كيفية إجبار المدمن على العلاج؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال عليك أولاً أن تعرف أن الإدمان ذلك الوحش الحقيقي الذي يهدد الكثير من الشباب في مقتبل العمر ويعتبر واحد من الأسباب الرئيسية في انتشار الكثير من الحوادث على مستوى السرقة والقتل بالإضافة إلى الإغتصاب في المجتمعات العربية .
ومع إنتشار الكثير من المراكز الطبية التي تقوم بمعالجة الأشخاص المدمنين والتي يلجأ إليها بعض الأشخاص يرفض البعض الآخر الفكرة ليأتي دور الأهل في إجبار المدمن على العلاج وإقناعه بالكثير من الطرق .
وفي السطور التالية يسلط معكم ” دار الشفاء الدولي للصحة النفسية ” الضوء على الطرق التي تمكن الأهل من إجبار المدمن على العلاج وترك ذلك السم الذي سوف يسبب في النهاية الموت والفناء بالإضافة إلى الطرق المثلى لإقناعه عن ترك أصدقاء السوء وكل ما يؤدي به إلى إدمان تلك المواد.
عناصر المقال
كيفية إجبار المدمن على العلاج:
إقناع المدمن أن الإدمان لا يعتبر جريمة وإنما هو مرض يمكن أن يتعالج منه بصورة طبيعية للغاية مثله مثل الأمراض الأخرى وإصابته بهذا المرض ناتج عن بعض المفاهيم السلبية التي استحوذت على عقله بسبب حب الإستطلاع والفضول وقد يكون أصحاب السوء لهم دخل في هذا المرض .
ويجب على الأسرة أن تظهر للمدمن كل مظاهر الدعم على المستوى المادي وكذلك المستوى المعنوي حتى لا يتمادى في تناول تلك المواد المخدرة خاصةً أن بعض الأسر تقوم بالتستر على المريض وتحميه حفاظاً على سمعتهم من أن يعرف الأشخاص أن ابنهم مدمن وهذه واحدة من المفاهيم السلبية القاتلة التي تؤدي في النهاية لنتائج كارثية .
لابد من أن تقوم الأسرة بإقناع المدمن أنه يجب عليه الإقبال على الحياة التي تنتظر منه الكثير على مستوى دراسته ليكون واحد من النوابغ الموجودة في هذا الكون وفي عمله إن كان قد إنتهى من الدراسة والتحفيز يلعب دور مهم للغاية في حالات التعافي من المواد المخدرة .
وتعتبر كلمات الأهل أولى خطوات العلاج من الإدمان كما أن الخطوة الثانية تتمثل في موافقة المريض على الدخول إلى مراكز علاج الإدمان ليتلقى العلاج بصورة طبيعية بدلاً من أن تتدهور حالته وينتشر السم في جميع أرجاء الجسد وبالتالي يصعب السيطرة عليه وينعكس كل هذا على الشخص المدمن .
الاستعانة بالأشخاص المقربين من الشخص المدمن لتوعيته بضرورة العلاج مثل خطيبته أو شقيقه وكذلك صديقه المقرب عليهم أن يلعبوا دور البطولة في إدخاله إلى المستشفى لتلقي العلاج والأمر يتطلب الكثير من المحاولات للوصول إلى النتيجة المطلوبة خاصةً أنه لا يمكن معالجة شخص مدمن من المحاولة الاولى إلا في حالات قليلة للغاية .
لذلك يجب الصبر على الحالة وفي حالة رفضه يصبح أمام الأهل خيار واحد فقط وهو إجباره على الدخول للمستشفى خاصةً أن المدمن لا يكون على دراية تامة بمصلحته ويرى أن أهله يرغبون في تعذيبه لكن ذلك مفهوم خاطئ وإنما رغبتهم هي مصلحته ليقلع عن تلك العادة التي قد تكلفه حياته .
يجب على الأسرة أن تقوم بالتوقف التام عن إعطاء المدمن أي أموال حتى لا يتمادى في التعاطي وتزداد حالته سوء وفي حالة معرفتهم أنه يقوم بالحصول على الأموال من أي مصدر آخرعليهم منعه منه خاصةً أن العناد مع الأشخاص المدمنين لا يكون في صالح الأسرة لأنه يرى أن ذلك يقف في مصلحة ” مزاجه “.
التوعية السليمة للمدمن بالحياة التي سوف يعيشها في حالة قرار دخوله المستشفى والتعرض للعلاج بصورة سليمة ورسم الخطوط العريضة التي سوف يكون فيها بعد أن يخرج معافى من كل السموم التي بدأت تأكل في جسده وهو لا يشعر سوف يكون عامل إيجابي للغاية بل وسيكون له مفعول السحر .
إتباع أفضل الطرق لمعالجة الشخص المدمن في حالة إن قررت الأسرة العلاج في المنزل ومن الطرق التي يتم بها علاج الإدمان ما يلي :-
علاج المدمن بالقوه
العلاج الدوائي
أولى الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في علاج الإدمان إعطاء المدمن جرعات مناسبة من الأدوية التي تساهم في خروج السم من الجسم بطريقة تمنع وصوله لها من جديد .
كما تتطلب تلك الطريقة من العلاج أن يخضع المدمن إلى تناول الكثير من المواد الغذائية المفيدة لجسده مثل الفواكه والخضروات بالإضافة إلى تناول العصائر التي تحتوي على فيتامينات .
