الهيروين كيف انتشر؟ وماهي الدول التي ساهمت في انتشاره؟

الهيروين كيف انتشر وترتيب أكثر الدول انتشاراً والتي ساهمت في انتشاره، كسب المال والرغبة الملحة في التربح السريع من أهم الغايات التي يسعى لها الجميع، لذلك أصبح صناعة وتداول الهيروين بين الدول أحد أهم الوسائل التي يلجأ إليها الكثير من الأفراد حول العالم لكسب المال، ولا يكترثون اطلاقا لمدى الضرر الذي يلحقونه بدولهم والدول الأخرى، ومن خلال هذا التقرير سوف نتناول بالتفاصيل كيفية انتشار الهيروين وأكثر الدول التي ساهمت في تداوله وانتشاره.

عناصر المقال

ما هو الهيروين؟

الهيروين من أهم المواد المخدرة المصنعة والتي تحتاج في تصنيعها إلى آلية وتكنيك خاص لمادة المورفين المأخوذة من نبات الخشخاش المزروع بكثرة في منطقة جنوب شرق آسيا ومنطقة الجنوب الغربي لآسيا وكولومبيا والمكسيك.
بداية ظهور الهروين
• يعد أحد الأسباب الأساسية وراء التوجه إلى تصنيع أسيتيلات المورفين إحدى مشتقات الأفيونات هو إنتاج الكودايين، الذي يشبه المورفين إلى حد كبير من ناحية التأثير الدوائي ولكنه أقل منه في التأثير الإدماني.
• ولكن مع تطور التجارب نتج شكلاً جديداً من أشكال الأسيتيل أقوى تأثيراً بمرتين إلى مرتين ونصف من المورفين نفسه.
• أطلق رئيس قسم الأبحاث في شركة باير ” Bayer ” الألمانية على هذا المركب الجديد اسم الهيروين ويقال أنه صاغ هذا الاسم نسبة إلى الكلمة اليونانية القديمة”heros ήρω التي تعني البطولية.

شاهد ايضا : تعريف الهيروين وتركيبه الكميائي

متى تم تداول الهيروين؟ ومتى تم ادراجه في جدول المخدرات؟

الهيروين كيف انتشر

• قامت شركة باير Bayer” ” الألمانية في عام 1895 ، بتسويق الهيروين كدواء لعلاج بعض الأمراض ولكن تم ذلك بدون وصفة طبية، وذلك بعد أن تم تطويره كعقار بديل للمورفين الذي كان يستخدم في ذلك الوقت كمثبط للسعال.
• وبالفعل تم تسويق عقار الديامورفين الذي يحمل اسم العلامة التجارية “الهيروين” بداية من عام 1898 حتى عام 1910 كبديل للمورفين.
• ولكن جاءت جميع النتائج مخيبة للآمال وعلى العكس مما أعلنته شركة Bayer على أنه “يعد الهيروين البديل الآمن للمورفين ولا يسبب الإدمان“
• وفي عام 1914 صدر قانون ضريبة هاريسون للمخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية الذي اتاح التحكم في تداول الهروين والمواد الأفيونية الأخرى، وقد سمح هذا القانون لشركات الأدوية بتوصيف الهيروين كدواء وامكانية بيعه للأغراض الطبية.
• ولكن بعد ظهور آثاره الإدمانية وخطورته البالغة على متناوليه، قام كونغرس الولايات في عام 1924 ، بحظر بيعه أو تصنيعه أو استيراده، وتم ادراجه بالفعل صمن الجدول الأول للمخدرات.
• أما عن شركة باير المنتجBayer ” ” الرئيسي للهيروين فقد فقدت بعض حقوق العلامة التجارية للهروين، وذلك وفقاً لمعاهدة فرساي لعام 1919 بعد هزيمة دولة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

كيف يتم إنتاج مخدر الهيروين حول العالم؟

• تبدأ رحلة إنتاج الهيروين بداية من زرع بذور الخشخاش.
• يزهر خشخاش الأفيون بعد مرور ثلاثة أشهر تقريبا على زراعته.
• تحتوي زهرة الخشخاش في جرابها على سائل أبيض يشبه الحليب والذي يعتبر المصدر الخام للأفيون الذي يتم تصنيع الهيروين منه بعد ذلك.

أبرز الدول المنتجة للهيروين والمساهمة في انتشاره

كما ذكرنا في السابق أن معظم انتاج الهيروين يكون في منطقة شمال و جنوب شرق آسيا، وقد يرجع ذلك إلى نمو نبات الخشخاش المستخرج منه الأفيون بشكل طبيعي، وقد جاءت الاحصائيات وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بشؤون المخدرات والجريمة، أنه يتم إنتاج الأفيون فعلياً في ما يقرب من 50 دولة حول العالم أكثرهم يقعون في قارتي آسيا وأمريكا الجنوبية، ولكن يتصدر هؤلاء الدول،
أفغانستان فقد تم زراعة نحو 201 ألف هكتار في عام 2016، وتنتج أفغانستان ما يقرب من 90٪ من الأفيون في العالم، و تأتي معظم الكمية المنتجة من الهروين في أفغانستان من ولايتي هلمند و قندهار.

