عناصر المقال
هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج؟
هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج؟ يحتاج المدمن فور دخول السموم إلى جسمه أن يسير على طريقة مناسبة ودقيقة للغاية من أجل التعافي والتخلص التام من السموم التي تواجدت وتغلغلت داخل جسمه وهي الطريقة التي تشبه تماماً ” السير على قشر البيض ” حيث يجب أن يكون فيها المريض والمحيطين به في حذر تام خشية الوقوع في أي خطأ يساهم في رجوعه لنقطة الصفر من جديد .
ويجب معرفة الطريقة المثلى التي تمكن المدمن من التعافي وكذلك كيفية التعامل معه أثناء فترة العلاج وبعدها لمعرفة ما إذا كان سيرجع طبيعي أم سيعود لتلك السموم مرة أخرى .
وفي السطور التالية يسلط معكم ” موقع مستشفى دار الشفاء الدولي للصحة النفسية ” طريقة التعامل مع المدمنين وهل يمكن لهم أن يتعافوا بصفة نهائية أم سوف يرجعوا ثانية لتلك الحالة ؟
البرامج التي يتم إتباعها مع المريض:
برنامج التخلص من السموم
المرحلة الأولى من العلاج تتلخص في التخلص من السموم التي دخلت إلى جسم المدمن حيث يسعى الأطباء إلى إنشاء بعض البرامج العلمية التي تساهم في إنجاح تلك الطريقة والبرنامج والحد من آثارها الجانبية على المريض لتمر بصورة سهلة وبسيطة من دون آلام.
ويتم إستخدام بعض الطرق المجربة مسبقاً من أجل طرد السموم من الجسم وتختلف الطريقة من شخص لآخر على حسب قوة الحالة مستخدمين بعض العلاجات النفسية وكذلك الجسدية ليعود الجسم لحالته الأولى طبيعي ونشيط بصورة تضمن له العيش مستقراً.
وفي برنامج التخلص من السموم المعروف أيضاً بعلاج أعراض الإنسحاب يستخدم الأطباء فيه التعامل مع المواد المحظورة والكيمائية التي دخلت إلى جسم المدمن من أجل مواجهة الأعراض التي تظهر عليه من هلاوس وحالات حزن واكتئاب وكذلك الأرق الشديد الذي يسبب قلة النوم بسبب حاجة الجسم إلى المادة التي اعتاد على تناولها .
اقرأ أيضاً: الحلول المقترحة لحل مشكلة الإدمان
وتمر تلك الفترة على المدمن بصورة آمنة للغاية من دون وجود أي نوع من أنواع الألم أو المعاناة ويستطيع بعض مرحلة التخلص من السموم مواجهة باقي المراحل العلاجية التي يوفرها فريق العلاج من الأطباء .
وتستغرق مدة التخلص من السموم فترة من الزمن تختلف من شخص إلى آخر حسب الحالة النفسية بالإضافة إلى رغبة الشخص في التعافي من الإدمان وكذلك تتحكم الحالة الجسدية في معرفة الوقت المستغرق بصورة كبيرة .
وبالطبع لا يمكن أن يتم تطبيق برنامج التخلص من السموم في المنزل خاصةً أن المريض يحتاج في تلك المرحلة من تطبيق برامج التعافي لوجود تعامل طبي بصورة محترفة خاصةً أنه يمر بنوبات من العنف نتيجة الرغبة في الحصول على الجرعة التي كان يعتاد على تناولها قبل الشروع في برنامج التعافي .
كما أن الرقابة الشديدة التي يتعرض لها بصفة دورية ومستمرة على مدار الساعة تساهم بشكل كبير في نجاح برنامج التخلص من السموم ولا يمكن لأحد في المنزل القيام بنفس الطريقة التي يقوم بها الأطباء في مستشفى دار الشفاء للصحة النفسية والتي تبعده أن أي مصدر يقوم بإعادة تلك السموم له من جديد .
برنامج الإقامة الكامل
المرحلة الثانية من العلاج تتمثل في الإقامة بصورة كاملة حيث يمكث المدمن في المستشفى من أجل توقيع الفحص الطبي والدقيق عليه ووضع البرامج التي سوف يخضع لها من أجل التعافي والتأكد التام أنه لن يعود لمثل هذه السموم من جديد لضمان نجاح برنامج التعافي .
كما أن المريض في هذا البرنامج يخضع إلى جو صحي تام بعيداً عن المصادر الضارة والتي تفكره بالمصادر التي كان يتناول منها تلك السموم الأمر الذي يساهم في تجنب حدوث أي نوع من أنواع الإنتكاسات وللحفاظ على خصوصيته التامة وسريته المطلقة التي تمنع معرفة أي شخص بأنه كان مدمن ويتعافى حالياً .
ومن الأمور الإيجابية الأخرى التي يساهم بها برنامج الإقامة الكامل ما يلي :-
1- التقييم الدوري .
