الهيروين السلوك الظاهري لمتعاطي الهيروين في مراحل إدمانه المختلفة، عندما نذكر مخدر الهيروين فإننا نتحدث عن مخدر يساوي الموت دون أي تأويل، وعلى الرغم من أنه من التوقعات غير المحتملة أن يُصاب بالإدمان الكامل من يتعاطى الهيروين لأول مرة، إلا أن الرغبة في التجربة تؤدي حتماً إلى بداية المرحلة القهرية لحاجته لتناول كميات أكبر مما يؤدي في نهاية الحال إلى الإدمان المؤكد، ومن خلال هذا التقرير سوف نعرض المظاهر السلوكية لمتعاطي الهيروين في مراحل الإدمان المختلفه.
عناصر المقال
فهم آلية الهيروين
بمجرد عبور مخدر الهيروين حاجز الدم في دماغ المتعاطي فينتشر في الحال في جميع أنحاء جهازه العصبي، ثم تتفاعل مادة الأفيون الناتجة من الهيروين مع المستقبلات الأفيونية الطبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى بعض التعقيدات في الأحداث الجزيئية في المخ ينتح عنها في النهاية زيادة نشاط مادة الدوبامين الذي تعمل كناقل عصبي و ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاعر النشوة و السعادة، لذلك يُعد مخدر الهيروين أحد أكثر المخدرات تأثيراً في متعاطيها ويختلف سلوك المتعاطي والأعراض الظاهرية له باختلاف فعالية الهيروين الذي تُحددها طريقة التعاطي.
وتعتمد استجابة عقل وجسم المتعاطي على مدى سرعة وصول المخدر إلى الدماغ، أما عن سرعة الوصول فتعتمد على كمية الجرعة و طريقة التعاطي، فتكون كالتالي:
- عند حقن مخدر الهيروين في الوريد ، يكون تركيز المادة الأفيونية للهيروين عالي جداً لذلك يتم الشعور بها في غضون 10ثواني من الحقن.
- أما عند حقن الهيروين في العضلة فإن ظهور التأثير سوف ينخفض إلى حد ما، وتظهر ذروة التأثير في غضون 10دقائق بعد الحقن .
- أما عند التعاطي بطريقة الشم أو التدخين ، فسوف يستغرق المتعاطي فترة أطول لكي يشعر بالنشوة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.
السلوك الظاهري لمتعاطي الهيروين في مراحل إدمانه المختلفة
تنقسم مراحل إدمان الهيروين والسلوك الظاهري له إلى ثلاثة مراحل رئيسية هما مرحلة تجربة مخدر الهيروين ومرحلة الإدمان عليه ومرحلة الجرعات الزائدة والخطورة، وفيما يلي سوف نشرح بالتفصيل المظاهر الجسمانية والنفسية لكل مرحلة،
المرحلة الأولى:
السلوك الظاهري في مرحلة تجربة الهيروين والتعاطي لأول مرة
- احساس بنشوة وسعادة
أول ما يشعر به متعاطي الهيروين لأول مره هو النشوة والسعادة الغامرة، و يرجع السبب وراء ذلك إلى زيادة الإفراز من هرمون الأندروفين الذي يرسل اشارات للمخ للشعور بسعادة مزيفة، وتعتمد سرعة الاستجابة للشعور بهذه الحالة فضلاً عن كيفية التعاطي كما ذكرنا من قبل على عدة عوامل أخرى أهمها:
- الجرعة المستخدمة.
- جودة الهيروين
- وجود مواد مخدرة أخرى في الجسم.
وفي الغالب تكون النشوة الأولى هي الأكثر شدة بالنسبة لمتعاطي الهيروين، لأنه مع استمرار التعاطي، يعتاد الجسم على المخدر و تصبح آثاره الممتعة خاملة إلى حد ما لذلك يلجأ المتعاطي إلى تناول المزيد أو إلى تغيير طريقة التناول لمحاولة خلق تأثير النشوة الأولى.
- شعور تام بالاسترخاء والخمول.
يتسبب تعاطي الهيروين لأول مرة في حدوث هبوط مفاجئ لوظائف الجسم ومنحه شعور بالراحة والاسترخاء.