كيف انتشر الهيروين بين دول العالم؟

يعتبر مخدر الهيروين منتج تجاري يتزايد الطلب عليه بشكل كبير لذلك فهو سريع الانتشار بين الدول
• بالرغم من قلة البيانات التي تتعلق بطرق تهريب الهروين في الشرق الأوسط والدول العربية، لكن قد أبلغت عدة دول بالفعل مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة وسوريا عن ضبط كميات كبيرة من الأفيون والكوكايين.
• وغالباً ما يتم الاتجار بهذه المضبوطات في مصر و ليبيا وقطر.
• وعلى هذا الصدد أظهر “تقرير المخدرات العالمي الذي أصدره البرنامج العالمي المختص بمكافحة المخدرات والجريمة بالولايات المتحدة لعام 2016 أنه يتعاطى نحو 250 مليون شخصاً المخدرات بأنواعها ، وقدر نحو 9 ملايين يتعاطون الهيرويين.

احصائيات ضبط المواد الأفيونية والهيرويين بين دول العالم والشرق الأوسط

• تبذل دول العالم الكثير من الجهود الفعلية والصارمة لمصادرة وضبط أكبر ما يمكن من منتجات الأفيون والهيروين، ولكن على الرغم من ذلك فإن إجمالي المضبوطات من هذه المواد يقدر بحوالي 23.5 ٪ فقط من إجمالي المواد التي يتم توزيعها في جميع أنحاء العالم.
• حوالي 79٪ من هذه المضبوطات من الأفيون والمورفين يتم تداولها في الشرق الأوسط ، ومعظم المضبوطات من الهيروين تتم في دول الشرق الأوسط أو دول أوروبا.
• وفي أفغانستان دولة الانتاج الأولى للأفيون والهيروين، يتم اعتراض 1٪ فقط من هذه المواد التي يتم تصديرها بشكل غير قانوني.
• وفي عام 2008، تم مصادرة 13،719 كيلوجرامًا (30245 رطلاً) من الهيروين في عمليات حول العالم من قبل قوات مكافحة المخدرات.

أسباب انتشار الهيروين والمخدرات بين دول العالم

يرجع هذا الانتشار الهائل للهيروين في السنوات الأخيرة الماضية على الأخص إلى عدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وزيادة عدد الدول الهشة بالمنطقة والتي أصبحت في مهب الريح للاتجار في أي شيء غير مشروع بهدف التربح السريع في ظل انشغال الحكومات في صراعاتها.
وقد يرجع أيضًا لسهولة تهريبه عبر الموانئ والمطارات، حيث كانت تهرب بودرة الهيروين بين طيات الحقائب أو في الملابس.
سهولة تعاطيه في أي مكان وأي وقت عن طريق الشم أو الحرق أو الحقن لعدم وجود رائحة أو اي آثر يدل على تعاطيه.
أدت اضطرابات وتحويل الأحوال الاقتصادية إلي توافر الأموال مع بعض الفئات مما أدى إلى سهولة الحصول على مخدر الهيروين.
حجم التأثير الذي سببه انتشار الهيروين
ذكرت العديد من المصادر انه قد تضاعفت نسبة الوفيات الناتجة عن تعاطي الجرعات الزائدة من الهروين بحوالي ستة أضعاف منذ عام 1999.
ومازالت الخسائر فادحة حتى بعد عام 2018وهو أخر عام تم فيه الاحصائيات.
وربما تقع المسؤلية كاملة عاتق البلدان المنتجة للهيروين في القضاء على إنتاجه أو الاتجار به.
كما يجب أن تلتزم الجهات المسؤولة بالدولة باستئصال المحاصيل الأفيونية أو استبدالها بمحاصيل نافعة.
ويجب توقيع أقصى العقوبات على زارعي ومنتجي ومتداولي الهروين.
يتمتع الهيروين بعمر افتراضى طويل لذلك من السهل تخزينه لفترات طويلة.
وكان من السهل تهريب الهروين بين الدول وبعضها وخاصة من خلال طريق البلقان الذي يعتبر الطريق الرئيسي لتهريب الهيروين والذي يربط بين أفغانستان بلد المنشأ وأسواق بيع الهيروين في الدول الأخرى وخاصة إيران وتركيا وبالتالي انتقاله إلى قارة أوروبا.
أما عن الشرق الأوسط فتتمتع دِوَلُه وخاصةً في شمال إفريقيا بموقع استراتيجي متميز لتهريب الهروين أو مواده الخام إلى دول أوروبا الغربية والاتحاد الروسي.