2- الخضوع لخطة علاج منظمة .
3- إشراف طبي مستمر .
4- الحصول على جرعات العلاج بإنتظام .
5- مناقشة الأطباء النفسيين للتعرف على استجابته للعلاج .
6- مقابلة مدمنين آخرين للتوعية بأضرار الإدمان والحصول على الدعم.
7- ممارسة أنشطة رياضية للتعافي .
8- الخضوع لجلسات تأمل قادرة على سحب الأفكار السلبية .
9- وضع البرامج التالية المُنتظر تطبيقها .
برنامج منع الانتكاسة
بعد الإنتهاء من برنامج التخلص من السموم والإقامة الكامل يتم تطبيق البرنامج الأخير وهو منع الانتكاسة والذي يصاحبه العلاج النفسي حيث يطلب المريض في تلك الفترة طلب الخروج من المستشفى بعد ملاحظته أنه سيكون بمقدوره العيش بدون تناول أي نوع من أنواع المخدرات .
ويكون فيها ايضاً مستعد لبدء حياته الجديدة والتي تتطلب تنفيذ برنامج منع الانتكاسة والذي يتم تنفيذه على النحو التالي :-
1- حضور لقاءات توعية مع مدمنين سبق لهم التعافي .
2- حضور ندوات للتعريف بأضرار الإدمان .
3- متابعة المريض للأطباء في المستشفى بصفة دورية ومستمرة .
4- عدم ترك المدمن منفرداً ومحاولة إشغاله بأي شيء لضمان عدم عودته للإدمان مرة أخرى.
هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج ؟؟
يبقى السؤال الأصعب والذي يحتاج إلى العديد من الضمانات التي سيأخذها المدمن على نفسه ولكن الأكيد أنه بعد الخضوع للبرامج التي سبق وأن ذكرناها لكم عاليه أنه لن يعود للإدمان مرة أخرى بسبب الآلام التي تصاحب مرحلة خروج السموم من الجسم بالإضافة إلى الأذى النفسي الذي يصيبه من البعد عن الأهل والأصدقاء وكذلك الأقارب .
وتجدر الإشارة إلى أن الإدمان مثله مثل أي مرض آخر الشفاء منه متاح وكذلك عدم العودة إليه من الأمور السهلة والممكنة لكنها تتطلب أن يكون الشخص المدمن مدرك تماماً لأهمية الصحة وأنه سيكون عكس ما كان عليه سابقاً وكذلك أن يكون متابعاً لبرنامج ما بعد الرعاية التي تستغرق معه سنوات .
ويجب على الشخص المدمن أن يضع نصب عينه الحياة التي سوف يعيشها وهو متعافي كما أنه يجب أن يدرك جيداً كما المتاعب والمصاعب التي سوف يلقي بنفسه فيها إن قرر الإنتكاسة والعودة مرة أخرى إلى تلك السموم التي كان يتناولها قبل العلاج .
وسيكون المدمن المتعافي سعيداً للغاية في حالة قام بمشاركة حالته مع أشخاص مروا بمثل حالته للتنديد بمخاطر الإدمان والقيام بتقديم النصيحة للشباب المقدمين على تناول تلك السموم والتي تؤدي إلى حدوث حالات تسمم بالجسم قد تؤدي إلى الوفاة بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على العقل والتي من الممكن أن تقودهم إلى إرتكاب الكثير من جرائم القتل والتي قد تصل إلى أفراد الأسرة .
كما أن الإدمان قادر على إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض الأخرى مثل الإيدز وكذلك السرطان بمختلف أنواعه وإنفصام الشخصية وأمراض عقلية اخرى مثل الوسواس القهري وجنون العظمى بالإضافة إلى الهلاوس على مستوى السمع والبصر بخلاف الفضيحة التي يتعرض لها الشخص وجميع المحيطين به والتي قد يخسر بسببها وظيفته وسمعته أيضاً.
كيف نساعد المدمن على الإقلاع ؟
يصنف عدد من الأطباء الادمان على أنه مرض، حيث أنه يتمكن من المدمن إلى حد كبير جدا بحيث لا يمكن التخلص منه بسهولة، ولكنه يحتاج إلى علاج جبار إلى جانب أنه يحتاج إلى إرادة وعزيمة قوية جدا من قبل المدمن حتى يستطيع أن يقلع عن تعاطي المخدرات، وتعاني عدد كبير جدا من الأسر مع وجود مدمن في داخل الأسرة، وتمثل هذه المشكلة أزمة كبيرة جدا في حياة الأسرة بأكملها، حيث تتسبب في العديد من المشكلات.