- الغياب تماماً عن الواقع.
يشعر متعاطي الهيروين لأول مرة بحالة من انفصاله عن الواقع أو ما يسمى بحالة “الإيماءة” وهي حالة بين الوعي اليقظ واللا وعي، فتجد المتعاطي يميل برأسه كأنه في حالة سُبات ولكنه في الحقيقة يقظ ويسمع كل من حوله.
- شعور بجفاف في الفم ورغبة قوية في تناول الماء بكثرة.
- الشعور بالحكة في الجلد والأنف وخاصة إذا كانت طريقة التعاطي هي الاستنشاق أو التدخين، ويكون ذلك بسبب تفاعل الأفيونات المشتقة من مخدر الهيروين مع الجهاز العصبي والمناعي.
- الشعور بالغثيان ورغبة في التقيؤ، وغالباً ما يكون ذلك بمثابة انذار بأن الجسم يتعرض لخلل في طريقة عمل الوظائف نتيجة لتدخل الهيروين ومحاولة تغيير النظام الكيميائي للجسم.
المرحلة الثانية: الإدمان على الهيروين
بحثاً عن حالة النشوة الأولى يستمر الشخص في تعاطي الهيروين مرة تلو الأخرى حتى يصل إلى مرحلة إدمان المخدر بتفاقم أعراضه التي نذكرها فيما يلي؛
- تبلد المشاعر واللامبالاة
يعمل الهيروين على تثبيط الجهاز العصبي بشكل مباشر لذلك يؤدي إدمانه إلى خمول في وظائف الجسم الطبيعية، يؤدي إلى فقدان المدمن للشعور بالمواقف واصابته بتبلد ولامبالاة، حيث يؤثر الهيروين على الجزء المسئول عن التفاعل مع المؤثرات الخارجية، وصنع القرارات.
- فقد القدرة على التركيز.
تشمل المظاهر السلوكية لإدمان الهيروين التأثير على المراكز العصبية التي تتعلق بالتركيز فتقلل من القدرة على الانتباه والتركيز.
- الرغبة الملحة في النوم طوال الوقت
ويرجع ذلك لتثبيط الوظائف الحيوية بالجسم وخمولها مما يردي إلى شعور بالاسترخاء.
- اضطرابات ملحوظة وخلل في ردود الأفعال حيث تبدو غير منطقية في كثير من الأحيان.
- إهمال المظهر الخارجي والكذب والسرقة
يصل الحال بمدمن الهيروين إلى عدم الاكتراث بمظهره أو نظافته الشخصية، بجانب الكذب طول الوقت لخلق الأعذار والمبررات وبالطبع اللجوء إلى السرقة في كثير من الأحيان ليسد متطلباته من شراء المخدر.
- عدم الإحساس بالألم.
عند الإدمان على الهروين فإنه يسيطر على مراكز الألم الموجودة في المخ ويعمل على منع وصول الرسائل التي تنتقل للجسم عن طريق الحبل الشوكي، لذا ينعدم الشعور بالألم لدى المتعاطي، لكن بمجرد زوال أثر المخدر يشعر بالألآم وتكون حدتها أكثر من الطبيعي.
- الشعور مستمر بالدوار والدوخة.
ينتاب مدمن الهيروين إحساس دائم بالدوخة والدوار ويرجع ذلك إلى إبطاء وظائف الخلايا العصبية ينتج عنه عدم اتزان ويأتي ذلك في هيئة دولر ودوخة.
- فقدان في الشهية.
يؤثر تعاطي الهيروين أيضًا على القناة الهضمية واضطرابات في الهضم مما يجعل المدمن غير قادر على تناول الطعام.
- اضطرابات في التنفس.
نظراً لتأثير المخدر على جميع الوظائف الحيوية بالجسم بما فيهم الجهاز التنفسي، نجد المدمن يُعاني من عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، قد تصل أحياناً لفقدان التنفس تماماً مما يستدعي تدخل الطبيب فوراً.
- احمرار العين وضيق حدقة العين.