العلاج السلوكي
ثاني طريقة هي العلاج السلوكي وفيها يقوم الأطباء أو الوالدين بمعالجة الشخص على مستوى سلوكياته التي يتبعها في التعامل مع الأشخاص بالإضافة إلى التنبيه عليه بضرورة التحكم في انفعالاته والظهور أمام الأشخاص بصورة جيدة .
وتعمل تلك الطريقة على جعل الشخص المريض يتحكم في ردوده على الأشخاص ويتحمل الإنتقادات ويخرج الطاقة السلبية المتواجدة لديه على هيئة تعابير وجه بدلاً من الإنفعال أو الإعتماد على تهشيم أي شيء بجواره وإحداث تلفيات بالمنزل أو المستشفى التي يُعالج بها .
العلاج النفسي
الطريقة الثالثة والأخيرة التي يتم بها علاج الشخص المدمن هو العلاج النفسي ويخضع فيه لبعض الجلسات مع الأطباء النفسيين والذين يعملون على إخراج كل ما هو سيء بداخله ومعرفة الأشخاص الذين يقومون بإيذائه واتباع أحدث الطرق العلمية في علاجه .
اقرأ أيضاً: هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج؟
وبعد أن عرضنا عليكم كيفية إجبار المدمن على العلاج يجب التنويه إلى الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات والتي جاءت على النحو التالي :-
أسباب تعاطي المخدرات:
– ضعف الإيمان بالله وغياب الواعظ الديني.
– إهمال الجوانب التربوية لدى الأشخاص .
– إهمال الرقابة الأسرية من الوالدين للأبناء .
– حب التجربة والفضول وحب الاستطلاع .
– أصدقاء السوء .
– المشاكل الإجتماعية .
– الظروف النفسية .
– الحالة الإقتصادية السيئة .
– الفراغ العاطفي .
أشياء لا يجب إتباعها مع الشخص المدمن:
العنف
لا يجب إتباع العنف مع الأشخاص المدمنين وهذا القرار سوف يكلف الاسرة غالياً فبدلاً من أن يقوم الشخص بالذهاب معهم للمستشفى من أجل التعافي سوف يضطر إلى الهروب خاصةً وأن العنف يولد العنف يولد وراءه الكثير من القرارات التي يتم إتخاذها وقت عصبية وأضرارها تكون في أغلب الأوقات كارثية .
معاملته على أنه مجرم
لا يجب على الأشخاص إيصال الأبن لشعور أنه مجرم أو قام بعمل يعاقب عليه الله والقانون خاصةً وأن الباب مفتوح أمامه من أجل العلاج وبدلاً من إعانته على تقبل الأمر سيجد نفسه في كارثة .
لذلك يجب على الأسرة أن تتعامل مع المدمن على أنه شخص طبيعي ومحاولة إقناعه بضرورة العلاج لأن ذلك فيه مصلحة له وكذلك لهم .
التقليل منه
لا يجب على الأسرة أن تقوم بالتقليل من الابن المدمن ومحاولة ضرب الأمثلة له بالنظر إلى أحد أقاربه الذي يعمل كمحامي والآخر الذي يشتغل بمهنة الطب وأحد أصدقاءه الذي أصبح مهندساً .
كل هذا يعمل على أن يكون الشخص المدمن أكثر رغبة في تناول مخدرات بصورة أكبر لنسيان كل الكلمات التي قيلت له .
الخلاصة:
وبعد أن عرضنا عليكم في السطور السابقة كيفية إجبار الشخص المدمن على العلاج والطرق المثلى للتعامل معه يجب على كل أب وأم أن يتابعوا الأبناء بصورة جيدة خوفاً من أن يقعوا في المحظور ويدخلوا في العالم المظلم الذي يأخذ في طريقه كل شاب يافع ويحاول أن يقضي عليه بسبب حب التجربة وقلة الواعظ الديني والبعد عن الله سبحانه وتعالى .
من الممكن علاج المدمن بالقوة وإدخاله إلى أحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة وخضوعه لبرنامج علاجي يهدف إلى إحداث تغيير شامل في سلوكياته وأفكاره ويخلصه من سيطرة المخدر عليه وبالتالي يجعله يرغب في استكمال العلاج والوصول للشفاء بعد ما يلاحظه من تحسن وتغيير إيجابي في حياته.
يشاع خطأ بين الناس أن العلاج يجب أن يأتي برغبة من المدمن لأن إجبار المدمن علي العلاج قد يعرضه للانتكاسة، ولكن على العكس عند تطبيق خطوات العلاج ليس هناك فرق بين مدمن يرغب العلاج ومدمن مجبر عليه، لأن الهدف من العلاج في المقام الأول هو إقناع المدمن بالتغيير واحاطته بمجمع داعم يشجعه على الاستمرار عليه ومع وجود برامج تأهيل اجتماعي واستمرار الرعاية بعد العلاج لا يتعرض المدمن الذي تم اجباره في البداية إلى الانتكاسة.
التبليغ عن مدمن للعلاج يتم من خلال التواصل مع أحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة وإبلاغهم بالحالة نرشح لك منها مركز دار الشفاء، وعلى الفور يتم إرسال فريق طبي لاصطحاب المدمن من المنزل وإدخاله إلى المركز وبدء العلاج.