدد كبير جدا من التأثيرات السلبية على الإنسان، ومادة الترامادول في أصلها مادة دوائية تصنع في مصانع الأدوية ويستخدمها الأطباء لتسكين الآلام للمرضى بعد إجراء العمليات الجراحية الخطيرة .
إلى جانب أنها تستخدم للمرضى الذين يعانون من أمراض في الأعصاب والتي ينتج عنها آلام شديدة مبرحة لا يمكن تحملها ولذلك فإن الترامادول يعمل كمسكن لهذه الآلآم، ويتم تصنيعه وتداوله بواسطة شركات الأدوية المقننة، إلا أن بعض التجار يقوموا بتهريب كميات من الترامادول وبيعها للشباب حيث أنه يتم الترويج له على أنه يعمل على زيادة القدرة الجنسية لدى الرجال!
بالإضافة إلى ما سبق ذكره من أنواع المخدرات فإنه يوجد عدد كبير جدا من أنواع المواد المخدرة الأخرى بل والأكثر خطورة من الترامادول والحشيش ومنها مخدر البانجو ومخدر الهيروين، والذي يتم تداوله في شكل بودرة يتم استنشاقها عن طريق الأنف، ومن المعروف أن له آثار شديدة الخطورة جدا على صحة الإنسان .
حيث أنه يدخل إلى المخ مباشرة ويدمر خلاياه، وتسبب الجرعات الزائدة من مخدر الهيروين وفاة المتعاطي فورا، ولذلك وبسبب كل تلك المآسي والمخاطر التي يتسبب فيها ادمان المواد المخدرة، إلى جانب زيادة نسبة الجرائم في المجتمع العربي بسبب انتشار المخدرات و مدمني المخدرات فإنه يجب على الجميع التعاون والتكاتف سويا للحد من انتشار المواد المخدرة، وبناء عدد من المستشفيات حتى يتم علاج الادمان من المواد المخدرة.
طرق علاج الادمان من المخدرات
ويتساءل كثيرون عن كيفية العلاج من الادمان على المخدرات، ويتم علاج إدمان استخدام المخدرات على عدة خطوات ومراحل، هذه الخطوات والمراحل قد تم وضعها بواسطة الأطباء لتعافي الشخص المدمن و لمنع الانتكاس ورجوعه للإدمان مرة أخرى ، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
المرحلة الأولى هي مرحلة الامتناع وفيها يتم الامتناع تماما عن تعاطي أي نوع من أنواع المواد المخدرة، وتعتبر هذه المرحلة من أصعب مراحل العلاج من تناول المخدرات ، حيث يليها ظهور ما يسمى بأعراض الانسحاب، وهذه الأعراض تظهر على حالة الإنسان النفسية والجسدية وتسبب آلام مبرحة في الجسد والنفس وذلك بسبب انسحاب وخروج المواد المخدرة من جسمه .
وينصح الأطباء المدمنين بالذهاب إلى المستشفيات والمصحات لعلاج إدمان المخدرات و إزالة السموم من الجسم ولا يحبون العلاج في المنزل لأن الإنسان في فترة أعراض الانسحاب مثلا يتعرض لاحتمالية الانتكاسة بشكل كبير جدا، ولكن في المستشفى فإنه يتم منعه من تعاطي أي نوع من أنواع المخدرات .
وذلك عن طريق عزل المدمنين كلٍ في غرفة خاصة به، بحيث يتم منعه تماما من التواصل مع أي شخص قد يجلب له المواد المخدرة، في هذه المرحلة مرحلة أعراض الانسحاب فإن الأطباء يفضلون استخدام العلاج بالأدوية لفترة حتى يتمكنوا من تخطي هذه المرحلة والتقليل من أعراض الاكتئاب التي تظهر عليهم.
علاج ادمان المخدرات في السعودية
بعد أن يتعافى المريض من المواد المخدرة ويتجاوز مرحلة أعراض الانسحاب فإنه يخضع بعد ذلك لجلسات مكثفة من العلاج النفسي والسلوكي وإعادة التوجيه، يتم فيها التقاء المريض مع طبيب نفسي حيث يعمل الطبيب النفسي على تصحيح أفكاره ومعتقداته وتوعيته بخطورة المواد المخدرة إلى جانب أنه يتم مساعدته على حل مشكلاته، والتي قد تكون هي السبب الرئيسي في اللجوء إلى إدمان المواد المخدرة.
كذلك فإنه يقع على المدمن نفسه دور كبير جدا في مساعدة نفسه في التعافي من الإدمان وعدم العودة لتناول المواد المخدرة مرة ثانية، هذا الدور يشتمل على تحليه بالعزيمة والارادة الصلبة الحقيقية لدى المريض في عدم العودة مجددا إلى المخدرات، ثانيا فإنه يجب على المدمن أن يضع لنفسه أهدافا وخطط مستقبلية يسير عليها حتى لا يقع فريسة للفراغ الذي يؤدي بالضرورة إلى ادمان المواد المخدرة مرة ثانية .