يلاحظ على مدمن الهيروين احمرار عينيه و ضيق في حدقة العين وذلك نتيجة لحدوث ارتخاء في الجفن وبالتالي عدم التحكم في فتح العين بشكل طبيعي.
المرحلة الثالثة والأخيرة: مرحلة الخطورة
وهي المرحلة التي لا نأمل أبداً أن يصل إليها مدمن الهيروين، لأنها تعد بمثابة المرحلة الأخطر والتي تسبق انتهاء الرحلة مباشرة إما بالسجن أو الموت المحتم، فمن الأعراض التي تلاحق المدمن في هذه المرحلة ما يلي؛
- الاصابة بجروح وتقرحات في الجلد
يعاني المدمن بعد مرور فترة طويلة من التعاطي وخاصة إذا كان التعاطي عن طريق الحقن، من ظهور جروح وندبات مكان الحقن في الأوردة، بالإضافة إلى ظهور دمامل وخراجات نتيجة لعدم تعقيم الحقن.
- عدم القدرة على النطق الجيد.
وقد يرجع ذلك لتأخير وصول الرسائل والإشارات العصبية من المخ إلى الجهاز العصبي بسبب تأثير الهيروين لها.
- سيلان فى العين والانف.
يُعاني مدمن الهيروين من أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الانفلونزا وما تشمله من سيلان في الأنف والعين وارتفاع درجة حرارة الجسم، ويرجع ذلك إلى الإتلاف الحادث في الأنسجة المخاطية أو ثقب الحاجز الأنفي.
- الدخول في نوبات الاكتئاب الحادة.
بالرغم من أن الهدف الأساسي الذي يدفع مدمن الهيروين للتعاطي هو الحصول على النشوة والسعادة إلا أنه بعد الوصول لمرحلة متأخرة من الادمان و انخفاض مستوى الهرمونات التي يفرزها المخدر يؤدي إلى الشعور بنوبات اكتئاب وحزن شديد قد تدفعه إلى التفكير في الانتحار.
- المعاناة من الإمساك الشديد نتيجة لاضطرابات الجهاز الهضمي وعسر الهضم.
- عند الاستمرار في الإدمان يصل الحال بمضاعفات شديدة في الرئة والإصابة بأنواع مختلفة من الالتهاب الرئوي الشديد أو السُل.
- يُصاب مدمن الهيروين في هذه المرحلة باضطراب الشخصية الُفصامية ويتحول إلى شخص عدواني ناقم على مجتمعه.
- يُعاني المدمنون من الرجال في هذه المرحلة من اختلال جسيم في الوظائف الجنسية، أما السيدات فيُعانّنن من اضطرابات الدورة الشهرية أو انقطاعها تماماً.
- يؤدي تعاطي الهيروين لفترات طويلة إلى زيادة احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية والجلطات.
- الاصابة بالالتهاب الكبد B و C أو فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”. نتيجة لاستخدام أدوات ملوثه أثناء التعاطي.
- وفي نهاية المطاف فقد يؤدي تناول جرعة زائدة من مخدر الهيروين إلى توقف أعضاء التنفس تماماً مما يُسبب الموت المفاجئ.
شاهد ايضا : نظرة المجتمع لمدمنى الهيروين
شاهد ايضا : الهيروين واحصائيات تعاطيه حول العالم
شاهد ايضا: علاج ادمان الهيروين عوامل نجاحه وفشله
شاهد ايضا: الهيروين وتاثيره على المخ والاعصاب
شاهد ايضا: كيف تعرف مدمن الهيروين
شاهد ايضا: طرق تعاطي الهيروين
شاهد ايضا: كيفية اقناع المدمن بالعلاج
شاهد ايضا: اعراض تعاطى الهيروين الجسدية
شاهد ايضا: اعراض تعاطى الهيروين النفسية
شاهد ايضا: خطورة تعاطى الهيروين او البودرة
شاهد ايضا: مدة بقاء الهيروين فى الجسم
شاهد ايضا: الهيروين تعريفه وتركيبه الكميائي
شاهد ايضا: دور الاسرة تجاه مدمن الهيروين
شاهد ايضا: كيف انتشر الهيروين والدول التى ساهمت فى انتشاره