أول هذه المشكلات هو ضياع مستقبل هذا الابن سواء مستقبله المهني أو حياته الاجتماعية أو حالته النفسية وحالته الصحية التي تتدهور بسبب ادمانه للمخدرات، ولذلك فإن الأسر التي تكتشف وجود مدمن مخدرات بداخلها تنقلب رأسا على عقب وتبحث في شتى الطرق حتى تستطيع أن تجد علاجا أو حلا حتى يقلع المدمن عن ادمان المخدرات، و تسأل عدد كبير من الأسر كيف نساعد المدمن على الإقلاع، وحتى تقوم الأسرة بدورها الفاعل في مساعدة المدمن على الإقلاع عن تعاطي المواد المخدرة فإن ذلك يحتاج إلى وعي كبير جدا من قبل هذه الأسرة، إلى جانب أنه يحتاج إلى صبر وعاطفة كبيرة وقوية جدا، لأن مدمن المخدرات يكون عنيفا جدا ويرفض النصح ويرفض أن يخضع للعلاج من الادمان، ولذلك فإنه من واجب الأسرة أن تقف بجانبه في هذه الظروف الدقيقة وأن تقدم النصائح له وأن تقنعه بأن يقلع عن تعاطي المخدرات
بعد ذلك تدخل الأسرة في مرحلة جديدة وهي مرحلة البحث عن مستشفى أو مصحة لعلاج الادمان من المخدرات، وهناك عده عوامل يجب على الأسرة أن تكون متيقظة لها عند البحث عن مستشفى أو مصحة لعلاج الادمان، فليس أي مستشفى تصلح لأن يتلقى المدمن الرعاية فيها، عند البحث عن مستشفى فإن الأسرة تبحث أولا عن مستشفى تكون ذات شهرة وذات سمعة طيبة في مجال علاج الادمان من المخدرات، حيث أن مجال علاج الادمان من المخدرات مثله مثل أي مجال آخر فيه الأشخاص أصحاب الخبرات وفيه الأشخاص الذين يدعون أنهم أصحاب خبرة لكنهم لا يستطيعون أن يفيدوا المدمن، لأن عملية التعافي من ادمان المخدرات ليست سهلة، وإنما هي عملية دقيقة، ومرحلة تحتاج إلى أطباء نفسيين متخصصين وأطباء في علاج الادمان يكونوا أصحاب كفاءة وخبرة في هذا المجال.
العامل الثاني الذي تبحث عنه الأسرة عندما تبحث عن مستشفى لعلاج الادمان من المخدرات هو العامل المادي، حيث أن هناك بعض المستشفيات تتطلب تكاليف عالية جدا، ربما لا تستطيع الأسرة تحملها ولذلك فإن على كل أسرة أن تبحث عن مستشفى تكون ذات أسعار ملائمة لحالتها الاقتصادية والمادية، ويمكن للأسرة أن تعرف ذلك عن طريق سؤال أي من المدمنين الذين تعافوا، أو عن طريق البحث على شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت، حيث أنه يكون هناك تقييمات للمستشفيات وبذلك يمكن للأسرة التحقق والتأكد من كفاءة المستشفى التي سيتلقى فيها ابنهم العلاج من الادمان.
تقوم الأسرة باقناع المدمن بضرورة الاقلاع عن تعاطي المواد المخدرة والتوجه إلى المستشفى وهنا تجدر الإشارة إلى أن المدمن إذا لم يكن نابع من داخله الرغبة في التعافي من الادمان فإنه يكون من الصعب علاجه لأنه من الممكن أن يذهب إلى المستشفى ويخرج منها وينتكس إذا لم يمتلك إرادة حقيقية، بعد التوجه إلى المستشفى فإن الأسرة تكون بذلك قد اسلمت زمام الأمور إلى الأطباء المتخصصين الذين يوجدون في هذه المستشفى.
كم مدة علاج مدمن المخدرات ؟
يقوم الأطباء بإجراء بعض الجلسات مع المدمن لمعرفة حالته وتوقيع الكشف عليه لمعرفه حالته الصحية أيضا ومعرفه نوع المواد المخدرة التي يتعاطاها ومن ثم تبدأ خطة العلاج ومرحلة التعافي من الادمان، وتتسائل بعض الأسر كم مدة علاج مدمن المخدرات، وتختلف مدة علاج الادمان من شخص إلى شخص آخر، ويرجع ذلك الاختلاف إلى اختلاف نوع المادة المخدرة التي يدمنها الشخص، حيث أن مدة التعافي من ادمان الكوكايين والهيروين تختلف عن مدة علاج ادمان مخدر الحشيش أو الترامادول وكل مخدر من هذه المخدرات يحتاج إلى برنامج علاجي منفصل يختلف عن غيره من المخدرات الأخرى، كذلك فإن عمر المدمن وحالته النفسية والصحية كل هذه العوامل تجعل مدة علاج الادمان من المخدرات تختلف من شخص إلى شخص آخر.
وفي النهاية نصل إلى حقيقة واحدة وهي أن الشخص المدمن المتعافي يمكن أن يعود للمجتمع شخص صالح نافع لنفسه وكذلك لوطنه بشرط الإصرار على عدم العودة مرة أخرى إلى تلك السموم التي قد تكلفه غالياً .