كما أن الأطباء ينصحون مدمني المواد المخدرة والذين قد تعافوا من الادمان أن يقوموا بتغيير بيئتهم التي قد تساعدهم على العودة للإدمان مرة ثانية، وتغيير البيئة قد يشمل كل من تغيير الأماكن التي يعيش فيها أو أماكن العمل أو تغيير حتى الأصدقاء الذين تربطهم علاقات تعمل هذه العلاقات على جذب الشخص لتعاطي المواد المخدرة، وذلك التغير من شأنه أن يجعل الإنسان ينأى بنفسه ويسلم من تعاطي المواد المخدرة التي قد تودي بحياته.
كذلك فإن بعض الناس لا يفضلون علاج الادمان من المواد المخدرة في المستشفيات، ذلك لأنهم يخافوا على سمعتهم من المجتمع حيث أنه يمكن أن تكثر حولهم الاقاويل عندما يذهبون لتلك المصحات لعلاج الادمان من المواد المخدرة، ولذلك فهم يتساءلون عن كيفية علاج الادمان من المخدرات في المنزل .
علاج ادمان المخدرات في المنزل
ويتم العلاج من المخدرات في المنزل عن طريق عدة خطوات هذه الخطوات تتشابه كثيرا مع خطوات العلاج في المستشفى والتي يمكن تلخيصها في توقف المريض أو المدمن عن تعاطي المخدرات نهائيا بعد ذلك تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور ولكن الفرق بين علاج الإدمان في المستشفى والمنزل كبير جدا .
حيث أنه في المستشفى يتم إعطاء المدمن بعض الأدوية التي تساعده على تجاوز مرحلة أعراض الانسحاب وتحمل الآلام الشديدة التي يمر بها، لكن في المنزل فإنه لا يوجد هناك الاهتمام الطبي الكافي للتعامل مع الحالة، ولذلك يجب على الجميع ان يكونوا حذرين في التعامل مع المدمن خصوصا في مرحلة أعراض الانسحاب لأنه من الممكن أن يفكر في أن يؤذي نفسه أو أن يؤذي من حوله من الأشخاص .
ولذلك فإنه يجب أن يكونوا حذرين عند التعامل معه، بعد تخطي هذه المرحلة فإنه يجب على الجميع أن يبقوا حوله دائما وغمره بالحب والعطف الذي يحتاج إليه حتى لا يعود للإدمان من جديد حيث أن العلاج الداخلي مهم للغاية بعد إنقضاء مرحلة العلاجات السلوكية التي قضت نحبها في العيادات الخارجية لعلاج الإدمان .
من الممكن جدا المريض علاج المدمن نهائيا، وعودته إلي حياته العادية مرة أخرى، ولكن مع توفر كافة مراحل العلاج الطبي وخاصة النفسي منها والتي تهدف إلى علاج الأسباب النفسية التي دفعت للإدمان، إلى جانب التأهيل الاجتماعي واستمرار المتابعة والرعاية بعد العلاج من خلال الزيارات الدورية بين الطبيب والمريض والتواجد في بيئة صحية بعيدة تماما عن أي عوامل تشجع على التعاطي، وذلك لتجنب الانتكاسة.
تختلف مدة علاج الإدمان من شخص لآخر بناء على عدة عوامل، لكن في المتوسط تتراوح المدة في مرحلة أعراض الانسحاب من 3-10 أيام، وتستغرق مرحلة العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي من 3-6 شهور.
في حالة المرضى المصريين تتراوح التكلفة بين 3500-60 ألف جنية شهريا، في حالة المرضى العرب و الأجانب تتراوح التكلفة بين 1500-5000 دولار شهريا.
حتى تتجنب مجموعة من الأمراض الخطيرة والتي تشمل حدوث تسمم في الجسم يؤدي إلى الوفاة، ارتكاب جرائم قتل قد تصل لأفراد الأسرة المحيطين به، الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل الإيدز والسرطان. الإصابة بالأمراض العقلية الخطيرة كالفصام، جنون العظمة، الهلاوس السمعية والبصرية، الفضيحة في المجتمع وسوء سمعة الأسرة، خسارة المستقبل الوظيفي والدراسي.
اعرف أكثر عن الإدمان وتأثيره على ابنك، غير فكرتك عنه وانظر إليه كضحية وليس كمذنب، امنحه الثقة والدعم وشجعه على العلاج. كن صديقا له واستمع إليه جيدا واظهر تعاطفك معه دون إطلاق أي إحكام او عتاب، لا تستخدم لغة التهديد والوعيد في التعامل معه، أعرف الأسباب الأسرية التي دفعته للإدمان وتخلص منها، لا تمده بأي أموال تساعده على الحصول على المخدرات، فتش غرفته وسيارته وتخلص من أي مواد مخدرة قد خبأها فيها، سرعة إلحاقه ببرنامج علاجي في أحد المستشفيات المتخصصة.